أي مقولة يتفوّه بها لسان أحدنا تعطينا انطباعاً أوليّاً ما الذي يدور في خُلد هذا الشخص ؟ وكيف يفكر؟
بل تعتبر هذه المقولة قطرة من قطرات أفكاره الكثيرة ، وعندما يكتب مقالة تتضح الصورة أكثر ، ويكون لديك تصوّر أكثر عمّا يصول ، ويجول في ذهنه ، وكما قيل عقل الكاتب في قلمه ، وكل كاتب يحاول إعطاء القارئ عصارة ما لديه ، من تلك القطرات التي تساقطت من فكر الكاتب لكي تروي عطش عقل القارئ المتعطش للقراءة ، وكما قيل الكتابة ماء يجري على نهر القلم ، ويتدفق على لسان الكاتب قادماً من سحب اللغة ، ومزنها الدفّاقة.
وهذه رسالة لي ، ولكل من سال قلمه في كتابة تغريدة ، أو مقالة ، أو تأليف كتاب أو حتى رسالة واتساب ، ولكل من كتب في وسائل التواصل، وأخص زملائي الكتّاب ولكن للتذكير فقط ، وانطلاقا من قوله تعالى : ( وَذَكّر فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الذريات
إخواني الكتّاب هذه الكلمات التي نُصفصفها ، ونُجمّلها ، ونُرتّبها لكي تخرج في أجمل حُلّة للقارىء الكريم قد تكون شاهدة لنا ، أو شاهد علينا ، فيجب علينا أن نُجاهد أقلامنا ، ونُرغمها على أن تكون من العلم النافع الذي ينفعنا بعد فراقنا لهذه الحياة ، وأن نجعل كل ما نكتب خالصاً لوجهه الكريم ، ومتابعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
قد تكون مقالتك النافعة هي ذاك السراج المضي لأحدٍ من الناس في محطة من محطات حياته المظلمة ، فقد يقرأ في مقالتك آية تجعله يعيد حساباته وتصبح هذه الآية هي الطريق إلى حياةٍ طيبةٍ ، وسعيدةٍ ، أو يقرأ حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتوقظه من غفلةٍ كادت أن تُهلكه ، أو يقرأ أثراً عن صحابي ، أو تابعي تُغيّر خارطة حياته ، أو يقرأ معلومة ، أو تجربة يستفيد منها ، وهكذا .
فالمقالة للكاتب تُعتبر كنزاً ثميناً إذا نفع الله بها ، والقارىء يُسلّم الكاتب شيئاً من وقته ، وفكره .
كما أنّ المقالة لها أثر على كاتبها قبل قارئها ، فهو يتحدّث بما تُمليه عليه أفكاره ، فيُترجم تلك الخواطر ، والأفكار التي خرجت من أعماق القلب لكي تعانق صفحات الكاتب فتجد طريقها إلى القارئ.
نسأل الله أن يجعل أقلامنا سبّاقة للخير معينة عليه ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، ومتابعة لسنّةالنبي صلى الله عليه وسلم فهو على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .
والسلام أجمل ختام.
بقلم / عبدالله بن حامد بن سعيد الشهراني