أسعد الأيام ذلك اليوم . يوم التأسيس دولة بكيانها الاجتماعي والمكاني عاصمتها الدرعية . نشأتها أثلجت صدور المحبين بما تطويه من بذور الإصلاح ومؤسساته المدنية ، المنظورة وغير المنظورة . يوم التأسيس وعصره في حياة السعودية شعباً ودولةً نور الحق وشمسه يتوقد حيناً بعد حين . شاع نوره في أرجآء الجزيرة العربية . نعيش ثماره اليوم عقيدةً وعدلاً ، ومحصوله الراهن تنامي الحضارة في معراج التطور والإزدهار ، وسمو الانجاز السعودي في التنمية بشطريها المكان والإنسان ، وتطور مخرجاتها .
هذا اليوم أستشعار أهميته . إنه يوم السعد ، وسعد الطالع في مفهومه ونتائجه . يوم التأسيس . شروق شمسه من كبار البخوت ، وهبة الرحمن ، وما أدراك ما التأسيس ؟ فجر جديد وميلاد دولة ، وحضارة سعودية عربية إسلامية عريقة الجذور والأصول . يوم ١١٣٩/٦/٣٠ هجرياً الموافق ١٢ فبراير١٧٢٧م هو ذلك اليوم المبارك حبوراً في نتائجه على يد الإمام/ محمد بن سعود بن محمد . بل ان إرهاصاته قبل ذلك عام ٨٥٠ هجرياً - ١٤٤٦م على يد الامام/ مانع بن ربيعة المريدي ، والقول الثابت ٧٥٠ هجرياً تتبعاً . إرهاصات هذه الدولة ثلاثة أئمة قبل ١١٣٩ هجرياً هم: أولهم الإمام/ مانع بن ربيعة المريدي المؤسس الوجه المشرق هذه الدولة ثم ثانيهم الإمام/ إبراهيم بن موسى وثالثهم الإمام/ سعود الأول بن محمد بن مقرن بن مرخان بل قبل هذا التاريخ ٨٥٠ هجرياً بمائة عاماً المتتبع والثابت لا ظن في ذلك خلاف ماذكره أبن بشر ، فالدولة موجودة إرهاصاتها .
لا حدس أصول هذه الأسرة تعود لبني حنيفة أمراء اليمامة وسلاطين نجد الصوارم قبل الإسلام ، وبعد الإسلام . تنعت بخصلتين الحلم والإناء . مانع بن ربيعة المريدي مؤسس إمارة الدرعية الأولى ، ويطلق عليها إمارة الدرعية الكبرى . تتكون من حيين مغصيبة والمليبيد على طرف وادي حنيفة بنجد العذية ، وهضابه الشهيرة . السهل والجبل ، وسط شبه الجزيرة العربية ، ومانع المريدي الجدّ الأعلى لأسرة آل سعود .
محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان إمام ومؤسس الدولة السعودية الأولى مقرها الدرعية ، والحاكم الثاني بعد والده/ سعود الأول يرحمهما الله ، وسعود الأول خلاف سعود الكبير أو العظيم حفيده ، والإمام/ محمد بن سعود بن محمد أمير إمارة الدرعية الخامس عشر . تولى إمارتها بعد وفاة والده .
ياسادة هل أدركتم تأريخ التأسيس ويومه ؟ هل عرفتم بدايةً التاسيس ؟ هذا اليوم درة في المفارق ، ويفصل عما قبله ، واستشراف مابعده . إنه يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى من قلب نجد نبع بزوغها ، ومحور انتشارها وانكماشها . بزغت هذه الدولة من رحم انجازات مانع المريدي ، ومن بعده ؟ معراج صعودها من الدرعية تمدداً انحساراً ، في خضم صراعات سياسية وقبلية عن منأى منها . عزز وجودها وصلابة تربتها أرثها الاجتماعي ، وبعدها التاريخي .
ياسادة هل تعرفون تاريخ تأسيس هذه الدولة السعودية ؟ ولدت من أديم الدرعية إنساناً ومكاناً . شاع ذكرها في أقطار المعمورة ، وهزت أركان الدول الكبرى ، وحسدها دول القبورية في مقدمتها الدولة العثمانية ، وارتعصت منها دول الجهل والضلال ، ومن شايعها من دول الباطنية والخوارج ، وغبطها دول السنة والسلفية . ببزوغها في عصرها بما تحمله من بذور الإصلاح ، وعقيدة التوحيد ، ومحاربة الفساد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وذاع صيتها في ربوع المعمورة ، أصبح ذكرها غير خامل .
ياسادة هل عرفتوا يوم التأسيس وتاريخه متى ؟ ام لم تعرفوه ؟ ان معرفة تأريخ التأسيس ويومه يعد من صميم الوطنية ، وحب الوطن ، وولاء ولاة الأمر ، والقيادة الرشيدة . هذه الدولة قامت على منهاج الحق ، وميزان الانصاف ، والعدالة الاجتماعية ، ومحاربة البدع والخرافات . تستند على عقيدة التوحيد ، وصفاء الدين حنفية أبو الأنبياء والرسل ، وأولي العزم ، وماكان عليه السلف الأول . حملت عمود مشعل النور المسطر إلى ارجاء نجد أولاً ثم أطراف شبه جزيرة العرب ، فالعالم بأسره .
ياسادة هل عرفتم يوم التأسيس ؟ إنه فجراً جديد في مفهومه ، ونتائجه وسمكه . شمس الوضوح والحقائق ، وزبدة العقيدة الصافية لا يشوبها شائبة ، لا قتر ، ولا زيف . يوم التأسيس يطوي في طرفيه إصلاح العقيدة ، وتنظيم مناشط الحياة الاجتماعية وفق قواعد الشريعة ، وأصول الدين الحنيف ، وجودة الحياة: منفردة ومجتمعة بما هو معلوم بالضرورة من الدين بحفظ الحقوق ، وكليات الحياة الكلية الضرورية بثلاثيتها : الحدية والكلية والتكملية - الحاجات والتحسينات - من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية ، واللحمة الاجتماعية ، ومحاربة الفساد وأهله بكافة صوره ، ومنع التعدي والتمادي بكافة اشكاله ، واستئصال الخرافات المنتشره في ذالك الزمان ومحاربة الجهل ، والبدع ببناء الإنسان وتوعيته وفق المنهج السليم عقيدةً وسلوكاً ، والحد من مخفسانية الأفكار الضآلة ، والتعريف بالنظام واحترامه باعتباره سلوكاً حضارياً مشهوداً ، ومعالم خريطة الأهداف السامية نحو الاستقرار السياسي ، والأمن الاجتماعي ، ونحو العالم الأول .
ياسادة يوم التأسيس ثماره مانعيشه اليوم ، نستشرفه مستقبلاً ، ونقطف أكله ، ونتفياء في ظل أمنه ، ووحدته ، ويوم التأسيس بداية التنمية المكانية ، وبناء الانسان ، والتنمية الاقتصادية ، واستنبات المعرفة بشطريها العلمية والتقنية نحو يوم أفضل من أمسه ، وغداً أفضل مما قبله ، واستشراف المستقبل ، وبناء حضارة تشتجر فيها المنافع ، ومنابع الإبداع والابتكار . الحديث عن يوم التأسيس ذات شجون تلاحم وتماسك بين السلطة والمواطن . إتفاق بين سلطتين السلطة الروحية " الدينية " والسلطة الزمنية " السياسية" بين هامتين رجلين أحدهما سلفي المنهج والدين " الشيخ/محمد بن عبدالوهاب " ، والاخر وريث الإمارة وأرطبون السياسة " محمد بن سعود " أظهر حضوره وتواجده بهيبة الإمارة ، وحسن التدبير . يوم التأسيس يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى عاصمتها الدرعية في ١١٣٩/٦/٣٠ هجرياً - ٢٢ فبراير ١٧٢٧م في النصف الثاني من عام ١١٣٩ هجرياً الموافق ١٧٢٧/٢/٢٢م . قبل اكتشاف كريستوفر كولومبوس أمريكا عام ١٤٩٨م بخمسمائة وتسع وثمانين عاماً اعتباراً من عام ٧٥٠ هجرياً بما هو ثابت قبل مانع المريدي ، وبعده .
أسسها الإمام وريث الائمة/ محمد بن سعود بن محمد ابن مقرن . توارثها عن أبيه سعود ، وجده محمد ، ومن منجزات الدولة السعودية الأولى توحيد الدرعية بضفتيها على وادي حنيفة " نسبة لبني حنيفة " ، وبناء حي الطرفية بجانب غصيبة ، والإسهام في نشر الوعي والاستقرار ، والاهتمام بالأمور الداخلية ، وبناء المكان ، وتقوية وتماسك مجتمع الدرعية ، والسعي ما وسعه المسعى في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني ، وما سبقه من حكام الثلاثة الحكام الذين قبله ، والثلاثة الذين خلفوه من بعد وفاته الأبن " عبدالعزيز بن محمد " والحفيد " سعود بن عبد العزيز بن محمد " ، والأخير ينعت بسعود العظيم أو الكبير ، وفي عهده توسعت الدولة السعودية توسعاً كبير من أطراف الشام من حوران إلى صلالة بحر العرب ، وساحل عمان المعروفة بالإمارات العربية المتحدة إلى شريط ساحل تهامة بحر القلزم . تجلب إلى الدرعية زكواتها ، ثم حفيد الحفيد " عبدالله بن سعود " فالمؤسس الأول من اهتماماته الحرص على الاستقرار الإقليمي ، وتجنب الالوج في الصراعات والنزاعات الإقليمية ، والمنغصات الاجتماعية ، وهو ديدن الدولة السعودية الثالثة منهجاً وسلوكاً ، ودعوة البلدان المجاورة من أجل الانضمام إلى الدولة السعودية الأولى من أجل البناء والتنمية " الإنسان والمكان " والشروع لبناء سور عاصمة الدولة - الدرعية - من أجل التصدي الهجمات الخارجية ، والانفراد بالاستقلال السياسي ، كيان واحد مستقل ، وعدم التبعية لأي نفوذ . من أجل تحقيق الوحدة ، والاستقرار والإزدهار ، والشروع في تنظيم موارد الدولة ، ومناصرة الدعوة السلفية وحمايتها ، وتوحيد معظم نواحي نجد العذية ، وتوسعة معيشة مواطنيها ، والتصدي لتعدي بعض الإمارات المجزأة ، والحملات المغرضة ضد الدولة ، وتأمين طرق الحج والتجارة والملاحة ، وفرض قوة النظام والسلطة ، وبدء حملات التوحيد ، وبناء العقيدة الصحيحة وفق ميزان الشريعة ، والمنهج الرباني المطلوب . مستعيناً بالله ثم بأهل العلم والفقه والعرف وانزالهم منازلهم ، وأذرعة الخبرة الضمنية في تدبير الأمور ، وحسن الدراية .
ومن المعلوم بالضرورة الدرعية نشأت وتم بناءها على يد الأمير/ مانع بن ربيعة الجد الأعلى لآل سعود عام ٨٥٠ هجرياً ١٤٤٦م - ارجح القول الثابت عام ٧٥٠ هجرياً - على ضفتي وادي حنيفة قبل سته قرون من عصور سحيقة . جدد تأسيسها بالصفة الرسمية فيما بعد الإمام نجل الإمام حفيد الإمام " محمد بن سعود " .
يوم التأسيس ماضي تليد ونواة الدولة السعودية باطوارها الثلاثة على مدى ثلاثة قرون عريقة وإرهاصاتها على مدى الخمسة قرون ماقبل الثلاثة . يوم التأسيس منارة ، ورمز للوحدة . يعيشها جيل هذا اليوم في هذا الوطن العظيم ينعم برغد العيش والرفاهية ، ودوحة الأمن والاستقرار ، وجلب الازدهار ، والتنمية بشطريها بمشاركة أبناء الوطن بمختلف شرائحه ونواحيه بادية وحاضرة .
أبرز أحداث التأسيس قطعاً ولادة الأمير/ محمد بن سعود عام ١٠٩٠م ، ومشاركته في الدفاع عن عاصمة والده الدرعية في عهد والده سعود بن محمد عام ١١٣٣ هجرياً.
خلف والده في إمارة الدرعية عام ١١٣٩ هجرياً وكرس جهده وخليفتيه من بعده " الأبن والحفيد " أبنه عبدالعزيز وحفيده/ سعود في توحيد أطراف البلاد من أطراف الشام شمالاً حتى أطراف بحر العرب جنوباً ، ومن أطراف سواحل الخليج العربي شرقاً إلى أطراف البحر الأحمر غرباً . من قلب نجد إلى روابي وادي حلى ، وحرات مدركة ، ومن نجد العذية إلى روابي الأحساء ، ونفود الدهناء ، ومن روضة نجد الفيحاء إلى روابي حران بالشام ، ومن هضبة نجد إلى روابي صلالة عمان . نشر العلم وشجع على طلبه ، ووزع الدعاة عام ١١٤٩ في إرجاء نواحي البلاد ، وأهتم بتوعية الإنسان ، ومناصرة الدعوة الاصلاحية .
ياسادة هذا يوم التأسيس ننعم بخيراته ونقطف ثماره في حاضرنا الزاهر دولة السعودية الثالثة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم وولي عهده الأمين محمد العزم مهندس رؤية الوطن العظيم يحفظهما الله ، ويرحم الله المؤسس الأول رحمةً واسعة .
دام عزك ياوطن ودامت رموزك ، ودامت القيادة الرشيدة مجففه محور الشر بثلاثيته الإرهاب والإرجاف والفساد ومنابعه .
بقلم/ خالد بن حسن الرويس
- في الجولة 26 من دوري روشن.. التعادل السلبي سيد الموقف بين الرياض وضمك
- “ديربي الشرقية”: التعادل الإيجابي يحسم مواجهة القادسية مع الاتفاق
- ربع مليون طالب وطالبة في 1700 مدرسة يحتفلون بعيد الفطر المبارك
- الخارجية الفلسطينية: الاحتلال قتل أكثر من 17952 طفلًا منذ بدء العدوان على غزة
- “المنافذ الجمركية”: تسجيل 1071 حالة ضبط خلال أسبوع
- خالد النمر: 4 حالات خطيرة ترتبط بفقدان الوزن المفاجئ
- «تعليم الرياض»: استئناف الفصل الدراسي الثالث بعد إجازة عيد الفطر وعودة التوقيت الصيفي ..الأحد
- «المرور» توضح آلية حجز موعد لاستبدال رخص القيادة عبر منصة أبشر
- الرياح الهابطة… “المسند”: خطر خفي يهدد بمخاطر الأرض والسماء
- بلدية الدمام تعايد مسؤولو ومرضى مستشفى الملك فهد
- مواجهة الاتحاد والأهلي.. أجواءٌ معتدلة في جدة والسماء غائمة
- “غاز الضحك” يثير جدلاً في ألمانيا.. ومطالب بحظره على القاصرين
- المغنيسيوم.. بين الفوائد الحقيقية والمبالغات التسويقية
- 18 ألف مخالف في قبضة “الحملات الميدانية”.. و21 متستراً يواجهون عواقب الجريمة “المُخلة بالشرف”
- أسعار النفط تتراجع 7%.. و”برنت” عند 65.58 دولار للبرميل
خالد بن حسن الرويس

يوم التأسيس
21/02/2025 10:36 ص
خالد بن حسن الرويس
3
121421
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3632789/
التعليقات 3
3 pings
بشير الرشيدي
21/02/2025 في 3:30 م[3] رابط التعليق
أحسنت واجدت كاتبنا المتميز حفظ الله وطنا وقيادته وشعبه
خالد
21/02/2025 في 3:38 م[3] رابط التعليق
جميل ماطرحته اخي خالد ..دائما مواكب للحدث
مواطن
21/02/2025 في 3:39 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك أخي الكريم كلام في الصميم