لسانك موقفك فلا تهنه ولا تكثر في وعد لا تستطيع الوفاء به أو وعيد لا يجد ما يدعمه في قدرتك .
أمهل الوعد وعجَّل بالوفاء .
إنَّ الوفاء صدَّق في القول والفعل معًا ، وعندما يبلغ الإنسان هذه الصِّفة فإنَّه يكون قد بلغ إحدى أعظم الفضائل في النَّفس البشريَّة ، ويكوِّن معها قد بلغ بنفسه مبلغًا عظيمًا إذ ذاك يعني أنَّه قد تجرَّد وانسلخ من صفة رديئة ينسلخ معها الإنسان من إنسانيَّته وهي الغدر .
ينصت الموفي بعهده إلى نداء قلبه، وإلى براءة حدسه، ويسعى بالتَّالي إلى إرضاء ضميره الوفاء من أجمل الخصل الَّتي تكون في الإنسان فهي خصلة نادرة، وصعب أن تجد من يحمل هذه الخصلة في هذا الزَّمن، الأوفياء نادرًا ماتجدهم حتَّى أن نشعر لا وجود لهم في هذا الزَّمن، والوفاء صعب القيام به إذا لم يكن نابع من عمق الإنسان، فهو الدَّافع إلى أن يقوم الإنسان بالاتِّصال والسُّؤال عن الأحوال، الوفاء لا يكون بالحديث وإظهاره أمام الآخرين رياءً، لان الوفيُّ لا يبحث عن الأنظار بل غاية مطلبه أن يوفي مع أهل الحقِّ ، وكثيرًا ما تقوم بعمل وقليل من تجد يوفِّيك حقُّك لأنَّ الوفاء عند البعض يعتبر سذاجةً والبعض الآخر غايته مصلحته وعند الانتهاء من غايته ينتهي ذلك العهد بينك وبينه وكأنَّك لا تعرفه فهي أقبح خصلة يتسمَّى بها الإنسان وهي عدم الوفاء ! ومن جمال الوفاء أن تجد الكثير يتحدَّث به ولكن لا يتَّصف به ! وقدوتنا رسولنا الكريم ﷺ كان أوفى النَّاس حتَّى مع غير أهل الإسلام ( لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثمَّ كلَّمني في هؤلاء النَّتنى لتركتهم له . ) المطعم هو أبو جبير، وهو أخو طعيمة الَّذي سبق أنَّه قتل في أسرى بدر، والمطعم كانت له يد على النَّبيِّ ﷺحين رجع من الطَّائف دخل في جواره إلى مكَّة، فأمضته قريش، وقالوا : مثلك لا يخفر فكانت يدًا بيضاءً للمطعم ؛ ولهذا قال النَّبيُّ ﷺ: لو كان حيًّا ثمَّ كلَّمني في هؤلاء لتركتهم له .
( عن أبي هريرة أنَّ رسول اللَّه ﷺقال : آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان متَّفق عليه )
ومن جمال الوفاء أنَّه اتَّصف به محمَّد بن عبد اللَّه ﷺوالوفاء يكون مع الأقارب والأصدقاء والزَّوجين وجميل أن تجد الوفاء بين الأهل والأحباب لأنَّه السُّور الحصين الَّذي يكون داخله الحبُّ والإخلاص . والوفيَّ لا يمكن له أن يخون أو يغدر لان صفة الوفاء لا تتحمَّل كلَّ ذلك العبث !
كُن وفياً