أرى كما يرى غيري أن هناك تنافس وتطاحن في الخفاء أحياناً، وتظهر على السطح أحياناً أخرى، وخصوصاً في بعض المناسبات، حيث يتضح لدى البعض بحثه عن العَرافة (أي بمعنى معرف الخامس أو الفخذ من القبيلة).
فعموم المشيخة ونوابهم والمعرفين يقع على عواتقهم مسؤولية عظيمة و أمرُ صعب للغاية، لمن خاف مقام ربه ،، ومايحتملها إلا من كان هذا قدره ،، ومن عِظم مسؤوليتها تكاد السماوات يتفطرنا منها ،، و كمسؤولية إجتماعية فمن مهامها الحفاظ على المجتمع الواحد، وعلى التلاحم والتعاون، والتكاتف والتناصح، والوقوف جنباً، إلى جنب لمافيه الصالح العام للمجتمع، و مصلحة الوطن الكبير المملكة العربية السعودية.
لنقف جميعاً ضد من يبحث عن مصالحه الخاصة، دون المصلحة العليا، ويبحث عن الوجاه والظهور والمديح والتسابق إلى صدور المجالس و المناكفه المزاحمة.
فالملاحظ كثرت الشكاوى والمنافسة الغير عادلة ، والتقاعس والإهمال من جهة أخرى لبعض المعرفين، الذين لا يهتمون بشؤون خوامسهم، ولا يكلفون أنفسهم عناء السؤال أو معالجة الكثير من المشاكل، فإن لم يكن هو حجر عثرة، فلن يكن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، لأن البعض لايستطيعون العيش خارج هذه الدائرة؛ أو لأنهم يفتقدون لأدوات القيادة والإدارة، ويتجاهلون بأن مايحملونه من مسؤوليات عظيمة أمام الله ، وكأنه يشتري الدنيا بالآخرة لأجل مصالح زائلة.
فهناك الأرامل والأيتام والضعفاء والمساكين والمرضى وأصحاب الحاجات، والذين يعجزون عن الحصول على حقوقهم و متطلباتهم في هذه الحياة، و يفتقدون لمن يقف بجانبهم، والدفاع عنهم للحصول على مايعتقدون بأنه حق ضمنه لهم النظام وكفلته لهم الدولة أعزها الله ممثلةً في ولاة الأمر حفظهم الله وسدد خطاهم على الخير والنماء والرقي بهذا البلد العظيم.
لو كنت شيخاً لقطعت الطريق على أصحاب المصالح والأهداف الشخصية، كائناً من كان وأغلقت أمامهم أبواب النزاع المنافسات، التي لا طائل من ورائِها الا الشكاوى والتحدي والقطيعة والحقد والحسد والتباغض والتباعد، والتفرقة لينفرد هو بعائلته أو مجموعة من الأشخاص كمستقلين عن الخامس الفلاني والعلا ني، فيصبح الكل والجميع معرفين على خمسة أو عشرة أشخاص وكل ذلك طمعاً في الجاه والمناصب والمكافآت.
ولعملت على مبادرة اختيار وترشيح شخص واحد يمثل ذلك الخامس مهما كان العدد أو الفخذ، بناءاً على مالديه من أمتيازات فعليه دينه وأمانته وإخلاصه وفصاحته، وحُسن خُلقه ومستواه التعليمي ومعرفته وخبراته في إصلاح ذات البين، وجهوده المتواصلة لاجتماع الكلمة وحرصه على مصالح الناس وأن يكون ذلك الاختيار من قبلي شخصياً كشيخ للقبيلة ولمعرفتي بأفراد قبيلتي.
مع ملاحظة تغيير من لايصلح من المعرفين الحاليين بسبب تكاسلهم أو تقاعسهم عن أداء الواجبات. المنوطة بهم أو لكبر سنهم، أو لمرضهم أو عجزهم عن إدارة شؤون الأفراد؛ بسبب تدني قدراتهم و إمكانياته القيادية وتُسلم للأفضل والأجدر دون النظر إلى السن.
و ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بذلك بشكلٍ سري ليتم تأييده وإصدار القرارات اللازمة
لذلك، فلا يُعقل أن يكون في الخامس الفلاني أو العلاني أكثر من ثلاثة أو أربعة يتنافسون على أن يكون هو المعرف لهذا الخامس، أو الفخذ وكلاً ينفرد بمجموعته و خاصته، بناءاً على الرغبات والأهواء مما يزرع الفتنة و التفرقة بينهم لمجرد اجتهادات شخصية.
ولشيخ القبيلة النظر والرأي وحسن الاختيار للممثلين، لتلك الخوامس والفخوذ، لأن الزمن الحالي يتطلب تغييراً جذرياً لمن لا يحسنون التعامل مع متطلبات الحياة الجديدة، و مع وسائل التقنية الحديثة والأفكار المتجددة، والأسلوب الحديث في فن الإدارة، ومعالجة مايستجد في أحوال من أؤتمن على خدمتهم ، فليس هناك مصلحة لوجود تلك الأسباب والمسببات دون رادع أو علاج جذري.
لو كنت شيخاً لفعلت دور لجان الإصلاح من داخل القبيلة، ليقومون بتقريب وجهات النظر وإصلاح ذات البين، ومحاولة عدم توسيع رقعة الخلاف حتى يتم وأد المشكلة قبل استفحالها.
لو كنت شيخاً لعملت على تفعيل دور العمل التطوعي داخل القبيلة، للمشاركة في أعمال الخير، ومنها : متابعة أحوال الأسر المحتاجة و إيصال صوتها للجهات المعنية، لمعالجة وضعها المادي والصحي
لو كنت شيخاً لقمت بإنشاء جمعية خيرية بشكل رسمي؛ ويتم ترشيح مجلس إدارتها من داخل القبيلة، لجمع التبرعات من ميسوري الحال ومن زكاة أموالهم لمساعدة فقراء القبيلة ، وتكريم أبنائها وبناتها المتميزين في حفظ كتاب الله والسنة النبوية، والحاصلين على درجة " ممتاز " في المدارس العامة بشكل سنوي ، لزرع التنافس الشريف فيما بينهم ولتفاني في طلب العلم والمعرفة.
كل ذلك سيساهم بإذن الله في انتشار الوعي الديني والثقافي والمعرفي والتقني ويمنع الكثير من المشاكل الإجتماعية والسلبيات، التي تظهر على السطح و تعكس حالات من الاحتقان والتفكك المجتمعي، للقبيلة والمجتمع، وينمي بينهم روح الإخاء والتعاون والتكاتف الإجتماعي، لنكون أسرة واحدة وأعضاء نافعين في هذا الوطن الكبير.
بقلم :
عائض الشعلاني.