نحن كسعوديين لا نقبل أن يُفرض علينا من كائن من كان، ولا أن تُمس سيادتنا أو يُهدد أمننا. أرضنا ليست مجرد تراب نسكنه، بل هي مهد الرسالة المحمدية، ومنطلق الإسلام الذي أضاء بنوره العالم. إنها أرض الحرمين الشريفين، وموطن الأمن والإيمان، عصية على الطامعين، ومحفوظة بسواعد أبنائها الذين يتفانون في الدفاع عنها، ولا يقبلون بأي حال من الأحوال المساس بذرة من ترابها.
أرضنا تحمل قيمة روحية وتاريخية عظيمة، فهي ليست كأي أرض؛ إنها الأرض التي أُرسلت منها الرسالة المحمدية، وهي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. الدفاع عنها واجب لا يسقط، وحمايتها عهد يتوارثه الأجيال منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله-.
لم تكن المملكة يومًا لقمة سائغة لأي معتدٍ أو طامع. على مر التاريخ، كان السعوديون مثالًا في الصمود والثبات، يقدمون الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على وطنهم وسيادته. أجدادنا وأباؤنا تركوا لنا إرثًا من البطولة والفداء، حيث قاتلوا بشجاعة وضحوا بأرواحهم من أجل وحدة هذه الأرض واستقرارها.
اليوم، ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، نعيش مرحلة جديدة من العزيمة والإصرار على تعزيز مكانة المملكة، ليس فقط إقليميًا بل عالميًا. تحت هذه القيادة الحكيمة، أصبح الوطن نموذجًا في القوة الاقتصادية، والأمن المستدام، والتنمية المتوازنة، مع الحفاظ على قيمنا الإسلامية الراسخة التي تعزز فينا الولاء والوفاء للوطن.
السعوديون بطبيعتهم يحملون في قلوبهم حب الوطن والإخلاص له، ويقفون صفًا واحدًا في وجه أي تهديد. هذا التلاحم بين القيادة والشعب هو السد المنيع أمام كل من يحاول النيل من أمن المملكة أو زعزعة استقرارها. لا فرق بين فرد وآخر، فجميعنا يحمل نفس الروح الوطنية التي تجعلنا نقف على قلب رجل واحد في الدفاع عن وطننا.
لن نتنازل عن ذرة من تراب هذا الوطن، ولن نسمح لأي قوة كانت أن تُضعف وحدتنا أو تمس سيادتنا. هذه الأرض أمانة في أعناقنا، وحمايتها واجبنا جميعًا. إن انتماءنا لهذه الأرض ليس مجرد شعور، بل هو عقيدة ثابتة ترسخت فينا منذ الصغر، نغرسها في أجيالنا القادمة ليواصلوا حمل راية هذا الوطن العظيم.
السعودية ستظل بإذن الله حصن الإسلام وقبلة المسلمين، وشعبها سيبقى رمزًا للولاء والوفاء. نحن كسعوديين نؤمن بأن الحفاظ على هذه الأرض هو مسؤوليتنا أمام الله والتاريخ. سنظل نعمل، نبني، وندافع، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، لنثبت للعالم أن المملكة العربية السعودية هي أرض الرسالة، وعصية على كل طامع.