يتطلب استمرار كل مجتمع تحقيق التضامن والتماسك بين أفراده، ووجود مجموعة مشتركة من القيم. وتُعدُّ التربية والتعليم إحدى الأدوات التي تساعده في استمرار القيم وتوارثها، وذلك من خلال دورها في عملية التنشئة الاجتماعية.
ويعبّر عن ذلك عالم الاجتماع الفرنسي إميل دور كايم بقولـه إنَّ الإنسان الذي يكونه التعليم ليس بالضرورة الإنسان النموذج ، ولكنه الذي يريده المجتمع.
ومن هنا، فإنَّ التربية والتعليم تنمي روح الالتزام بين أفراد المجتمع، وتزودهم بالقدرات اللازمة، لإنجاز الأدوار المتوقعة منهم، وتغرس الثقافة الملائمة للبناء الاجتماعي القائم.
ومن هنا، حدَّد تالكوت بارسونز الوظائف الاجتماعية للمدرسة بأنها تربي الأجيال الناشئة على القيم السائدة في المجتمع، وأنها تعمل كقناة يتم من خلالها توزيع رأس المال البشري على المهن المختلفة.
وغير خافٍ، أنَّ التنشئة الاجتماعية يُقصد بها تشرب الفرد القيم والأفكار والمعايير السائدة في المجتمع، التي بدونها يصبح تكيف الفرد مع مجتمعه أمراً صعباً.
فالتعليم هو استثمار اقتصادي لأهم عنصر من عناصر الإنتاج، ألا وهو العنصر البشري، فتنمية الثروة البشرية من خلال نظام تربوي تعليمي يصبح عاملاً رئيساً في جهود التنمية، وعنصراً مهماً من عناصر الاستثمار لإعداد القوى البشرية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية.
وعليه، فقد ركز المختصون في مجال السياحة المستدامة وتسويق خدماتها على مسألة المواصفات التي ينبغي توافرها في العاملين في هذا المجال، وأجمع العديد من المختصين على ضرورة توافر حسن الخُلق والمظهر والهدوء واللباقة في الكلام والقدرة على التعامل الجيد مع السائح.
تعليق واحد
مقال ماتع وعميق كعادة الدكتور زيد الرماني يربط ببراعة بين التربية والتنمية وبناء الإنسان.
كل الشكر لهذا الطرح الثري الذي يعزز الوعي بأهمية الاستثمار في العنصر البشري.