يعتقد بعض الأشخاص أن اخذ وأكل وسلب حقوق الناس يقتصر على الاستيلاء على المال فقط، بينما لا يعلم هذا الإنسان المادي أن سلب الحقوق يوجد في جميع أمور الحياة الملموسة والمحسوسة، التي نشعر بها، وسلب الحقوق ونكران الجميل نلاحظه في المجال الرياضي، سواءً من لاعب أو مدرب أو إداري وكذلك من الجمهور.
* نشاهد ونسمع في منصات مواقع التواصل الاجتماعي والمراكز الإعلامية التابعة للأندية عندما تعلن عن فوز فريق النادي في مبارة ما بعد النتائج السيئة والغير مرضية نجدهم ينسبون هذا الفوز لمسؤول تم تعيينه قبل المباراة بيوم أو يومين، سواءً كان هذا المسؤول مدير احتراف أومدير تنفيذي أو مدير رياضي وغيره، ونشاهد صورهم في مواقع التواصل والمركز الإعلامي، ( وعاد النادي بعودته). رغم أنه لم يقدم شي يذكر ولا يوجد وقت كافي لتغيير شكل وعناصر الفريق، ويتناسون مجهود اللاعبين والمدربين وإداري الفريق، الذين يعملون ليلاً ونهاراً لإعداد الفريق في المعسكرات والمباريات، غريب أمر بعض الأندية، من يستحق الشكر والثناء مهمش ومن لا يستحق يتم شكره! ( امسكلي واقطعلك ).
* كثيراً من المواهب الكروية في وقتنا الحالي هم من مخرجات الأكاديميات وعندما يتم تسجيله في النادي يتم نكران الأكاديمية، وتهميشها مادياً وإعلامياً، ولا تلتفت الأندية لهذه الأكاديميات ولو بالتكريم المعنوي، وذكر إسم الأكاديمية في المركز الإعلامي للنادي له دور إيجابي ودفعة معنوية لزيادة العمل والإنتاجية.
* الوفاء من الصفات الإنسانية التي يشعر بها الإنسان بقيمة الحياة.
فعندما يسطع نجم لاعب في كرة القدم الكل يتحدث عنه، ويقول هذا نجم قادم بقوة، فلا بد أن يعلم هذا اللاعب أن النجومية ليست محصورة في كرة القدم فقط، النجومية أيضًا في الوفاء للآخرين، ويسطع نجمه أكثر في وفائه مع من وقفوا بجانبه في كثير من المرات للوصول إلى النجومية، وإلى آخر المشوار. ولم يتركوه في منتصف الطريق.
وكلنا نعلم أن الوصول للنجومية والشهرة في كرة القدم لا تأتي بمجهود اللاعب وموهبته فقط، ومن يعتقد ذلك من اللاعبين فهو إنسان جاحد وناكر للجميل، ووصول اللاعبين للنجومية من المؤكد أن خلفه مدرب وإداري يقدم له النصائح والإرشادات.
* في الجانب الآخر نجد لاعبين مازال وفاءهم قائم مع من صنعهم وقدمهم للأندية دون كلل وملل، وهؤلاء هم المثال والقدوة.
* نصيحة للاعبين لاتهمش من كان له الفضل والدور الكبير بعد الله عليك، في وصولك وتغيير مسارك الرياضي من حسن إلى أحسن، ولا تخذل من وقف بجانبك إلى آخر المشوار، ولاتنسحب عنه بتجاهلك له سراً.
( ماللوفاء إلا الوفاء ).
من الممكن أن يأتي يوماً وتحتاجه وتبحث عنه ولن تجده.
قالوا الحكماء : أن بعض الأشخاص ليسوا مخلصين لك بقدر إخلاصهم لاحتياجهم لك فإذا انتهى احتياجهم انتهى إخلاصهم
( ليس كل مافي النفس يُقال ولكن يُرى )
بقلم الأستاذ : عبدالله بن مانع.
رئيس نادي وأكاديمية الإمبراطور الرياضية لكرة القدم بالمدينة المنورة.