أسبوع مضى ولم يسدل الستار على أقوى جريمة هزت الشارع السعودي وهو يتغنى ويحتفل بيومه الوطني ( بطلها رجال الهيئة ) تمثلت في مطاردة الشابين من قبل رجال الحسبة بحجة حيازتهم للممنوعات وأدت المطاردة لحادث شنيع توفي الأول بالحال ولحق به رفيقه
مما أشعل النقاش وعم الغضب وسائل التواصل الاجتماعي وتفاوتت الآراء بين المؤيد والمعارض والمتحفظ . على تعامل بعض أفراد رجال الحسبة مع شرائح المجتمع ومكافحتهم للجرائم .وتحوّل البعض من رجل محتسب إلى رجل ذو شكيمة قوية يرى أن بعض أفراد المجتمع لايستحقون العيش فيهم . ويشمّر عن سواعده ويفتل عضلاته ويطاردهم وينتج عن هذا العمل أما وفاه بالحال أو إصابة مميتة ويغفل أن من شروط الاحتساب الأمر بالمعروف والمخاطبة باللين . والتعامل مع المسيء على أنه بشر ليس معصوما من الخطأ . وتوعية بالطرق الايجابية التي تساعده على تصحيح مساره
الطرق السلبية قد تزيد من انحرافة بحجة أنه صنف ضمن أسوءا أفراد المجتمع مما يولد لدية الكراهية والتعصب الخلقي والعزة بالإثم ؟؟
ولو استطلعنا آراء المجتمع السعودي عن مدى حاجتهم لهذا الجهاز . لـ أبدى الكثير بل الجميع تأييده ضمن أجهزه الدولة الرئيسية بل صمام أمان لـ استتباب الأمن .ومكافحة الجريمة . ولكن بطرق أكثر إيجابية فالمجتمع لاينكر فضل هذا الجهاز ولايمكن أن يتقبل كل مره أخطاءه الجسيمة وسلبياته التي قد تنتج عن بعض أفراده .
فالدولة عندما أقرت نظامها جعلت الشريعة مصدره والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أركان هذا النظام . لـ استدراكها بأهمية الاحتساب ونشر التوعية . ولكن من وجه نظري أنها ربما أخفقت في بناء هذا الجهاز وسياسة التوظيف فيه . قد يشطح الليبراليون والعلمانيون بتصنيف الكثير من منسوبي هذا الجهاز على أنهم ( خريجي سجون ) فـ أنا لا أتصور إطلاقا أن يكون هذا التصنيف صحيح كون خريجي السجون يصنفون من أرباب السوابق ولايمكن تعيينهم بمثل هذا الجهاز .
ولكن أن أصابت رؤيتي في السياسة الحالية لتوظيف بهذا الجهاز أن وظائف مدنية حالها حال الوظائف الأخرى في بقية أجهزة الدولة
تخضع ربما للاختبار والمقابلات الشخصية . فليس من المعقول أن تتمادى وتعيش سياسة تلك التعيين وشغل تلك الوظائف بهذه الطريقة
وأنا أجزم بأن استدامة طرق التعيين بهذا الجهاز على الوضع الحالي قد يؤدي إلى نتائج سلبية أهمها نفور المجتمع وولادة نظره عكسية تؤدي إلى الكراهية ومحاربة هذا الجهاز ومنسوبيه , وتقوية شكيمة العلمانيين والليبراليين لتظليل على الرأي العام
ومحاولة إقناعهم بـ أن هذا الجهاز مأوى لأرباب السوابق ,
ولكن لايزال الوقت مبكرا وأنا أجزم بأن الدولة عندما وضعت هذا الجهاز من أولوياتها وأعطته الأهمية القصوى . حتى جعلته هيئة حكومية مستقلة تعتمد مصروفاتها من الموازنة العامة لدولة لازالت قادرة على تصحيح سلبيات تلك الجهاز تكمن في إنشاء ( معهداُ للحسبة) لتأهيل الكوادر الوطنية التي تساعد على محاربة الجريمة بطرق أكثر وعياً وحضارة . يتم تعيين الخريجين منه بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مباشره. أو إن كانت الدولة لاترى في إنشاء مثل تلك المعاهد أي فائدة يجتهد الرئيس العام تلك الجهاز بتوقيع اتفاقية ( طويلة الأمد ) مع أحد الجامعات السعودية ذات العلاقة مثل {جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية } أو { الجامعة الإسلامية . أو جامعة أم القرى ) أو غيرها من الجامعات الوطنية على أن تتولى الأخيرة تأهيل الكوادر الوطنية التي يحتاجها الأول عبر استحداث أقسام فرعية تتم الدراسة فيها أبترام معينة لدراسة أصول الاحتساب أو مادة الحسبة لمعرفة مهامها وواجباتها ومالها وماعليها و تختتم باختبار نهائي يتم تمكين مجتازة من العمل بهذا الجهاز
. ليتعامل مع أفراد وشرائح المجتمع بكل احترافية . حاله حال بقية الأجهزة الأمنية كونه من الأنسب تصنيف هذا الجهاز ضمن الأجهزة الأمنية التي تساعد على حفظ الأمن ومكتسبات المواطنين ومنع حدوث المنكرات أو المجاهرة بها بقدر ماتستطيع وماتملكة من صلاحيات
تحفظ للكل حقوقه .
مهلاً مجتمعي ........!!
حكومتنا قادرة على إعادة الثقة من جديد وتصحيح سلبيات تلك الجهاز والتي ولدّها فئة قليلة من منسوبيه في نفوس الكثيرين من أبناء الوطن . ولاننكر أن هناك رجال يشار لهم بالبنان لازالوا في أروقة تلك الجهاز ونحن ندرك أهمية الاحتساب
ويكفي أننا خلقنا وفطرنا ونشأنا على الشريعة الإسلامية ( كفيلة بأن نقول الحمد لله )

ومضة الختام ( لتتدربوا على القيادة بتهور للهروب من الهيئة حتى لاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة .كلنا يحدونا الأمل في معالجة السلبيات بطرق أكثر حضارة حتى نصبح أنموذجاً في الخلق الحسن وروح المواطنة الحقيقية التي تتمثل في احترام الجميع وإعطاء كل ذي حقاً حقه . ولانصمت عن القول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ....!

[COLOR=#FF002E]
بقلم الكاتب / سند الداموك [/COLOR]
كاتب صحيفة أضواء الوطن