عبدالملك شاب خرج بصحبة أخواته الأربع يسير الهوينا بسيارته، يستمتعون بجو الرياض اللطيف في تلك الليلة حيث كان الجو معتدل البرودة ويتبادلون الحديث والطرائف ويغشاهم الفرح والسرور وكانت فرحتهم بقدوم أخيهم من الحج ممزوجة بأملهم فيه في إكمال دراسته خارج المملكة وعودته يحمل أعلى الشهادات، لم يكن يخطر في بالهم في أي لحظة إن موكب الموت قادم لهم يزفه لهم شاب متهور سوف يقتلهم ويقتل معهم كل أحلامهم وآمالهم ويحوّل فرح الأم والأب لحزن وهم وحسرة، في بلد أكثر ما يموت فيه الناس بسبب حوادث السيارات وكأنها حرب شوارع مستمرة علينا في ظل غياب الوعي وفي ظل غياب الأنظمة المرورية الصارمة لوقف هذا التهور وهذه الجرائم اليومية، وعجز المحاكم وقضاتها في إصدار عقوبات توقف هذه الحرب وهذا القتل اليومي.
ذهب عبدالملك وأخواته الأربع -رحمهم الله- ضحية شاب متهور كان يقود سيارته بسرعة جنونيّة حتى سائقو سيارات سباق الفورمولا لا يسرعون بهذه السرعة فمن شاهد صورة سيارة الضحايا يدرك ذلك بالرغم من إنها سيارة ألمانية وصناعة قوية، ويقال إنه كان في وضع غير طبيعي!؟، وهي جريمة اكتملت جميع أركانها، نعم فهي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد.
لذلك يجب التعامل مع هذه الحادثة كجريمة قتل وليس قتلاً بالخطأ كالمعتاد يتم فيها جمع ديات القتلى ويخرج المتسبب ويمارس حياته مرة أخرى وقد يكون له ضحايا آخرين، فمن يسير بسرعة تتجاوز 200 كليو في الساعة وسط المدينة أشبه بمن يمسك سلاحا ناريا ويطلق النار على الناس عشوائياً، فهل لو قتل أحد بهذه الطلقة العشوائية نقول إنه لم يكن يقصد القتل وإن القتل بالخطأ؟، لا طبعا هو يدرك إنه بهذه السرعة وهذا الطلق العشوائي قد يقتل البشر في أي لحظة.
والمصيبة الأكبر إذا ثبت إنه كان يقود السيارة وهو مخمور فهذا مدعاة أكبر للتعامل معها كجريمة قتل وسُكر، ذهب ضحيتها خمسة أبرياء وأم وأب انفطرت قلوبهم حسرة وحزنا عليهم.
فلحماية المجتمع وأفراده يجب أن يصدر حكم صارم رادع في هذه الجريمة لا يقل عن 20 سنة سجنا أو الحكم تعزيزا بقتل هذا المتهور القاتل والإعلان عنه في كل وسائل الإعلام، وإلا سوف تستمر هذه الجرائم والقتل بشكل يومي.
وأتمنى أن يكون هذا الحكم سابقة في تاريخ المحاكم السعودية لحماية المجتمع من هؤلاء، فقد يكون الضحية القادمة لهذا المتهور هي أسرتي أو أسرتك أو رجل المرور المهمل لتطبيق القانون أو أسرة القاضي المتهاون معه ومع غيره.
فهل يفعلها أحد القضاة ويدخل التاريخ ويساهم في القضاء على هذه الجرائم وينقذ آلاف البشر بعد فضل الله.