يقول جون تشابلير رجل الأعمال وعضو مؤسسة قادة واشنطن في كتابه ( الوصايا اليومية الست ) : بصفتي رئيساً تنفيذياً لشركة رأس مالها ملايين عدة من الدولارات، ألفت هذا الكتاب، للمساعدة في تحسين حياة الرجال والنساء الذين يسعون جاهدين لتحقيق التوازن بين الطموح المهني والربح المادي من جانب، والإنجاز الشخصي والمعنى الأعمق في الحياة من جانب آخر. وأوضحت في الكتاب كيف أن اتباع استراتيجيات بسيطة مغيرة للحياة يمكن أن تعين على تعزيز الرؤية الشخصية والتواصل مع الذات الداخلية، والتغيير بالكامل تقريباً من شعور الإنسان وأفكاره وتصرفاته واستجاباته سواء في المنزل أو في العمل.
ثم يقول تشابلير: أقر بأنني في أغلب أيام العمل نجحت في تجاهل أي نصيحة، كان من شأنها مساعدتي في فهم المعنى الحقيقي للحياة. فشأن الكثير من رجال الأعمال متقدي النشاط، لم تكن فكرة استقطاع الوقت من اليوم المشحون بالأعباء من أجل التأمل أو مساعدة الآخرين، أو قضاء بعض الوقت مع الأسرة والأصدقاء، ضمن مفردات حياتي. كانت الثروة والتفوق هما ما يحفزاني ويجعلاني أشعر بالكمال، أو هكذا كنت أظن.
ويؤكد تشابلير: كان الثمن الذي دفعته مقابل ما حققته من نجاح هو فقدان كل شيء ذي قيمة لدي تقريباً: زوجتي وعلاقتي الوثيقة مع ابنتي وشركتي التي تصل قيمتها لملايين الدولارات ومنزلي الفخم وسياراتي الفارهة وغير ذلك الكثير. وحين تبددت زخارف النجاح المهني والمادي التي طالما سعيت وراءه، أجبرت على الوقوف مع نفسي.
نعم، لقد فقدت كل شيء، والكلام مازال لتشابلير, بيد أنه بذلك الفقدان، حظيت بمنظور جديد تماماً للحياة. في تلك الأثناء، أجبرت على النظر إلى نفسي نظرة جادة. فبصرف النظر عن المرات التي سمعت فيها بأن المغزى الحقيقي للحياة لا يمكن العثور عليه في الثروات المادية، لم أدرك أن المغزى ليس مجرد شيء يحدث في الحياة، ولا يمكن بالتأكيد شراؤه، إلا عندما تعرضت لكارثة مالية. فالمغزى شيء يتغلغل في حياتك ببطء من خلال تجاربك اليومية والأسلوب الذي تتفاعل به مع من حولك.
ثم يعود تشابلير ليقول: ماذا عنك؟ هل ثمة تشابه بين الإفلاس الذي تعرضت له وأي شيء حدث لك؟ ليس من الضروري أن تتعرض لأشد صدمات حياتك مثلما حدث معي، لعلك بحاجة فقط لبعض الارشاد، لوكزة بسيطة، كي تستقطع وقتاً لنفسك ومن تحب، للتمتع بجوانب حياتك كافة. يمكن لهذا الكتاب مساعدتك، من خلال بعض الاستراتيجيات التي أعانتني في اكتشاف المزيد عن نفسي، كياني الحقيقي.
وهكذا يقول : على مدار ثلاثة عقود من العمل سنحت لي فرصة للالتقاء بمجموعة من المرشدين، أناس من جميع الأصناف، بفضلهم توصلت إلى الوصايا اليومية الست، وهي ستة مبادئ جوهرية من شأنها أن تساعدك في تعديل توجهك، وهذا يؤدي بدوره إلى تبني منظور إيجابي كل يوم. وبدمج هذه الاستراتيجيات في حياتك يمكنك أن تكف عن انتظار ذلك الهدف المادي عسير المنال أو الوجهة المثالية حتى تشعر بالكمال. ولقد اتضح لي أن الوصايا اليومية الست يمكن تطبيقها على الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
ثم يختم تشابلير بقوله: إنني، في الحقيقة، أقدم الاستشارات للعديد من الشركات الكبرى التي تبنت واحدة على الأقل من الوصايا اليومية الست، وأشجع الموظفين فيها على تخصيص بعض الوقت، للتفكير في هدوء، وتحديد الأهداف قبل بداية يوم العمل.
إذن: بوسع أي أحد الاستفادة من خريطة الطريق الفعالة هذه لتغيير بؤرة الاهتمام في الحياة، والتمتع بكل من النجاح والجوهر اللذين يضيفان الروعة على حياة الإنسان، من خلال: الاستعداد لتقبل التغيير، وتخصيص وقت للتأمل، والحب والتسامح، والعطاء، والامتنان، للوصول إلى مرحلة التنفيذ، وهذه هي الوصايا اليومية الست.
للتواصل : zrommany3@gmail.com
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية