تجارة الأعضاء البشرية

تعد التجارة في الأعضاء البشرية جزء لا يتجزأ من التجارة في البشر . في أمريكا يتم سنويا اختطاف ما يقرب من نصف مليون طفل , وفي بريطانيا (140) ألف , وقس على ذلك في بقية الدول سواء في العالم المتقدم أو النامي ، يعني ما يقرب من ثمانية ملايين طفل سنوبا . يتم استغلالهم كـ (قطع غيار بشرية . تجارة المخدرات , الجنس , الجربمة ، الحروب .. ) . عدم سن القوانين الرادعة والفلتان الأمني بل والإشراف شبه الرسمي من قبل بعض الدول ، ومراكز النفوذ , يحول دون القضاء على هذه التجارة بل وتفاقمها . الخطف يشمل النساء وأيضا الرجال . الفضيحة الجنسية التي هزت العالم مؤخرا ليست عنا ببعيد . وأبطالها بعض الرؤساء الأمريكيين وزعماء غربيين ومشاهير وأثرياء .. (جزيرة المتعة) . ثم يأتي هؤلاء القوم ويلقون علينا دروس عن حقوق الإنسان والمرأة والطفل وحرية التعبير ؟! . ما زال نقل الأعضاء البشرية موضع جدال لم يتم حسمه حتى الآن . على سبيل المثال من كل (100) شخص يخضعوا لعملية زراعة الكبد يتوفى منهم 25% خلال خمس سنوات . التبرع بالأعضاء يخلق مشكلة أيضا للمتبرع (مشاكل صحية مزمنة) . الطلب على الأعضاء البشرية يفوق العرض , والبعض قد يتوفى قبل أن يتم نقل العضو له (الطابور) , لأن الإنتظار قد يستغرق سنوات . ولذلك ازدهرت تجارة نقل الأعضاء البشرية في العالم , من خلال الخطف أو استغلال الأوضاع المادية للمتبرع أو جهله أو حتى خداعه ؟! . في الدول التي تمر في أوضاع اقتصادية سيئة , قد نجد الكثير من المتبرعين يلاقون حتفهم بعد التبرع بفترة زمنية وجيزة , نتيجة الإهمال الطبي المتعمد . المتبرع دائما بحاجة إلى الرعاية الصحية والمتابعة الطبية المستمرة والغذاء المناسب .. إلخ . وهذا غالبا ما يتم تجاهله مع سبق الإصرار والترصد . في هذه الدول نقل الأعضاء البشرية تجارة (بيزنس) لا مكان فيها للعواطف (الإنسانية). في حرب البوسنة والهرسك كان يتم إجبار النساء المسلمات على الإجهاض , ومن ثم يتم بيع الأجنة إلى الدول الغربية كي يصنع منها أدوات التجميل وبالذات ألمانيا . كم من مريض دخل إلى المستشفى لإجراء عملية بسيطة مثل الزائدة الدودية , كي يكتشف انه قد تم نزع عضو منه دون علمه أو حتى استشارته . وفد تم إنتاج العديد من الأفلام السينمائية التي تتحدث عن ذلك . كما توحد العالم في مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال والقرصنة الإلكترونية وغيرها , فلا بد أن يتوحد في مكافحة تجارة الأعضاء البشرية , من خلال سن القوانين التي تنظم عملية نقل الأعضاء , والرقابة الفعالة , والقبض على مافيات تجارة الأعضاء البشرية , من خلال الإنتربول الدولي ومحكمة الجنايات الدولية , باعتبار ذلك جرائم ضد الإنسانية . أخيرا ما أجمل ما قاله الشيخ محمد متولي الشعراوي : لا ينبغي للمؤمن أن يكره الموت لأنه سيوصله إلى غايته .