في أيام سلفت كانت التوجهات تدفع الجميع نحو الإتقان والإخلاص وقد تكون الدوافع متعددة لعل أهمها الخوف من الله والشعار (" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ ") لكننا في أيامنا الحاضرة مع عظيم الأسف افتقدنا للكثير من تلك الدوافع وانصرف لبنا وهمنا إلى جمع المادة أيا كان مصدرها ولم يعد هناك وجود لدافعية التفريق بين الحلال والحرام فأصبح التسابق على كسب المال أيا كان نوعه سباق له أولوية خاصة تجاوزت في سرعاتها سرعات سباقات رالي السيارات العالمي ....!
وإننا في هذا العصر لفي حاجة ماسة للبحث وبجدية عن من ينير لنا الطريق ويهدي بسلوكه إلى سواء السبيل فنسمع أقوالهم ونلمس أفعالهم ليكون لنا شرف الاقتداء بهم حيث أفعالهم جملها الإخلاص وبروزها النجاح وحيث هم أصحاب سيرة مضيئة وسريرة بريئة أضاء لهم الإخلاص دربهم فمنحوا صدق النوايا وعلو الهمم وبورك لهم في المال والعمر والولد أنهم من ينير للآخرين الطريق ...!
ولا اعني هنا بإنارة الطريق الطلب من أمانات وبلديات المحافظات إرساء مشاريع الإنارة على الشركات والمؤسسات من اجل تقاسم العطاءات أو ما يسمى بالمناقصات ولها من اسمها النصيب الأعظم حيث أنها تتناقص في الجيوب على حسب المراكز والشخصيات ويكون المخرج أعمدة رديئة الصنع تقتلعها الريح قبل بزوغ الضوء وتحمل مصابيح قد حملت معها أكفانها مسبقا لتودع أعمدتها في غضون ساعات ,
ولا أتحدث عن إنارة طرق سريعة حصدت من الأرواح المئات بسبب الماشية التي أبت ألا أن تكون في سباق مع السرعة والتهور لتزهق الأنفس وتدمر المركبات , ومع ان المواصلات لازالت تفكر في استبدال تلك الطرق وذلك في خيالنا وفي أحلامنا بخطوط القاطرات او استبدال المركبات خوفا من الماشية وحرصا على أروحنا بالطائرات ,وكل ذاك من اجل عيون المواطن الكريم , ولا تنسى أخي القارئ الكريم أننا في خيال وحلم والمواصلات لا زالت في سبات ,
ولا اقصد بإنارة الطريق وجمعه طرقات وقد يراد فه شارع وجمعه شوارع تلك الشوارع في داخل بعض المدن الكبرى وقد تجملت بأعمدة كساها الصدأ من الخارج وتأكل حديدها من الداخل وتهاوت مصابيحها فأصبحت تلك الأعمدة تثير الخوف والقلق للمارة فأصبحوا يفضلون السير في الظلام خشية فناء الأرواح بصعق كهربي أو شجة رأس على اثر سقوط عمود ,
لكنني أتحدث عن أولئك الرجال الذين جعلوا من خوف الله رفيق طريقهم والصدق معه شعارهم فوقوا أنفسهم من خلط الحلال بالحرام ونهجوا نهج الصادقين الأخيار , إنهم فئة قليلة من الله عليهم بالإخلاص فبارك لهم في الأعمار وفي المال والبنين ووضح لهم سبل الفلاح فارتقوا به سلالم النجاح , إنني أتحدث عن الرجال الذين رزقوا حب الوطن ومنحوا الإخلاص له فجعلوا حب الوطن كحب الولد وقدموا له أكثر مما يقدمون لأنفسهم أن تلك الفئة القليلة هم من تولوا مناصب في الدولة فمنحتهم صلاحياتهم ومراكزهم ميزانيات مالية من اجل بناء الوطن وحضارته فعملوا جاهدين من اجل مخرجات يتباهي بها الوطن وتتغزل بها أعين المجتمع فبنوا لأنفسهم صروح من العزة وأهدوا لأنفسهم دروع من النزاهة تلك هي الفئة القليلة والتي يتمنى الجميع أن تتعاظم مع الأيام , فينهج أبناء هذا الوطن جميعا نهج تلك الفئة . العقل موهبة من الله للبشرية دون سواهم فماذا صنعت بهذا العقل من اجل أعمار الأرض؟؟
[COLOR=#FF003E]الكاتب : عبدالعزيز الناصري[/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
06/10/2013 في 11:10 م[3] رابط التعليق
مقال رائع
اشكرك أ عبدالعزيز
(0)
(0)