الشاعر والإعلامي المعروف مهدي بن عبار الحنتوشي يعد من أبرز الشعراء والإعلاميين الذين يهدفون من خلال إبداعاتهم الشعرية إلى غرس القيم الاجتماعية والوطنية والأخلاقية. يتميز شعره بالبساطة والعمق، ما يجعله قريبًا من وجدان القارئ والمستمع. ويركز الحنتوشي في قصائده على تعزيز الوعي المجتمعي وربط القيم الإنسانية بالهوية الوطنية والتراث العريق.
قصيدة “البيئة الطيبة” نموذج حيّ للوعي البيئي
في قصيدته “البيئة الطيبة”، يقدم الحنتوشي رسالة سامية تعكس اهتمامًا بالغًا بالحفاظ على البيئة كجزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية. يدعو الشاعر إلى احترام الطبيعة والعناية بمكوناتها التي تمنح الحياة والاستدامة، مسلطًا الضوء على دور الأسرة والمجتمع في بناء الوعي البيئي وتعزيز التعاون لتحقيق أهداف مشتركة تصب في مصلحة الوطن.
الأبيات:
البيئه الطيبه تعني وجود الحياه
في دولتن ماتخيب حلم سكانها
والاسره الواعيه تعني ادب وانتباه
وجودها مرتبط بوجود جيرانها
بالك تطش الحصى في بير يسقيك ماه
ومن حب له شجرتن لا يقطع أغصانها
حافظ على قيمة المرعى ونبت الفلاه
واحفظ شموخ النياق وكل حيرانها
لجل الموده يساهم كل شخص بعطاه
ولا تطير الطيور بغير جنحانها
والله يعز الوطن ويعز منهو حماه
يرحم ملوك مضت ويديم سلمانها.
أهداف القصيدة:
1. التوعية بأهمية البيئة: الدعوة إلى حماية الموارد الطبيعية من العبث.
2. غرس القيم الأخلاقية: ربط احترام البيئة بالأخلاق، كالوفاء والامتنان.
3. تعزيز الهوية الوطنية: تسليط الضوء على دور الوطن في حماية الطبيعة والاعتزاز بقيادته.
4. التحفيز على العمل الجماعي: إبراز دور الأفراد في التعاون لضمان بيئة مستدامة.
هذه الأبيات ليست مجرد كلمات عابرة، بل رسالة تنبض بحب الوطن والطبيعة، وتشجع على بناء مستقبل أكثر وعيًا واستدامة.
قصيدة “حنا بدار مطوعة كل عايل”: دعوة للأخلاق ونبذ الإساءة
وفي قصيدة أخرى بعنوان “حنا بدار مطوعة كل عايل”، يناقش الحنتوشي قضية اجتماعية حساسة تتمثل في سب الأسر والقبائل، مستنكرًا هذا السلوك غير الأخلاقي الذي لا يتماشى مع القيم الإسلامية والعربية الأصيلة.
سب الحمايل والاسر والقبايل
مهنة ردي خيب الله نصيبه
هذاك ما هو للفضيلات طايل
إلا سواد وشين وفق ومصيبه
ياللي تسب الناس ويش انت نايل
غير الفشل غير الردى والغليبه
المحصنات منقضات الجدايل
هن الاصايل والاصول العريبه
والا انت حظك يا اسود الوجه مايل
تقوم من خيبه وتاقع بخيبه
بثيت سمك في جميع الوسائل
ومن ضعف عقلك ما خشيت المعيبه
حنا بدار مطوعة كل عايل
رمز القيم واللي يخالف تجيبه.
أهداف القصيدة:
1. نبذ الإساءة: الدعوة لترك العادات السلبية كسب الآخرين.
2. تعزيز الأخلاق: التمسك بالقيم النبيلة التي تعكس الهوية الأصيلة.
3. ترسيخ القيم المجتمعية: التأكيد على أن المجتمع الراقي لا يقبل الممارسات الدنيئة.
ختامًا:
قصائد مهدي بن عبار الحنتوشي ليست مجرد كلمات منظومة، بل هي نبض يُلامس وجدان القراء بروح صادقة ومعانٍ عميقة. يجسد الحنتوشي في شعره القيم النبيلة، ويرسم صورًا حية تنبض بالحياة. إنه شاعر نجح في تحويل الكلمة إلى جسر يربط بين المشاعر والواقع، وبين القارئ ورسالة الشعر السامية.