حيهلا بالأول من الميزان فمع إشراقات صبحه البهي هذا العام نعيش في المملكة العربية السعودية تجليات ذكرى هامة الأوطان ويوم وطني المجيد في دورته الرابعة والتسعين .فنستذكر سيرة التوحيد العظيمة التي كان فارسها جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.رحمه الله.
سيرة أعادت لجزيرة العرب(التي تشكل المملكة ثلاثة أرباع مساحتها تقريبا) مكانتها العربية والإسلامية بتحقيق أمنها وأمانها وتحكيم شرع الله تعالى وسنة نبينا محمدعليه الصلاة والسلام فيها وترسيخ قواعد قوة في أمنها وتعليمها واقتصادها وصحة أهلها.فاحتلت بلادنا مكانتها الدولية التي تستحقها. وذلك ماسارت عليه على عهود أبناء مؤسسها سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله حتى عهد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمدبن سلمان بن عبدالعزيز .
وكان العدل أساس وبؤرة ماوصلت إليه من استقرار للإنسان والمكان منذ أول يوم انضمت فيه الحجاز إلى شقيقاتها مناطق التوحيد الأخرى .
وكمثال على عدل جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله نذكر مايلي:
إذ جاءت الشهادة على ذلك ليست من داخل المملكة بل كانت من خارج الوطن .فنقلا عن (جريدة الفتح) التي كان يرأس تحريرها الشيخ محب الدين الخطيب في عددها الصادر بتاريخ ١٨ أكتوبر ١٩٢٨م (أي قبل إعلان اسم المملكة العربية السعودية الذي تحقق برغبة شعبية من جميع انحاء المملكة ) فقد نقلت جريدة الفتح خبرا استقت نصه من (مجلة كل شيء المصرية) قالت فيه: " وصل إلى مصر الأسبوع الماضي السيد خوجةدار وهو من كبار المشتغلين بالشئون التجارية في البلاد الحجازية.وقد اجتمعنا بسيادته في (فندق الكونتنتال) فاخبرنا أنه لما وقعت الحرب بين الملك عبدالعزيز بن السعود (هكذا) والشريف علي بن الحسين ملك الحجاز يومئذ .كان له عند أحد التجار الحجازيين مالايقل عن خمسة وعشرين ألف جنيه ثمن بضاعة كان قد بعث بها إليه.فلما انتهت تلك الحرب بانكسار الشريف علي (.وضمت جدة إلى سلطة الملك عبدالعزيز) طالب السيد خوجة دار ذلك التاجر الحجازي بما كان له عنده من مال فأنكره .!
فرفع السيد شكواه إلى الملك ابن سعود .فأمر لجنة خاصة تتولى التحقيق مع التاجر وفحص دفاتره وأوراقه فأدت اللجنة مهمتها ومالبثت أن رفعت إلى جلالته تقريرا بنتيجة تحقيقها وهو يشير بإدانة التاجر الحجازي .فذيل الملك التقرير بإمضائه كي لا يحصل تلاعب فيه.وأمر بإحضار التاجر المشار إليه إلى مجلسه.فلما مثل بين يديه أمره بتسديد ماعليه للسيد خوجة دار وإلا أرسله إلى نجد مكبلا بالحديد.فانصاع للأمر ووفى دينه حتى آخر مليم .!
وما كاد التاجر المحكوم عليه يغادر قصر الملك .حتى استأذن في الدخول علي جلالته تاجر آخر .ولما سأله جلالة الملك عن حاجته قال: إن التاجر الأول خبأ عنده جانبا من البضاعة التي للسيد خوجة دار .وإنه خوفا من افتضاح أمره واتهامه بالاشتراك مع زميله أراد مقابلة جلالته ليعرض عليه المسألة. فطمأن الملك خاطره وصرفه بعد أن أمره بإعادة البضاعة لصاحبها."
بهذا العدل والسير على منواله هاهي بلادنا تتصدر دول العالم أجمع في جميع مناحي الحياة .
ولذلك صدق الشاعر النجدي محمدبن عبدالله بن عثيمين (ت: ١٣٦٣ للهحرة) رحمه الله حين قال مادحا جلالة الملك عبدالعزيز :
" ملك تجسد في أثناء بردته
غيث وليث وإعطاء وحرمان
خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها
وللمهيمن في تأخيرها شان
ودعوة وجبت للمسلمين به
أما ترى عمهم أمن وإيمان
فَجِئْتَ بالسَّيْفِ والقُرَآنِ مُعْتَزِمًا
تُمْضِي بِسَيْفِكَ ما أَمْضَاهُ قُرْآنُ
حتى انْجَلَى الظُّلْمُ والإظلامُ وَارْتَفَعَتْ
لِلدِّينِ في الأرضِ أَعْلامٌ وأَرْكَانُ
دِينٌ ودُنْيا وبَأْسٌ في الوَغَى وَنَدًى
تَفِيضُ مِن كَفِّهِ بالجُودِ خُلْجَانُ ."
فإلى الأمام ياوطني مرفرفة في سمائك راية لا إله إلا الله محمدرسول الله. وتهنئة مضمخة بعبير الولاء والانتماء لقائدمسيرتنا المباركة وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء ولحكومتنا الرشيدة وللشعب السعودي النبيل.
وكتبه: غازي أحمدالفقيه