مواطن له عزبة مواشي ، ومقيم على كفالته في بر إحدى النواحي خارج نطاق الناحيه بأكثر من عشرة كيلو متر . موقع العزبة بتغوث غربه عرنون تغوث شضوف وضروس صخرية عرق جبلي ، وهذا العرنون جبل صغير أطرافه رضوم بحجم الأبل وصغارها . يمتد طوله كيلاً من الشمال إلى الجنوب ، وعرضه نصف كيلاً وأنقص منه قليلاً يمتد من الشرق إلى الغرب ، وارتفاعه ليس فارع الارتفاع ، وسط فلاة منفرداً بنفسه يتيماً ، ووحيداً لا يجاوره جنسه بارض بيداء صحراوية . تحيطه من جميع الجوانب رمال دمثة ، وعدام يتطرقها عروق رملية طروق طبقات بعضها فوق بعض من الرمال ، وليس أقرع بل يكسوه غطاء نباتي متنوع . شجر السلم والسمر والحرمل ، والنفل والصقل . النصي حشيشاً نابتاً في دعوله وبيدائه . عزبة حلاله كما هو معروف محلياً أو مواشيه . تقع شرقاً عن تغوث بمسافة ثمانمائة متراً . عباره خيمة وحضائر وشبوك ومضارم ماشية ، واحواض ماء للمواشي ، وصهريج ماء . يغذي الاحواض ، ويغتسل منه ، ويتوضى منه ايضا . المواشي مكونه من متن من الأبل " والمتن مابين ٢٥ - ١٠٠ من الأبل " بعرف الوباله ، وقطيع من الغنم ضأن وماعز فوق النصاب ، وأقل من النصابين قليلاً ، وبقرة واحدة . يخالطها دجاج بلدي أو محلي لمنع القراد الذي يتغذاء على دماء الحيوانات المستأنسة ان يعلق بأدبار وبطون قوائم الأبل والمواشي الاخرى ، ويتسبب في هزلها ونحولها ، وكذلك تنظيف حظائر الغنم ، ومعاطن الأبل ، وزريبة البقرة من الحشرات الضارة التي تعيش على مخلفات المواشي من خلال إلتقاطها من قبل الدجاج الداجن ، وكذلك الزواحف السامة وغيرها مأوى لها .
لديه عامل مقيم على كفالته هندي الجنسية . هندوسي الديانة مسند إليه متابعة القطيع والمحافظة عليها ، وحلبها بعد مساء كل مغرب ، ووضع الحليب في أوعية لذالك . يرعاها كل صباح ، ويعود بها لمقر العزبة بعد الظهر . أمين ومخلص في عمله بجد لم يلاحظ كفيله ما يريب ، وحفيظ على المواشي والعزبة ، وكفيله مكرمه ابلغ إكرام .
الكفيل يخرج بعد العصر من منزله إليها . يتفقدها ، وإحضار ضرمتها " أعلافها " معه إذا تطلب الأمر ذلك أو الماء أيهما تتطلبه المواشي أو العزبة ، ومتعود المكوث عندها حتى بعد العشاء ثم ينصرف لداره في احد احياء الناحية غرب دوار المرش ناقل معه أوعية الحليب ، بالعزبة مسجد رسم على وجه الارض بتحجير معالمه مكشوف دون بناء ، ولا سقف ، ولا فرش مصلى . إذا حان وقت أذان المغرب . نهض الكفيل وأذن للمغرب ، وانصرف للوضوء يتوضى ثم أقام صلاة المغرب بعد سنة الراتبة منفرداً على مرى من مكفوله ، وينظر إليه باستغراب وتعجب .
ذات يوم حاوره مكفوله عن ماهية هذا النسك ، وهذه الحركات ؟
أجابه كفيله: صلاة لله عبادة ربي .
قال المكفول: تعبد رب ، وأنت لا تراه حسياً .
فقال الكفيل: إنه يراني ، ولا احتاج ان أراه ، ولا ينبغي للميت ان يرى الحي الدائم ، وإذا جينا في الاخرة الحياة الأبدية بالجنة عندالله نراه. العبد الحي الابدي بالجنة يرى الله الدائم السرمدي ليس له بداية ، ولا نهاية . نتمتع برؤيته ، ونستمتع بالنظر برؤية الله الدائم كالقمر هذا ، واشار بالاشارة الحسية للقمر .
قال المكفول: العبادة تكون في دور عبادة مخصصة ومكان مخصوص ، وليس في فلاة مكشوفة .
قال الكفيل: الله يعبد في أي مكان ، وأي زمان ، فالارض جعلت طهورا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وعبادة أينما وجب دخول وقت الفرض .
فقال المكفول: اتخذ إله في السماء ، وإله في الأرض .
قال الكفيل: هذا شرك اعاذنا الله من الشرك ، والله لا أشرك بالله أحد . انتهى الحوار بينهما . لم يسفر عن نتيجة ، ولم يدرك الكفيل مغزى مكفوله ، ومازال المكفول لديه حيرة وغموض عن ماهية هذا الدين ، وكنه هذه العبادة ، ولم ينتبه الكفيل لمغزاه ، ومازال المكفول يتعجب ، وياخذه الاستغراب ، ويتفكر عن صلاة كفيله ، ويتأمل في صلاته المنفرد بها لحاله ، ومحافظته عليها وقتاً واداء . مالم يشاركه الصلاة الراعي السوداني المجاور أو جماعته من الاقارب والمعارف لحضور مناسبة عشاء بالعزبة .
ذات يوم قام المكفول الهندي بوضع حصوات على موضع سجود كفيله بالمصلى الرملي على موضع سجود جبهته وخشمه ، ومضارب كفيه ، ومواطي ركبتيه ، ومداحس قدميه أعضاءه السبعة التي يسجد عليها .
شاهد الكفيل عصرية يوم الحصوات على مواضع سجوده ، وندهش منها مرتعصاً . سأل مكفوله عن من وضعها ؟، فقال المكفول: أنا وضعتها من أجل التخيل عبادتك لإله لا تراه حسياً ، وحرصك على العبادة وقتاً وأداءً ، ومتأمل ذلك .
من هنا بداء سوء الفهم بينهما ضن الكفيل سحر معمولاً له بينما المكفول خلاف ذلك يتأمل ويتوق لمعرفة المزيد عن هذا الدين ، سوء الفهم بينهما ، وتفاوت الفهم بينهما أفضى للمشادة والمضاربة من قبل الكفيل ، فأخذ ضرباً على مكفوله . لا حدس ابليس حريص على إستغلال هذه الظروف والخلافات ، وسوء الفهم بين طرفين وأكثر . يعقد الشوش ، ويضرم النار إشعالاً ، وينمي صغائر الخلافات ، ويوسع من دائرتها ، ويكثر من جروحها . عدو لله والادمية يحرض على الشر بين الناس ، فالفتن والخلافات والمنازعات والختلافات والفرقة كلها بضاعته ، وفتاته التي يتغذا عليها . يسعى ماوسعه المسعى ايقاعها بين الناس وإيقاظها .
عام ١٤٣٣ تبغلت شرطة الناحية من خلال مقيم سودني بعد عصرية ذات يوم في أول جماد الأول من العام نفسه الأنف عبر الجوال الخلوي وقوع مشادة كلامية بين كفيل ومكفوله تطورت الملاسنة ، وارتفاع صوت الكفيل إلى حد إشتباكات بالايدي ، وشوهد عصا غليظة بيد الكفيل ، وصراخ المكفول بالاستغاثة ، وحدد الموقع ومعالمه ثم طلب من المخبر السوداني إرسال إحداثيات الموقع ، وانتقلت الدوريات الأمنية حالاً للموقع ، وإحضارهما لمقر الشرطة ، وادرجت الواقعة في وقعات الشرطة للناحية الادارية عن تعدي كفيل على مكفوله هندي الجنسية مجوسي الديانة يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً بالضرب البليغ ، وعلى أثره احيل المقيم المكفول للمستشفى العام بالناحية من أجل تلقي العلاج اللازم ، وأثناء فتح ملف التحقيق وسماع اقوالهما بحضور مترجم من مكتب الجاليات بالدعوة والارشاد بالناحية . اتضح سوء الفهم بينهما أفضى إلى ما ائل إليه الموقف ، فالكفيل متعود بعد كل صلاة العصر يذهب إلى عزبة حلاله أو مواشيه خارج مدينة الناحية ، ووجد مصلاه حصوات على مواضع سجوده الأعضاء السبعة، وأزعجه هذا التصرف ، وأشتعل الغضب وزاد ، وفي غير شعور ، وحصل ما حصل ضناً عمل دنبوش ، وأوسع مكفوله ضرباً .
لما تجلى الأمر ، وقرب وجهة النظر بينهما ، وفهم كلاً منهما مقصد الأخر . أعلن الكفيل أسفه لمكفوله أمام الحضور بمقر شرطة الناحية بينما المكفول أبدى رغبته معرفة هذه الديانة . تدخل مكتب دعوة الجاليات بالناحية بتعريفه بالإسلام ، وإيضاحه بتفاصيله وجزئياته ، ومحاسنه والوجه المشرق للإسلام . مالبث الهندي حتى اظهر رغبته الدخول في الإسلام ، والتخلي عن ديانته الهندوسية ، وهلل الحاضرون وكبروا . بدأت ملامح وجه كفيله غير مرتاح .
تنازل المكفول عن حقه الخاص . عزم الكفيل على إعطاء مكفوله خروج نهائي . مغبة ان يتعقبه .
ألب الحاضرون على الكفيل هذا التصرف ، وأصر على إعطاءه خروج النهائي ، فتدخل أحد الحضور برغبة نقل كفالته ، واشترط الكفيل دفع قيمة الفيزاء التي خسرها على استقدامه ، استعد بدفع تكاليف الاستقدام التي خسرها على مكفوله ، واستعد كلاً منها بذلك ، واخذت الإجراءات اللازمة حيال نقل الكفالة من السابق للجديد الحالي .
طلب الحاضرون من الكفيل ان يعوض مكفوله مالياً نظير ما تعرض من ضرب إلا انه لا يوجد عنده ما يعطيه من المال سوى حاشي من أبله .
الهندي تنازل ، وأصفح عن كفيله دون عوض . إصرار الحاضرون ان ياخذ الحاشي ليس عوضاً بل هدية . أذعن الهندي اخر المطاف بالقبول ، ونقل كفيله الجديد الحاشي لأبله .
جاء عسوس مزاين الأبل يحوفون حاشيه لشراءه . ترك أمر البيع لكفيله الجديد ، والكفيل لما لاحظ أنظار العسوس متجه نحو حاشي الهندي رغم وجود العديد من الحشو بخلافه . إصرارهم على هذا الحاشي بذات فيه نظر والعلة مبصرة ، العسوس لا ينقطع ترددها على الحاشي . الكفيل استشف منهم الرغبة الصادقة على شراءه . ادرك ان الحاشي من فصيلة مزاين الأبل ، فرفع سقف سعر الخاشي مائة الف ريال ثم غابوا عشرةً أيام ، فعادوا . إشتروا الحاشي بما أشير من مبلغ . رزق ساقه المولى للهندي ، والله يرزق من يشاء بغير حساب من ترك شيء لله عوضه خيراً منه .
ياسادة شهامة مواطن الوطن لا تنقطع استمراراً لإرث أسلافه الطيبين المواطن كفيل الهندي أحسن التصرف في تصريف الحاشي بالقيمة المجزية ، ولا حدس الهندي لم ينسى الفضل والمعروف لكفيله السابق وإكرامه ، فتنازل عن حقه الخاص . سلف عما مضى من إكرامه . رغم الكفيل السابق غير معذور . يبتعد ما أمكن عن مواطن الظن ، فالظن جهالة عواقبه غير حميدة . هو في غنى عن ذلك . كان من الأولى إشعار الجهة المعنية عن تصرف الهندي بوضع الحصى على مواضع السجود . نحن في ظل نظام ودولة ، ومؤسسات مدنية منصفة لا داعي للغضب ومد اليد في غير موضعها . رغب الهندي بالمائة الف تحت تصرف كفيله ، فاستثمرها مناصفة بين معارض السيارات ، وقروبات العقار .
بعد مرور خمس سنوات الريال الواحد جاء بثمان ريالات مربحاً .
حسن التصرف وسلامة النية ثمارها محمودة فالهندي تنازل عن كفيله عن طيب خاطر حينما علم تصرف كفيله عن سوء فهم ، وبدايةً هدايته لدين الحق " ان الدين عند الله الإسلام " على يد مكتب الجاليات ورجال الأمن بالناحية لهما الاجر الوفير في هدايته للإسلام ، ولا يحرمون مساعي الخير ما وسعهم المسعي .
اما الحق العام لا يسقط بسقوط الحق الخاص استكملت الشرطة إجراءاته بفصل أوراق مستقلة ، وإحالتها للناحية الادارية لإتخاذ بحقها الاجراء اللازم نظاماً .
دام عزك ياوطن ودامت قيادتك الرشيده ، ورمزك سلمان الحزم خادم الحرمين الشريفين ، ونائبه ولي العهد محمد العزم . كانس الفساد وأهله ومكبل الارهاب وخلاياه ، ومجفف منابعهما .
بقلم/ خالد حسن الرويس
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
- بعد 60 يوماً لانتهائها.. “المرور”: غرامة التأخير عن تجديد الرخصة 100 ريال للسنة
- واحة بريدة .. تظفر بالبورد الألماني
- تقرير تقني يحذّر.. لا تحمّل صور أشعتك الطبية إلى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي
خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة -96-
26/08/2024 11:53 ص
خالد بن حسن الرويس
0
1157551
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3614411/