جاء في كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي، قيل لبعضهم ما حدُّ
الشبع؟ قال: أن يُحشى حتى يُخشى. وقيل لآخر: ما حدّ الشبع: قال: أن تأكل
حتى تدنو من الموت.
ورد عن لقمان الحكيم قوله لابنه: يا بني، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة
وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة.
قديماً قيل: مَنْ أكل كثيراً شرب كثيراً، ومن شرب كثيراً نام كثيراً، ومَنْ نام
كثيراً فاته خيرٌ كثير.
قيل لأحد الأكالين: ما هو حد الشبع عندك؟! فأجاب: أن آكل حتى أبدو
مدوراً كالكرة، بحيث يمتلئ جميع جوانبي، وحتى يكون بالإمكان
أن أتدحرج في أية وضعية كنت، على الظهر، أو البطن أو الجنب!!
فرض الله تعالى الزكاة على الأغنياء وجعلها سبحانه حقاً معلوماً في أموال
مخصوصة في أوقات مخصوصة لمصارف مخصوصة .
في إخراج الزكاة إظهارٌ للعبودية لله تعالى، وامتثال أوامره بصرف جزء
من المال الذي هو أحب الأشياء إلى النفس.
إنّ شكر نعمة الله سبحانه يكون بأمور منها امتثال أمر الله في المال بإخراج
جزء منه إلى الفقراء والمساكين .
ما ضاع الفقراء وجاعوا وما قضت عليهم الأمراض إلا بمنع الأغنياء
زكوات أموالهم عنهم .
لما كان الأغنياء يخرجون زكوات أموالهم في أزمان ماضية قلّ الفقر عندهم
حتى كان بعض الأغنياء لا يجدون من يقبضها .
إنّ الزكاة تُدخل نشاطاً فكرياً وعقلياً على المُعطي والمعطى .
إنّ الشريعة السمحة تؤكد أن الزكاة والصدقات لا تتم إلا إذا جُرّدت
من مظاهر التعالي والرياء .
لقد مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي يخفي صدقته حتى لا تعلم
شماله ما تنفق يمينه .
عّد سبحانه وتعالى الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس تباهياً من الذين
لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر.
حينما كان الأغنياء يؤدون زكاة أموالهم عن اقتناع وإيمان كانوا يُحسُّون
بأنهم يؤدون فريضة الأمن والاستقرار.
إنَّ المال محبوب بالطبع، بَيْدَ أنَّ الاستغراق في حبه يذهل النفس عن حب
الله تعالى وعن التأهب للآخرة .
قلّما تذكر إقامة الصلاة في القرآن إلا ويُذكر معها إيتاء الزكاة يقول
عز وجل ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة...)).
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة لربطها بالصلاة في القرآن الكريم
في نيف وثلاثين آية.
يمكن قضاء دين الميّت من الزكاة باعتبار صاحبه من الغارمين، إذا لم يكن
في ميراثه ما يفي بذلك، ولم يسدّد ورثته عنه .
إنَّ هناك مسائل غاية في الأهمية تتصل بالزكاة ومصارفها وأموالها
في حاجة إلى بحث ومدارسة من قبل العلماء والفقهاء والمهتمين والباحثين.
إنّ الزكاة تحتل مكاناً رئيساً في نظام الاقتصاد الإسلامي المتكامل .
ينبغي أن تقوم الزكاة بوظائفها من حيث معالجة مشكلة البطالة
وظاهرة الفقر .
فطر الإنسان على حب الأفراح والأعياد، إذ تتزين النفوس وتلبس الدنيا
أبهى حللها ويتواصل الناس ويتبادلون التهاني والزيارات التي تدعم أواصر
المحبة والإخاء والتراحم.
للأعياد في الإسلام معنى خاص ومفاهيم سامية .
يتفرد العيد في الإسلام بما يضفي عليه سمات العلو، والشرف، لأنه من أجل
فكرة خالدة ماجدة ولتحقيق هدف نبيل.
الأعياد في شريعة الإسلام الغراء ليست فصلية أو كونية أو وطنية
أو شخصية.
من أهم المعاني التي بُني عليها الاحتفال بالأعياد في الإسلام: بدء العيد
بذكر الله وبالتهليل والتكبير والاجتماع في صلاة العيد والاستماع إلى خطبة
العيد.
دخل رجل على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه يوم عيد فوجده يتناول
خبزاً خشناً. فقال: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن، فقال عليّ: اليوم
عيد مَنْ قـُبل بالأمس صيامه وقيامه، عيد مَنْ غُفر ذنبه وشُكر سعيه وقـُبل
عمله، اليوم لنا عيد، وغداً لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد!!.
في العيد تتقارب القلوب على الود، وتجتمع على الألفة .
إنَّ مغزى العيد نفسياً واجتماعياً واقتصادياً كبير وعظيم، بما يضيفه
على القلوب من أنس وعلى النفوس من بهجة وعلى الأجسام من راحة.
في العيد يتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم فيجتمعون بعد افتراق
ويتصافون بعد كرر، وفي ذلك كله تجديد للصلة الاجتماعية بين الناس.
في العيد تذكير المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين بحيث تشمل فرحة العيد
كل بيت وتعم النعمة كل أسرة .
يقول مصطفى السباعي رحمه الله: مَنْ أراد معرفة أخلاق أمة فليراقبها
في أعيادها إذ تنطلق فيها السجايا على فطرتها وتبرز العواطف والميول
والعادات على حقيقتها.
ينبغي أن تحقق أعيادنا الأهداف والغايات المشروعة لنحقق مبدأ الأمة
الخيِّرة، فلا نسرف في لهونا وفرحنا ونشعر بإخواننا المحتاجين .
ما أكثر الأحداث المؤلمة والمظاهر المحزنة التي تنزل بالناس في أيام
الأعياد نتيجة التسابق إلى الإسراف بأشكاله المختلفة وصوره المتنوعة.
ينبغي أن نكف أيدينا عن التبذير المبالغ فيه في أيام الأعياد، وليكن العيد
فرصة للتدبير الرشيد وكذا فرصة للمواساة والتكافل.
ليكن عيدنا أقرب إلى حُسْن التدبير منه إلى قـُبْح التبذير.