منابرنا بين الأمان والعناية

بقلم: محمد سعد آل ماضي أرسل بريدا إلكترونيا منذ أسبوعين

0 9٬759 أقل من دقيقة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، نحمده ونستعينه، ونسأله دوام فضله وستره وعافيته.

تعيش المملكة العربية السعودية في ظل قيادة رشيدة -أيدها الله- نعمة الأمن والاستقرار، وتضع خدمة بيوت الله والعناية بالمساجد من أولوياتها الكبرى، انطلاقًا من رسالتها السامية ومكانتها الدينية.

وقد تجسد هذا الاهتمام المبارك في جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بقيادة معالي الوزير -حفظه الله-، التي تبذل الغالي والنفيس في سبيل الإشراف على بيوت الله، وتنظيم أمورها على أكمل وجه، مما جعل مساجدنا منارات إشعاع ديني وفكري وسط المجتمع.

⸻

المنابر في أيدٍ أمينة

بفضل الله أولًا، ثم بفضل توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله، أضحت منابر المملكة اليوم أداة للخير والنور، محفوظة من الأفكار الهدامة والتيارات المنحرفة.

وقد حرصت الوزارة على اختيار الأئمة والخطباء والمؤذنين بعناية فائقة، ممن شهد لهم المجتمع بالصدق والصلاح والاستقامة.

كما أن من الجميل أن نجد بين هؤلاء رجالًا يحتسبون الأجر في عملهم، ويسهمون تطوعًا في أداء الأذان وإمامة الناس، وهم مشهود لهم بالخير والتقى.

⸻

دور المؤذنين والخطباء المحتسبين

لا يخفى على ذي بصيرة الدور العظيم الذي يؤديه المؤذنون والخطباء المحتسبون في دعم رسالة المسجد، فهم نموذج للصدق والتجرد، يقدمون رسالة دينية عظيمة بعيدًا عن كل مظاهر الغلو أو التقصير، محتسبين أجرهم عند الله تعالى، ومؤكدين أن خدمة بيوت الله شرف لا يضاهيه شرف.

⸻

حاجة مستمرة للعناية الفنية

رغم الجهود العظيمة المبذولة، إلا أن المساجد تحتاج إلى متابعة مستمرة في جوانب النظافة والصيانة الفنية.

فالنظافة عنصر أساسي في بيوت الله، وهي دليل على تعظيم شعائر الله، قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ}.

إن وجود فرق صيانة متخصصة لمتابعة التكييفات، الإضاءة، الساحات، ودورات المياه أمر بالغ الأهمية، لضمان راحة المصلين، والحفاظ على هيبة المسجد ونظافته بشكل دائم.

⸻

مكبرات الصوت وضبطها

من المسائل المهمة التي تستدعي النظر إعادة تقييم استخدام مكبرات الصوت الخارجية في المساجد، بحيث يتم ضبط الصوت بشكل مناسب لا يتسبب في الإزعاج للأحياء المجاورة.

فمع أهمية إيصال الأذان والخطب إلى الناس، إلا أن الشرع الحنيف يحثنا على رفع الضرر ودفع الأذى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار).

لذلك، فإن توازن استخدام مكبرات الصوت الخارجية، بحيث يكون الصوت واضحًا دون أن يسبب أذى، مطلب شرعي وتنظيمي في آنٍ معًا.

⸻

كلمة شكر وتقدير

لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-، وإلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وكافة القائمين على هذه الوزارة المباركة، على جهودهم المخلصة في العناية ببيوت الله.

نسأل الله عز وجل أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان، وأن يجعل بيوت الله عامرة بالذكر و الصلاة، وأن يوفق القائمين عليها لما فيه خير الدين والدنيا.

بقلم: محمد سعد آل ماضي