بقدر ما أصبح الخوض في تفاصيل حياتنا الصغيرة مملاً، أمعنا في تهميشها ، وبقدر ما ابتعدنا عن أنفسنا والتصقنا بكاريزما طموحاتنا وأحلاما المؤجلة أضعنا الوجهة ، وابتعدنا عن قلوبنا .
هكذا نحن أو هكذا تفعل بنا الحياة وحين ذاك نتحول إلى ماتريد ،
ونبدأ رحلة البحث عن أنفسنا ، فنطرق كل سبل البحث ولانجدنا لأننا ببساطة لسنا كما أصبحنا ولسنا كما نحن .
فلا المفاهيم التي عرفنا ظلت كما عهدنا شجرة وارفة الظلال ، واضحة الملامح والثمار .
ولا القيم بقيت كما هي منارة باسقة الضياء يقصدها من ظلت به راحلته وشح زاده في صحراء الحياة القاحلة .
ولا الأحلام التي نريد بقيت زهرية الألوان باعثة على الفرح .
لذا فقد أصبح الركض في مضمار الحياة مرهقاً والتماهي مع رتمها السريع لا يسمح لنا بالتوقف لالتقاط أنفاسنا خوفاً من تخلفنا عن ركب الساعين خلف سراب السعادة .
ودونما طائل نقسو على أنفسنا ونحملها مالاتطيق ، وربما لو أننا كبلنا طيش آمالنا وقيدنا جموح أحلامنا بما يتوافق مع قدراتنا وتعاملنا مع متغيرات العصر بشيء من الواقعية والكياسة لوجدنا أنفسنا ولعدنا كما نحن وكما نريد .

[COLOR=#FF0026]الكاتب :محمد محسن[/COLOR]