هناك أمراض متعدِّدة ومعروفة عند الجميع حفظنا اللَّه وإيَّاكم ، ولكنَّ هناك مرض فتَّاك ويجعل صاحب الابتسامة منطوي على نفسه بعيدًا عن ملذَّات الحياة ، يشعر بوخز الضَّمير من غير سبب ، يجعله منتكف على نفسه لا يعلم متَّى نهاية هذا النَّفق المظلم يشعره أنَّ الحياة أغلقت أبوابها ، يجعله لا يرى شيئًا سوى الحزن وقلَّة الحيلة ، وكمِّ من شخص مميَّز بقي تحت غطاء النَّكد والابتعاد عن الحياة بل إنَّ البعض حتَّى مصالح الدُّنيا والعمل أصبحت من الصَّعب أن يقوم بها على الوجه المطلوب من شدَّة مايشعر به من حزن ولا حيلةً له سواء العزلة والابتعاد وهذا المرض هو ( الاكتئاب ) فهو مرض هذا العصر ونادرًا من نجد من يعلم بأعراض هذا المرض وهو مسبِّباته كثيرة وخاصَّةً على الأشخاص الحسَّاسون وأصحاب القلوب الرَّقيقة فهو يصيبهم أكثر من غيرهم وله عليهم طرق عديدة منها عاطفتهم المبالغ فيها تجاه أشيائهم ، فهم بالحبِّ صادقين في زمن كثر الكذب والنِّفاق ، أيضًا لديهم إخلاص في تعاملهم كذلك لديهم وفاء للماضي وحنين له مبالغ فيه وهي أشياء أصبحت من الماضي وانتهت ولكن الأوفياء لا يزالون ممتنِّين للماضي في كلِّ تفاصيله ، والصَّدمات تكون عليهم قاسيةً جدًّا لشدَّة حساسيتهم ، كذلك صعوبة الحياة وعدم اندماجهم في الحياة الَّتي أصبحت تهتمُّ بالمظهر قبل المضمون وفي المال قبل التَّعليم ، وفي المصالح دون المحبة ، وكلَّ ذلك من أسباب الاكتئاب وهذا تكلَّم فيها أهل الاختصاص .
وما أودُّ التَّنويه إليه في هذا المقال إلى أهل الاختصاص أن يراعون من أصابه هذا المرض في الفحص وتقليل الأسعار لأصحاب الدَّخل المحدود وقيمة العلاج الباهظة الَّتي تصل إلى مبالغ لا يستطيع البعض أن يدفع كلُّ ذلك التَّكاليف .
وأيضًا على الأطبَّاء النَّفسيِّين نشر الوعي أكثر للأهالي المرضى حول كيف التَّعامل مع من إصابة هذا المرض وكيف تتعرَّف على مريض الاكتئاب بداية قبل اللُّجوء إلى المختصِّ .
حفظنا اللَّه وإيَّاكم