مشعل بن الوزير المباركي العالي محور المقال أحد أفراد أخويا ناحية مدركة من نواحي شمال شرق العاصمة المقدسة - مكة المكرمة - بمائة كيلاً . والده يرحمه الله وأموات المسلمين باباً من أبواب العوالي ، وركن شديد من أركان روق مرجحة الموازين من جماجم عتيبة الهيلا . مشعل أبن الوزير كما ينعت ، ويحلو لمحبيه ومعارفه وزملاءه النعت به . عصامي بصفته الشخصية ، وبصفته الوظيفية . منجز ما يسند إليه من اعمال من قبل رؤساءه . معروف بأخلاصه وأمانته ، وحسن التصرف ، والدراية فيما يكلف فيه . سريع الإنجاز ، والفزعة والنخوة . له من أسمه ولقبه ونعته نصيباً . ذو بنية شديدة . ريان البدن خدوم بالفطرة . لا يكل ولا يمل في السعي ما وسعه المسعى في ايجاد المرافق الخدمية والحيوية ، والبنية التحتية لناحيته من أجل جودة الحياة . معروف وذائع الصيت ، وله ذكر غير خامل في محيطه الاجتماعي والمكاني . خلف والده في كبارة جماعته بني طامي .
ذات يوم في عام ١٤١٨ عصر مساء يوم الثلاثاء التاسع من ربيع الثاني على الشارع العام بالناحية وقع حريق في إحدى البقالات والمطعم ، والنار تشتعل بضراوة بالبقالة والمطعم ، ولم يكن بالناحية دفاع مدني سوى ان يأت من اقرب مركز دفاع مدني على بعد مائة كيلاً ، وزد قليلاً من منطقة مكة المكرمة بعيده عن موقع الحريق ، وبينما يرى المواطنين الحريق أثناء سيرهم بالمركبات ، والمتواجدون حول المحلات التجارية ، وسوق الناحية بالشارع العام . دفعهم التوقف والتجمهر حول الحريق بينما يشاهد المتجمهرون ألسنة الحريق ، فاخذته واجباته الوظيفية ان يصخر أحد الويت الصغيرة من نوع دنه للمواطن الشهم المتبرع/ثواب بن زبن العطياني المقاطي صادر من احد الموارد والوايت يتدرج بالماء ممتليء ومروره بجانب البقالة والمطعم ، وكلاهما يعود للمواطن/ زامل بن محسن البشري . تحترق وحولهما حشود من البشر ، والاستغاثة بافراد أخويا الناحية ، والإستعانة بصهريج الدنة بإطفاء الحريق . لم يتردد كلا المواطنان مالك مركبة الصهريج ، وخوي الناحية/ مشعل الوزير وتم رش النار المشتعلة من قبل خوي الناحية ، وصعد فوق سطح سقف البقالة ، وطلب مناولته لي الوايت وتم له ذالك وأثناء الرش لاحظ المواطنون خشب سقف البقالة أكلته النار ، ويتاكل وتنخره النار ، وسقف البقالة من الخشب ، وانبهوه خشب السقف يحترق . النزول سريعاً قبل أن ينهار . حماسه وانهماره في مواصلة إخماد النار ، وحرصه على ذلك لم ينتبه لتحذيراتهم ، وتداخل الاصوات ، فانهار به السقف داخل البقالة ليواجه مصيره بين النار ودخاخينها ، وظلمة الموقع ، وعند انهيار السقف به ، وسقوطه داخل البقالة وظلمتها . دعاء ربه فوراً بقوله: يا منقذ إبراهيم من النار أجعلها برداً وسلاماً عليا كما جعلتها برداً وسلاماً على إبراهيم ، فلا معبود بحق سواك . وعلى مرى من المواطنين والتجمهر ، خرج متدرجاً بين حطام النار ودخاخينها سالماً بينما اعتقد المتجمهرون إنه شواء النار ، وفوجئوا بخروجه عليهم . تعجب من تعجب ، ولا تسمع إلا تسبيحات وتهليلات . خروجه ماشياً سالماً من النار دون إصابات تذكر ، ولم يلبث قليلاً حتى انفجرت اسطوانات الغاز بالمطعم مدوية ومتطايرة في الفضاء أسلمه الله من أثار انفجارها .
ياسادة العقيدة السليمة تحيط بسلامة أهلها من كل سوء كحالة هذا الرجل . يجعل الله له مخرجاً من كل ضيق ، ألا يوافقني القاريء الكريم إنه يستحق مكافأة من مرجعه ، وتحفيزاً من دولته على هذا الموقف النبيل . بذل ما وسعه من جهد منقطع النظير في إخماد الحريق ، وتقليل تكاليف أضراره ، وتحمل اختناقاته أن البيوت الطيبة لا يأتي منها إلا كل طيب .
دام عزك ياوطن ودامت قيادته الرشيدة ، ورموزه الزمنية والروحية ، ودام عز سلمانها سلمان الحزم خادم الحرمين الشريفين ، والبيت العربي والإسلامي . نجل المؤسس الأول ، وحفيد الإمام يرحمهما الله ، وسليل سلاطين نجد الصوارم ، ويحفظ الله ولي عهده الأمين محمد العزم مهندس رؤية الوطن ، ومجفف منابع الأرهاب ، ومكافحة الفساد ، والحد من مسارب غسيل الأموال ، ومنع التعديات على أملاك الدولة .
بقلم/ خالد حسن الرويس