التجنيس هو عملية قانونية تمنح الأفراد من جنسيات أخرى حق المواطنة، وهو يحمل في طياته فوائد عديدة، منها دمج المجتمعات وتعزيز التنوع الثقافي والاقتصادي. ومع ذلك، فإن نجاح التجنيس يعتمد على التزام المجنسين بقيم وهوية الوطن الذي أصبحوا جزءًا منه. في المملكة العربية السعودية، ورغم أن بعض المجنسين أظهروا انتماءً وولاءً حقيقيًا، إلا أن هناك فئة أخرى تثير الريبة والقلق بسبب استمرار ارتباطها بمجتمعاتها السابقة، وسلوكها الذي يعكس انتماءات مزدوجة تؤثر سلبًا على المجتمع السعودي وثقافته.
التجنيس والانتماء الوطني
المملكة العربية السعودية لم تكن يومًا ضد التجنيس، لكنه يجب أن يكون مبنيًا على الرغبة في الانتماء الحقيقي للوطن، وليس مجرد وسيلة للحصول على امتيازات دون التفاعل مع المجتمع واحترام هويته. من يحصل على الجنسية السعودية يجب أن يتبنى هوية الوطن بكل تفاصيلها، وليس أن يحمل جنسية رسمية بينما يظل متمسكًا بعاداته وسلوكياته السابقة وكأنها الأهم في حياته.
بعض المجنسين لا يرتدون الزي السعودي ولا يتحدثون بلهجة أهل البلاد، بل يحاولون فرض لهجاتهم وثقافاتهم على المجتمع، حتى أن بعضهم يدّعي أن لهجته الحجازية وهي في الحقيقة أقرب إلى اللهجة السودانية، مما يجعلهم يشعرون وكأنهم في أوطانهم الأصلية دون أي تغيير. هذا ليس اندماجًا، بل هو محاولة لإبقاء مجتمعات منفصلة داخل المجتمع السعودي، مما يهدد الهوية الوطنية على المدى البعيد.
تأثير المجنسين على الهوية الثقافية السعودية
السعودية لها تاريخ عريق يمتد لقرون، وتراثها هو امتداد لأجدادنا ولا يمكن لأي شخص أن يغيره أو يشوهه، فالهُوية ليست مجرد موروث يمكن التلاعب به، بل هي جزء من كيان الدولة والمجتمع. ومع ذلك، نجد أن بعض المجنسين يحاولون تغيير النمط السعودي من اللباس والعادات والتقاليد وحتى اللغة، وهذا أمر غير مقبول.
لهذا السبب، قررت الدولة فرض الزي السعودي في المدارس والجهات الحكومية والدوريات الرسمية، للحد من أي محاولات لتغيير الهوية السعودية. فمن يرغب في الحصول على الجنسية يجب أن يلتزم بالهوية الوطنية ولا يحاول فرض عاداته الأصلية على المجتمع السعودي.
الزكاة والتحويلات المالية للخارج
جانب آخر من القضية هو أن بعض المجنسين يدفعون زكاتهم وأموالهم إلى بلدانهم الأصلية بدلاً من دعم المجتمع الذي أصبحوا جزءًا منه. هذا يثير التساؤل: لماذا يحملون الجنسية السعودية إذا كانت اهتماماتهم الاقتصادية والاجتماعية مرتبطة بدولهم السابقة؟ أليس الأجدر أن تذهب هذه الأموال لدعم الفقراء والمحتاجين في السعودية بدلًا من إرسالها إلى الخارج؟
المواطنة ليست مجرد ورقة
المواطنة ليست مجرد جواز سفر أو بطاقة هوية، بل هي التزام ثقافي وحضاري واجتماعي. المواطن الحقيقي هو الذي يعتز بتراثه الوطني ويسعى للحفاظ عليه، لا الذي يحاول تغييره أو التقليل من شأنه. نحن في السعودية نفخر بتراثنا ولغتنا ولهجتنا الأصلية، ونرفض أي محاولات لطمس هويتنا تحت أي مبرر.
الخاتمة
التجنيس يجب أن يكون لمن يرغب حقًا في أن يكون جزءًا من هذا الوطن، بمنظومته الاجتماعية والثقافية، وليس لمن يسعى للاستفادة من مزاياه فقط. المملكة تفتح أبوابها لمن يحترم ثقافتها وقيمها، لكنها لن تقبل أي محاولات لطمس هويتها أو تغيير موروثها العريق. فالهوية السعودية خط أحمر، وتراثنا ممتد من أجدادنا، ولن نسمح لأحد بتغييره مهما كانت الظروف.