أيها السعودي الوطن هو المكان الذي تعيش فيه أنت، بكل طمأنينة وراحة بال ، تفترش أرضه ، وتلتحف سماءه ، لا ينازعك عليه أحد و لا يزاحمك فيه عدو ، حقوقك فيه محفوظة، وكرامتك فيه عالية ، ولو كنت في عِداد الموتى .
أيها السعودي العظيم الوطن هو الذي تستنشق هواءه، وتطير في فضائه، لا يمنعك عنه مانع، ولا يُشغلك عنه شاغل ، هو الذي تتعبد فيه الله في أي مكان وزاوية، وتتوجه إليه من الزوايا الأربعة، حيثما كنت فول وجهك شطره خشوعاً وهيبةً
أيها السعودي الوطن هو الذي تتواصل به، ومن خِلاله مع عالمك ، و أهلك وأحبابك ، وقبيلتك وولاة أمرك ، محبةً ووئام ، وفاء وتضحية ، تعاون وتكاتف ، كتف بكتف ، ويدُ بيد ، لا يخالطكم فيه حاسدٍ ولا حاقد الجميع فيه سواء ، فالمصير واحد والهدف عنان السماء.
أيها السعودي الوطن صروح من العلم ، ومنارة من المعرفة ، طموح وقيادة ، هِمة ورقي ، تنافس وإنجاز ، تطور وحضارة ، بحث واستكشاف ، طريق طويل من النماء والبناء لاحدود له ولا نهاية ، لاننظر لأحد ولا ننتظر أحد ، نحن حلمٌ يتحقق.
أيها السعودي الوطن هو الذي يحميك تحت أي سماء، وفوق أي أرض، هو الذي تدافع عنه بشراسة، لا تقبل المساس به، ولا برموزه ولا بقياداته، ولا بشبرٍ منه لكائنٍ من كان ، الوطن أيها السعودي هو عزك وقيمتك، هو كرامتك ومكانتك، هو حياتك وموتك ،صحتك وسقمك، هو روحك الذي بين حنايا صدرك، تحتضنه في قوتك ليحتضنك عند ضعفك.
أيها السعودي الوطن هو الحياة والإكسير، الذي يسّيرنا في أرضه، طولاً وعرضاً، وفي فضائه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وهو الذي ننافس به العالم، ونكافح به الأمم، ونعتز ونفاخر به أمام العالم أجمع ، نستمد به القوة بعد قوة الله تعالى، ونقول للعالم هذا هو وطننا فليفاخر كلاً منا بوطنه.
فلأجل ذلك أيها السعودي النبيل، نحتفل كل عام ونتذاكر جميعاً كيف كان الأجداد، وماذا قدموا من التضحيات، ليكون لنا ولهم هذا الوطن العظيم ، فيحق لنا حماية هذا الكيان، الذي عزه من عزنا، وكرامته من كرامتنا ، فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه ، مقولة مليئة بالحكمة والوعظ لمن ألقى السمع وهو شهيد.
فلذلك نحن بإذن الله نمشي بخطواتٍ ثابتة، نحو التقدم والتطور، برؤية وقيم أصيلة، وفق رؤية ولي العهد أيده الله، فليس الحب والوفاء باللهو والرقص، واللعب والعبث بالممتلكات، والمخاطرة بالأرواح و التعدي على القوانين، ومخالفة الأنظمة والخروج على العادات والتقاليد، بالتبرج والعُري والتفسخ من الحشمة والحياء ، فحب الوطن انضباط وقيود وآداب واحترام، وشكر وتقدير لله، ثم لولاة الأمر، والدعاء لمن ضحوا بحياتهم وأرواحهم، في سبيل استقرار الوطن، وبقائه شامخاً عزيزاً يرفرف علمه، في كل مكان ( لا إله إلا الله محمداً رسول الله ) قولاً فعلاً.
بقلم : عائض الشعلاني.