مع إشراقة كل عام مالي جديد، تتجدد طموحات المملكة وتتعمق رؤيتها نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة. إعلان وزارة المالية للميزانية العامة للدولة لعام 2025م جاء ليؤكد حرص القيادة على تعزيز التنمية الشاملة، وتكريس موارد الدولة لتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة. وسط تحديات اقتصادية عالمية، وارتفاع التوقعات الوطنية، تسير المملكة بثبات على طريق التحول الاقتصادي، مستندةً إلى أرقام تعكس قوة التخطيط ودقة التنفيذ.
تفاصيل ميزانية 2025
أعلنت وزارة المالية أن إجمالي النفقات في الميزانية الجديدة سيبلغ 1,285 مليار ريال سعودي، في حين تصل الإيرادات الإجمالية إلى 1,184 مليار ريال، متوقعةً عجزاً بقيمة 101 مليار ريال، أي نحو 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من تسجيل هذا العجز، تظل المملكة ملتزمةً بتحقيق التوازن المالي عبر إدارة مواردها بكفاءة وإطلاق مبادرات نوعية تسهم في تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.
مرتكزات الإنفاق
تركز ميزانية 2025 على تعزيز القطاعات الاستراتيجية التي تسهم في بناء اقتصاد متنوع وقوي. ومن أبرز محاور الإنفاق:
1. التنمية الاجتماعية:
• الاستثمار في التعليم والتدريب لتطوير رأس المال البشري، وتعزيز فرص التوظيف.
• تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية واستمرار بناء المنشآت الطبية.
2. البنية التحتية والمشاريع الكبرى:
• دعم مشاريع النقل والإسكان، وتطوير المدن الذكية.
• تخصيص ميزانيات ضخمة لمشاريع الطاقة المتجددة وحماية البيئة.
3. تحفيز القطاع الخاص:
• تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وإطلاق برامج تمويل جديدة.
4. الأمن والدفاع:
• الحفاظ على استقرار المملكة وتعزيز جاهزية القوات المسلحة بأحدث التقنيات.
بين التحديات والطموحات
رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، تؤكد هذه الميزانية قدرة المملكة على مواصلة خططها التنموية دون تراجع، من خلال استثمار الموارد في القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الإيرادات غير النفطية. كما تعكس توجه المملكة نحو تحقيق التوازن بين الإنفاق الحكومي وضبط العجز المالي.
خاتمة المقال
إن ميزانية 2025 ليست مجرد أرقام، بل هي رؤية طموحة ترسم ملامح المستقبل. هي رسالة للعالم بأن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ماضية في رحلتها نحو التحول الاقتصادي، دون أن تغفل تحسين جودة حياة المواطن ودعم استدامة التنمية. إنها بحق “ميزانية الخير” التي تجسد قوة الإرادة وعمق التخطيط.