تموضعت منصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها في حياة الفرد والمجتمع، بكل أمصار الأرض، وأصبحت هي الرافد الأكثرُ حضاً لكثير من الأشخاص، للاطلاع على مجريات الأحداث بحياة المجتمع، سواءً على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي والرياضي؛ بل إنها اخذت نصيب الأسد في جميع الدعايات التجارية، لكل المنتجات الإستهلاكية والخدمية.
وبسبب خطورة مكانتها على الفرد والمجتمع، كان حرياً على كل مسؤول أو مربي أجيال أو ولي أمر أن يسُن خطط وتقنيات تربوية، لكي يحافظ على من هم رعيته وتوجيههم لكل حسن.
من هذا المنطلق وجب على عاتق ناشطي ورواد من مشاهير التواصل الاجتماعي، "السوشيل ميديا" أن يعوا أهمية المكانة الإعلامية، التي يتنافسون فيها، ويوجهونها إلى المحافظة على القيم والعادات الإسلامية والعربية.
هذا وتمكنت وسائل التواصل الاجتماعي من الوصول إلى قلوب الناس، بسبب سهولة الوصول لها، وكانت المصدر الأهم إن لم يكن الوحيد في استقصاء أخبار المجتمع، وهنا تكمن الخطورة منها، وبنفس الوقت تثقل على عاتق المؤثرين أن يقدموا كل ماهو مفيد وصحيح؛ لكل أفراد المجتمع، ويبتعدوا عن إثارة كل أدوات الجدل والتهويل خاصة عند وقوع واقعة تهز المجتمع أو تثير اهتمامه.
ونذكر من هذه المنصات منصة "سناب ترند المدينة" المنورة" على سبيل المثال وليس الحصر، والذي يتميز بصدق و أمانة ماينقله من مواد إعلامية، إلى أن حجز له حيزاً عند الجمهور للبحث عن المعلومة الصادقة، هذا وأكد" لأضواء الوطن" الأستاذ : طلال بن فواز السحيمي مؤسس " سناب ترند المدينة المنورة" على التأثير العميق لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، حيث أفاد : "يجب وجوباً دينياً وأخلاقياً ووطنياً أن يتحلى ناشطي التواصل الاجتماعي بالأمانة في نقل كل ما يطرحونه بمنصاتهم، واستطرد السحيمي بقوله :" أذكر حادثة حدثت بالمدينة المنورة بينت للكل خطورة منصات التواصل الاجتماعي على المجتمع، ويجب الحذر منها و تكمن هذه الحادثة عندما فقدت أسرة طفلها بمنتجع البيضاء بالمدينة المنورة، مما خلق تساؤلات كثيرة عند الجميع، حول مصير الطفل وحيثيات القضية، وظهرت على الساحة حينها كثير من الأخبار المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول سلامته.
فكان حرياً بنا أسرة سناب ترند المدينة المنورة أن نتوجه على وجه السرعة إلى مكان الواقعة، وأخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة، وفعلاً تم ذلك وتم توجيه المجتمع المتلهف لسماع أخبار ذلك الطفل المفقود، إلى آخر الأخبار الصحيحة، مما نتج عنه عدد مشاهدات لهذا الخبر إلى أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة، وبهذا تم تحقيق المطلوب الاجتماعي وهو الشفافية بالنقل ،ولله الحمد".
وينسحب التأثير الايجابي والسلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، ليس فقط على المجتمع، بل يصل الى التأثير بنوعيه على السلم البيئي، من خلال نشر الوعي البيئي المستدام، لكي يتحقق من هذه المنصات الهدف الإيجابي المأمول منها في توجيه المجتمع في المحافظة على المقدرات الطبيعية، كالترشيد بالرعي والصيد وكذلك التوعية بكل أرشادات الوزرات والهيئات المعنية بالشأن البيئي.
وخلاصة القول:
شكلت منصات التواصل الاجتماعي نقله نوعية في التأثير الإيجابي أو السلبي على المجتمع، وجعلت العالم كله بحدوده ودولة، قرية متواصلة لا تعترف بالحدود بين الدول، و إنما صنعت مجتمع من دون دولة ومن دون أمة ومن دون وطن.
لذا وجب على الكيانات المكونة للمجتمع، أن تتكاتف جنباً الى جنب لإنتاج منصات ذات فكر راقي وأهداف تربوية.