كيف يمكن للإعلام المحلي أن يُعيد تعريف ذاته كوسيلة فعالة للتعبير عن قضايا المجتمع؟ في إطار سعيها نحو تعزيز فاعلية الإعلام المحلي، نظم فرع هيئة الصحفيين السعوديين بحفرالباطن لقاءً إعلاميًا دوريًا، احتضنه مسرح الغرفة التجارية، حيث اجتمع عدد من الإعلاميين والإعلاميات لمناقشة مستقبل الإعلام في المنطقة.
في كلمته الافتتاحية، أشار مدير فرع هيئة الصحفيين بحفرالباطن، سلمان المشلحي، إلى أهمية هذه اللقاءات كمنصة لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون بين الإعلاميين، واستعرض خلال اللقاء آليات دعم الإعلاميين، مشدداً على دور الهيئة في تقديم المزايا والخصومات من خلال برنامج "ولاء ون"، الذي يعكس التزام الهيئة بتعزيز المناخ الإعلامي وتحفيز الأداء الاحترافي في هذا المجال.
دور فريق افاق للإعلام التطوعي
أحد المحاور البارزة في اللقاء كان تدشين "فريق افاق للإعلام التطوعي"، الذي يمثل خطوة نوعية نحو دمج العمل التطوعي في الإعلام وتعزيز الوعي بالمبادرات المحلية.
في رأيي إن إنشاء مثل هذا الفريق يُعتبر ضروريًا في سياق الحاجة المتزايدة لتقوية الروابط بين الإعلام والمجتمع، حيث يلعب المتطوعون دورًا رئيسيًا في توسيع نطاق الوصول إلى المعلومات، ويعززون من قيم التعاون والمشاركة.
وقد يتساءل البعض: كيف يمكن لفريق افاق للإعلام التطوعي أن يسهم في بناء جسر فعلي بين الإعلام والمجتمع؟ وما الفرص التي قد تفتحها هذه المبادرات لتحسين جودة المحتوى الإعلامي؟ أرى أن هذا الجسر يتيح لنا استكشاف آفاق جديدة من الحوار والإبداع، مما يساهم في تقديم محتوى يعكس تجارب المجتمع وتحدياته بشكل أعمق.
يُمكن لفريق افاق أن يُسهم بشكل فعّال في بناء جسر فعلي بين الإعلام والمجتمع، مما يسهل استكشاف آفاق جديدة من الحوار والإبداع، سيكون هذا الجسر بمثابة نقطة انطلاق لتقديم محتوى إعلامي يعكس تجارب المجتمع وتحدياته بشكل أعمق، مما يعزز التواصل الفعال بين مختلف فئات المجتمع ويساعد في توصيل الرسائل الأساسية بطريقة ملموسة.
رؤية المملكة 2030
علاوة على ذلك، فإن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، تنعكس بشكل مباشر على دور الإعلام المحلي كأداة حيوية لتحقيق هذه الأهداف، حيث وضعت الرؤية الإعلام في مقدمة أولوياتها، مؤكدة على أهمية تعزيز الشفافية والمصداقية في نقل المعلومات وهذا يعكس التزام المملكة بتطوير كفاءات الإعلاميين وتحسين جودة المحتوى الإعلامي، لتصبح منصات الإعلام المحلية قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة.
من خلال المبادرات المختلفة، تسعى المملكة إلى توفير بيئة إعلامية تحتضن التطور والابتكار، مما يعزز من دور الإعلام المحلي في تشكيل الوعي العام وبناء مجتمع مدني متعلم، إن تحقيق ذلك يتطلب تعاوناً مستمراً بين جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
تحديات الإعلام المحلي
رغم الجهود الضخمة المبذولة، يواجه الإعلام المحلي تحديات متعددة، تتراوح بين قلة الموارد إلى عدم القدرة على الوصول إلى جمهور واسع حيث تُعتبر وسائل الإعلام التقليدية عرضة للتحديات الرقمية، مما يتطلب من الإعلاميين التكيف مع التكنولوجيا الحديثة واستراتيجيات التواصل الجديدة لــذا، يُعتبر هذا اللقاء فرصة مثالية لتبادل الرؤى حول كيفية التغلب على هذه العقبات وتحسين جودة المحتوى المقدم.
من أكثر ما أثار إعجابي في هذا المحفل الإعلامي هو العصف الذهني المميز، الذي كان حاضرًا ليعبر عن عقلية إعلامية شابة ومميزة تمتلكها محافظة حفرالباطن، إن التوافق بين جميع الأطراف على أهمية إبراز التطورات المتلاحقة التي تشهدها المحافظة يُعد دليلاً على وعي إعلامي متقدم يبشر بنقلة إعلامية احترافية قادمة قادرة علي إلقاء المزيد من الأضواء على هذه المحافظة التي ترتكز على مقومات تاريخية وثقافية واجتماعية ضاربة في جزر التاريخ السعودي.
تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية
كان اللقاء أيضًا دعوة للتفكير في الأبعاد العميقة لدور الإعلام في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للمحافظة، فالجهود المشتركة بين الإعلاميين تعكس الطموح لبناء إعلام يتسم بالمصداقية والاحترافية، ويعكس تطلعات المجتمع نحو التغيير والنمو، إن العمل الإعلامي الذي يبرز قصص النجاح والتحديات المحلية يمكن أن يُسهم في تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية، ويساعد في بناء مجتمع متماسك.
الخاتمة
في ختام اللقاء، كان هناك تأكيد واضح على أهمية دور الإعلاميين في تعزيز المبادرات المجتمعية، فالإعلام ليس فقط وسيلة لنقل المعلومات، بل هو منصة لبناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف من خلال طرح القضايا المحلية بموضوعية، يمكن للإعلام أن يسهم في تطوير النقاش العام ويعزز من الوعي الاجتماعي، لذا، يُعد هذا اللقاء خطوة نحو إرساء قاعدة قوية لحوار مفتوح وفعّال يُلبي تطلعات المجتمع.
في النهاية، يبقى سؤال مُلح: كيف يمكن للإعلام أن يُصبح حافزًا للتغيير الإيجابي والمشاركة الفعالة في بناء مجتمع مستدام؟ يبقى هذا السؤال عالقًا في الأذهان، مشيرًا إلى أن الطريق نحو إعلام محلي متكامل لا يزال طويلاً، لكن بحماس الجيل الشاب وتضافر الجهود، يمكن أن نكون على أعتاب عصر جديد من الإعلام في حفرالباطن.
أود أن أعبر عن خالص امتناني لفرع هيئة الصحفيين السعوديين بحفرالباطن على دعوتهم الكريمة لي للمشاركة في هذا اللقاء الإعلامي الدوري، إن هذا الحدث يعكس التزام الهيئة بتعزيز الشراكات الفاعلة، وتقديم منصة مثالية للإعلاميين لتبادل الأفكار والخبرات وتساهم مثل هذه الفعاليات في بناء مجتمع إعلامي متكامل يدعم التطورات المحلية، ويعكس تطلعات المجتمع نحو مستقبل أفضل.