منذ سنوات طويلة ونحن نسمع عن الجمعيات الخيرية، وعن التبرعات التي تجمع لأعمال الخير، ولكن عند النظر إلى الواقع، نجد أن هذه الجمعيات لا تقدم ما يُروج له في إعلاناتها، بل أصبح كثير منها مجرد وسيلة لجمع الأموال دون رقابة حقيقية أو شفافية واضحة في صرفها.
منصة “إحسان”: النموذج الأمثل للعمل الخيري
في المقابل، نجد أن الدولة أطلقت منصة “إحسان” الخيرية، وهي منصة رسمية موثوقة تخضع للرقابة الحكومية، وتضمن وصول التبرعات إلى مستحقيها الفعليين دون تلاعب أو استغلال. إذًا، لماذا لا يتم توجيه جميع التبرعات لهذه المنصة، وإلغاء الجمعيات التي لا تقدم خدمات حقيقية؟ لماذا يستمر البعض في دعم جمعيات لا يُعرف مصير أموالها، بينما يوجد بديل رسمي وآمن؟
أين الخدمات الحقيقية للمحتاجين؟
لم نسمع يومًا عن شخص تعطلت سيارته في طريق سفر، فلجأ إلى جمعية خيرية طلبًا للمساعدة في إصلاحها، أو عن شخص جائع طرق أبواب الجمعيات فاستأجروا له فندقًا أو قدموا له وجبة في وقت حاجته. لم نرَ هذه الخدمات التي من المفترض أن تقدمها الجمعيات الخيرية، رغم كثرة التبرعات والإعلانات التي نراها بشكل يومي!
جمع التبرعات واستغلالها
ما نراه في الواقع هو أن الجمعيات تجمع التبرعات، ثم تصرفها على برامج لا يستفيد منها المحتاج الحقيقي، بل تذهب لمصالح أخرى. مثال ذلك، إقامة خيام إفطار رمضانية ضخمة، يتم التعاقد فيها مع مطاعم بمبالغ كبيرة، وتُضاف نسب أرباح للقائمين عليها، حتى تصبح التكلفة أعلى بكثير من تقديم الإفطار بشكل فردي وبسيط.
ثقافة الإفطار في المملكة
في رمضان، الجميع يرى كيف يفتح السعوديون أبواب بيوتهم للضيوف والمحتاجين، وكيف تُقام سفر الإفطار في الشوارع بشكل تلقائي دون الحاجة إلى وساطة جمعيات. فلماذا إذًا تُصرف أموال التبرعات على مشاريع غير فعالة، بينما المحتاجون الحقيقيون لا يجدون دعمًا مباشرًا؟
الحل: توجيه التبرعات إلى جهات رسمية وموثوقة
لا بد أن يكون التبرع عبر منصات رسمية تخضع لإشراف الدولة، مثل “إحسان”، والتي تضمن وصول المساعدات لمستحقيها الفعليين. وعلى الدولة أن تشدد الرقابة على الجمعيات، وتوقف عمل أي جمعية لا تقدم تقارير شفافة عن كيفية صرف الأموال، حتى لا تتحول هذه التبرعات إلى تجارة مقنعة باسم الخير.
الخلاصة
الجمعيات الخيرية ليست مقدسة، وليست كلها تعمل بصدق. على الناس أن يكونوا واعين، وألا يتبرعوا إلا عبر جهات موثوقة، وألا ينساقوا خلف الإعلانات التي لا تقدم سوى وعود زائفة. ولو تم استثمار كل التبرعات في مشاريع حقيقية وفعالة، لما بقي لدينا محتاج بلا مساعدة.
3 تعليقات
قلتها من الآخر يااستاذ عيد الرفاعي الله يبيض وجهك
لماذا لاتتم مسألة رؤساء الجمعيات والمستودعات أين ذهبت الأموال السابقه التي تقدر بالملايين ومن أين لهم هذه الثروات التي ينعمون بها الان ؟؟؟؟؟
اولا لم ادخل في حياتي وقد جاوزت الخمسين عاما جمعية بر الا مرة او مرتين من اجل تقويم الصلاة كان يوزع لديهم
سؤالي هل زرت جمعية ورأيت عملهم هل زرت موقع جمعية على النت واطلعت على مقدار الواردات والمنصرف
هل الرقابة الحكومية معدومة ام هناك مجالس عمومية ومجالس ادارات
واين دور المركز الوطني واين الحوكمة التي تعلن نتائج جولاتها التفتيشية
ارى ومن باب الامانة العلمية قبل الكتابة عن اي موضوع الاطلاع على جميع جوانبه
انا لم اكتب هذا التعليق الا بعد الاطلاع على اللائحة الاساسية للجمعيات الاهلية
وموقع المركز الوطني