أتيت لكلية المجتمع و مكثت بأحد القاعات المُهترئة ذو المقاعد المتأرجحة و الذي بعضها يشكي الكسر و بعضها يشكي الإتساخ عبر السنين ، لم يكن أمامي سوى ساعة رقمية ذو وقت ضيق محصور بين ثلاثين دقيقة و نبضات توتري ، الأستاذة : لنخرج الورقة التي بنصف الكراسة و نبدأ بتسجيل البيانات ...
و نبدأ نحن الطلبة فعلا بما تفضلت به بداية بالاسم و ننتهي عند كتابة تعهد يضحكني بكل مره ادخل بها اختبار قياس ، و من ثم نبدأ المعركه ...
نقرأ السؤال الذي لا أعلم من أي كوكب أوتيَ به أو من أي شخص كان متعاطي لأشد أنواع المخدرات وضعه ! و أربع إجابات تشبه تماما فروق جهاتي الأربع ! تريد أن تبدأ بالتفكير بهذه المهزلة إلا أن الدقيقة لهذا السؤال ضاعت من بين يديك و انت لم تعي جمل السؤال بعد !
لا يهم آلان سأجاوب و يبدأ حشو الدوائر و كأنني اطمس بصفحة حياتي مستقبلا مجهولا لا أعلم ما به ، ثم يقطع حبل أفكارك المشرف عَلى عامود مقعدك ليؤكد استيراد غباء هذه الأسئلة و تأكيدها ، انتهى القسم الأول ذو الثلاثين دقيقة و انتهى الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و السادس ، انتظروا النتائج ...
نتيجة الاختبار ، المجموع الكلي لم نتجاوزه ، و الحل ؟! أعد التسجيل مره أخرى و ابتلع من المواطن مرة أخرى و لا تنسى أن للأعمار نصيب من النهب فطالب الثانوي رسومه يختلف عن الجامعي و عن الذي سيقف عَلى عتبة ما فوق الجامعي ! ، المواطن ليس غنياً بما فيه الكفاية ليدفع رسوم اختبار أسئلة لإجابات غير منطقية لها ، قد يفر منها و قد يلتقيها ثانية و بأصعب ، و إلا سيخسر مستقبله جراء دوائر يحشوها أي طفل ولِدَ جاهلاً و أصبح غبياً من المناهج.
[COLOR=#FF004D]
بقلم : نجد إسماعيل[/COLOR]
كاتبة ومحررة بصحيفة أضواء الوطن