من أنتم لولاء البسطاء الحرب ضحاياه البسطاء، والجوع ضحاياه البسطاء، والفقر ضحاياه البسطاء، والحبُّ ضحاياه البسطاء.
هناك ضحايا للحبِّ وهؤلاء من فئة البسطاء الَّذين لا يحملون إلَّا القلوب الطَّاهرة وكان الحياة وقفت أمامهم وأمام من يحبُّون، يعيشون تحت ذلك الأمل من ولادتهم أن يجدون من يشابهم وعند لقاءه يشعرون أنَّ الدُّنيا ضحكت من جديد وان الحزن بات من الماضي ولا وجود له بعد اليوم، فرحتهم عارمةً وقلوبهم نابضة بالحبِّ والوفاء كأنَّهم عادوا أطفالاً، ترسم على شفاتهم الابتسامة الَّتي خلَّفها العديد والعديد من الألم ولكن يتجلَّى الألم وينتهي عند رؤية من يحبُّون، يكونون متعلِّقين به إلى درجة الجنون حتَّى لا يكمل ذاك اليوم إلَّا عند رؤيتهم .
ولكن للأسف سرعان ما ينكشف تلك الوهم ويعودون إلى حياتهم الطَّبيعيَّة إلى حزنهم المتأسِّي منذ طفولتهم، إلى سراديب أوهامهم الَّتي جعلتهم يحلمون أحلام بريئة وسط زخم من الفوضى والتَّوهان .
تعوَّد تلك الابتسامة الباردة على شفاتهم تجعلهم يشعرون أنَّ لا وجود للحبِّ في حياتهم وكأنَّهم خلقوا بلا مشاعر .
همُّ فئة أكاد أجزم أنَّ قلوبهم رقيقة لدرجة الجنون فئة تحمُّل كلِّ معاني الطُّهر والقلوب الصَّافية وهذا سبب تعلُّقهم بشدَّة، فئة غرقت مشاعرهم بفيضان الوهم والخرافات لعلَّ أن يجد كلُّ منهم ضالَّته .
ولكن للأسف لا وجود لهم في زمن البخل العاطفيِّ واتِّباع المصالح والبحث عن القشور لا المعنى،
زمن أصبح الصَّادق ساذج والكاذب عبقريّ وأهل النَّميمة أوفياء وأهل الغيبة صالحين !
هم ضحايا للحروب أيضًا وتستغلُّ عاطفتهم وصدق مشاعرهم وحبُّهم الخالص لأهدافهم ويذهبون تحت رمي القذائف .
ضحايا لأنَّهم أمَّنوا بهدفهم وبرَّغباتهم الصَّادقة ضحايا لأنَّهم لا يعلمون كيف الخبث يكون ضحايا لأنَّهم كانوا من أهل الإخلاص النَّادرة ! هم ضحايا لأنَّهم كانوا صادقين في كلِّ شيء أرجوك كنَّ بسيطًا ولا تكن ضحيَّة . . .
وفِّقنا اللَّه وإيَّاكم لكلِّ خير