تعتبر قصيدة مــــرحــــلــــيـــــات" للشاعر سفر ابن سعد الدغيلبي العتيبي من الأعمال الأدبية المميزة التي تعكس رؤيته النقدية تجاه مستوى الشعراء في عصره. في هذه القصيدة، يسعى الشاعر إلى توضيح الفجوة بين الإبداع الحقيقي و ما يقدم في الساحة الأدبية، مما يعكس خبرته الطويلة وفهمه العميق لفن الشعر . من خلال أبياته، يبرز الشاعر أهمية التميز والإبداع في الكتابة الشعرية، مما يدعو الشعراء إلى مراجعة أنفسهم ومواصلة تطوير مهاراتهم.
يقول
لين أصب النيل في جرد الصحاري
و أجتهد حتى تصير البور غابة
و أرتحل بالبدو إلى جزر الكناري
ثم أسوي للمفاهيم إنقلابه.
إبداع الشاعر سفر الدغيلبي يتجلى بشكل واضح في هذه الأبيات، حيث يستخدم صوراً بصرية رائعة تعكس جمال الطبيعة. عندما يتحدث عن "خد مصيحة جزر الكاريبي" و"سبالها شلال من شلالات نهر أوناري"، فإنه يخلق مشهداً حيوياً يجذب القارئ ويأخذه في رحلة عبر المناظر الخلابة. هذه الصور تعبر عن الجمال والهدوء، وتظهر قدرة الشاعر على دمج العناصر الطبيعية بطريقة فنية تجعل القارئ يشعر بالانغماس في عالمه الشعري.
يعتبر الدغيلبي من الشعراء المتمكنين في صياغة المادة الشعرية، حيث يتميز باستخدامه لمفردات الجديدة و المبتكرة . هذا الإبداع في اختيار الكلمات يساهم في إضفاء طابع خاص على قصائده، مما يجعلها تبرز بين الأعمال الأدبية الأخرى. إن القدرة على تجديد اللغة الشعرية وابتكار صور جديدة تعكس عمق تجربته وإحساسه الفني.