قال تعالى
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ))
وقال تعالى
((وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ))
فعن ابن عباس __ قال: قال رسول الله : (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال:{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } (الأعراف: 172، 173) رواه أحمد وصححه الألباني.
إنه يوم عيد:
قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) "رواه أهل السّنن" وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (نزلت أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد).
إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}المائدة قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي ، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
أحبتي في الله كلنا نعلم فضل هذه الأيام العظيمة وخاصة هذا اليوم يوم الحج الأكبر حيث أقسم به جل شأنه ولا يقسم سبحانه إلا بعظيم فاليوم الموعود هو يوم القيامة
واليوم المشهود هو يوم عرفه والشاهد يوم الجمعة,من يوم عرفة إن كنت حاجاً فقل لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
وإن لم تحج فقل الله أكبر الله أكبر ولله الحمد,والصوم في هذا اليوم لغير الحاج أجره عظيم فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم.
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "انه مستحب استحبابا شديدا ".وقال عليه الصلاة والسلام: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه.
فحري بنا اعزائي أن نغتنم هذه الفرص العظيمة والأيام المهيبة بالذكر والطاعة والتزود من فعل الخير ومحاسبة النفس والإقلاع عن المعاصي فالعمر مرة والعمر يمضي كالبرق
إن لم نزود أنفسنا من الخيرات ونكثر من الطاعات ونبتعد عن الشهوات فهذه أيام رخاء وأمن بفضل الله واطمئنان,فلا تغرك عافيتك ولا يغرك بقائك على قيد الحياة فنحن لا محالة ميتين بأي وقت وبأي مكان فمن يضمن لنا البقاء للسنة القادمة,الأعمار بيد الله ونحن بيدنا القدرة على فعل الخيرات وترك المنكرات والمشاحنات والتسامح والتناصح
وعدم كيل الضغائن والشتائم لبعضنا البعض فكلنا بنعمة الله وبمحبته إخوانا,
أحبتي في الله أحسنوا الظن واطلبوا من الله الفرج وإزالة الهم والغم والرحمة والمغفرة والعتق من النيران وادعوا لموتاكم,واستبشروا خيراً ,كيف لا وهو القائل جل شأنه :
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل 62
والقائل أيضاً:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60
اللهم حَبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الرّاشدين ,ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً.
اسأل الله العلي العظيم أن ييسر حج هذا العام بكل يسر وسهولة وأن يرد كل حاج لبيته ووطنه وأن يتقبل من كل صائم صومه ومن كل مريض دعائه بالشفاء ولكل ميت
دعوة بالرحمة والمغفرة.
فقط اَيات وأحاديث أحببت تذكيركم بها ولست بأفضل منكم,جلها تحدثت عن هذا اليوم العظيم يوم عرفه وفضله بالصيام والحج فضلاً عن غدا يوم النحر وما يتبعه من أيام معدودات,أمدنا الله وإياكم بالصحة والعافية والحياة بالطاعة ورجاء الله في كل وقت وبأي أرض كنا ..والله يرعاكم .
وكل عام ونحن وإياكم بألف خير.
[COLOR=#0043FF]
[B]الكاتب:عبد الله محمد
صحيفة أضواء الوطن الإلكترونية
[email]aljzerh2009@hotmail.com[/email][/B][/COLOR]