التوظيف السياسي للخلافات المذهبية والعقائدية واستغلال الصراعات الأيدلوجية هو العنوان العريض الذي يعبر عن أهداف الدولة الصفوية في جمهورية إيران الإسلامية .
ومزاولة الساسة الإيرانيون للعمل السياسي قل ماتحيد عن ذلك النهج الذي رسمه مرشدو الثورة الخمينية وقد تطور ليصبح عملاً مؤسساتياً ووفق منظومة كاملة تشمل جميع قطاعات الدولة .
ولأن هذا الفكر السياسي ذو طابع إمبريالي وسمة توسعيه فإننا في دول الخليج معنيون بذلك بشكل مباشر لأنه يستهدفنا إذ أن أي توسع للتراب أو النفوذ الإيرانيين سيكون احتلالا لأراضينا وانتقاصا لسيادتنا كما هو في دولتي الإمارات والكويت .
ولذلك كان قلقنا كشعوب وحكومات خليجية من تحقيق إيران لبعض الأهداف التي وضعتها لإحكام قبضتها على دول الخليج عسكرياً وذلك ب ( عراق ) فارسي في الشمال يحكمه الموالون لها وب ( يمن ) يكاد يكون إيرانياً في الجنوب يسيطر الحوثيون على شماله ويغازل الحراك الجنوبي في جنوبه الدعم الإيراني في تقاطع واضح لمصالح الحزبين اليمنيين .
وهي أي إيران تطمح أيضاً إلى التحكم في الممرات المائية لدول الخليج فمضيق هرمز تحت إمرتها وتسعى للسيطرة على مضيق باب المندب بدعم الحوثيين وامتلاك قرارهم السياسي والعسكري .
وبالطبع فإن التوظيف السياسي آنف الذكر الذي تنتهجه إيران يستهدف مواطنيها بالدرجة الأولى لتبقيهم حيث تريد ، ويستهدف أيضاً مواطني الدول العربية والخليجية كخلايا نائمة تارة تحركها متى أرادت وكحراك سياسي في ظاهره موالي لها في باطنه تارة أخرى .
ولأن تمزيق النسيج الوطني ودق إسفين الفرقة بين مكونات الشعب الواحد من أهم الركائز التي تعتمدها إيران لتنفيذ أجندتها فقد أسندت هذا الدور الهام إلى علماء الشيعة الذين رسخوا مبدأ ولاية الفقيه وهو المبدأ الذي جعل من عوام الشيعة وذويهم وأموالهم ملكية خاصة لعلمائهم فكيف بقراراتهم وانتمائهم .
وما تغلغل إيران داخل الوطن العربي إلا دليل على أن المشكلة الحقيقة لنا كعرب وخليجيين أن من هم بين ظهرانينا من (بعض) الشيعة العرب فارسيي الهوى عربيي الدم .

[COLOR=#FF0026]محمد محسن[/COLOR]
كاتب بصحيفة أضواء الوطن