عندما نرى أبناءنا الطلاب يشاركون في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي ، ونراهم يعيشون مع البحث العلمي والإبتكار ، فهم يبدؤون بالتفكير للبحث عن فكرة ، أو إيجاد حل لمشكلة ، ثمّ يتعمّقون في الفكرة ، ويدخلون تلك الدهاليز لإبتكار كل جديد ومفيد ، ثمّ يمضون مع خطوات البحث العلمي ، ليخرج لنا جيل يقودنا إلى الرقي والتقدم ، ويصنع حضارة يتغنّى بها العالم .
ونذكّرهم باحتساب الأجر ، والإخلاص في أعمالهم ، ومساعدة البشريّة ، وعليهم بالجد ، والإجتهاد ، والإخلاص ، فمن جد واجتهد وأخلص العمل لله تأتيه الأرقام ، والإنجازات على وجهها ، ففي الحديث الصحيح الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى … "
ومن خلال هذا المنبر الإعلامي المميز
أحب أن أقول لطلاب متوسطة عوف بن الحارث بالمدينة المنورة المبدعون : أشكركم جميعاً على كل ماقدمتوه في هذا الفصل الدراسي من تفاعل ، وإنجازات ، وإبداعات ، فمجموعة كبيرة منكم قاموا بالتسجيل في إبداع ٢٠٢٥ .
واحتلت المدرسة مركزاً متقدّماً على مستوى ثانويات ومتوسطات المدينة ، ثم أتت كوكبة أخرى من مبدعي متوسطة عوف بن الحارث ، وحلّقت في سماء الإبداع بتحقيقها المركز الأول على مستوى ثانويات ، ومتوسطات المدينة في عدد المشاريع التي رُفعت إلى إدارة الموهوبين بالمدينة ب ٨١ مشروعاً .
ثمّ خاضت مجموعة أخرى من المبدعين غمار رحلة إبداع ٢٠٢٥ ، فأخذوا يصولون ويجولون في مدينة العلم ، والمعرفة ، فعرفوا المشكلة ، والهدف ، والفرضية ، والخلفية العلمية ، والمواد ، والمتغيرات ، والنتائج ، والإستنتاج ، والتطبيقات ، والمصادر.
بل إنّ بعضهم ركب زورق التجربة وتحليل البيانات والرسم البياني اللهم بارك يالهم من مبدعين !
لم تنتهِ الحكاية بعد ، ثم ازدادت مدرسة عوف بن الحارث جمالاً بعدما قام ٦٥ طالباً بتصميم لوحات عرض نثروا فيها إبداعاتهم وأفكارهم العلميّة لتصبح حديقةً غنّاءةً تسرّ الناظرين ، ومنهم ٤٦ لوحة عرض علمية لطلاب الصف الأول متوسط ، وهذا شيء يُثلج الصدر بأن هؤلاء الطلاب في هذا السن المبكر ينتجوا هذا الإنتاج العلمي ، ثمّ قمنا بترشيح ١٠ أبطال باسم مدرسة عوف بن الحارث إلى معرض المدينة بناءاً على طلب إدارة الموهوبين بالمدينة بتحديد عدد المشاركين لكل مدرسة ، ومثّلوا المدرسة خير تمثيل .
ألا ترون أنّ طلاب مدرسة عوف بن الحارث ينتقلون من قمّة إلى قمّة في قمم إبداع ٢٠٢٥ ، ثمّ أكملوا المسيرة العلميّة الحافلة برفع ٣٠ مشروعاً في موقع موهبة .
باختصار متوسطة عوف بن الحارث إبداع حتى الإمتاع .
نسأل الله أن يوفّق أبناءنا ، وأبناء المسلمين لكل ما يحب ويرضى ، ويزيدهم علماً ، وإيماناً ، ويقيناً ، وإبداعاً إنّه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام أجمل ختام
بقلم / عبدالله بن حامد بن سعيد الشهراني.