منذ توحيد بلادنا السعودية على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وهي تبذل كل ما في وسعها من أموال طائلة وطاقات بشرية هائلة لخدمة حجاج بيت الله الحرام من حين دخولهم وحتى خروجهم المملكة بعد تأديتهم لنسكهم بكل يسر، وطمأنينة، دونما تمييز بين جنسياتهم ولغاتهم وأحوالهم المعيشية، معتبرة بأن ما تقوم به شرف عظيم وواجب ديني مُقدس ولما لا ؟ وهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية وتفردها بقبلة المسلمين الكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، عدا كونها قد قامت أصلاً على تقوى من دين الله الإسلام القويم، ولذلك لاغرابة وهي تقوم بهذه الخدمات الجلية لعموم الحجاج والمعتمرين والزائرين، مُنطلقة بذلك من خطط مدروسة تتضمن أفكار جديدة ومتطورة وتجاوز ما سبق من ملاحظات سلبية وعقبات وتحديات امعاناً في تحقيق الأفضل لخدمة ضيوف الرحمن في أجواء آمنة ومستقرة، ولأن بيت الله الحرام يكتظ دائماً بالحجاج الآتين من كل فج عميق لأداء فريضة الحج عاماً بعد عام لما يجدوه من تسهيلات لا حدود لها، فقد شهد المسجد الحرام توسيعات متعاقبة على مر العصور لأستقطاب الكثير من الحجاج، فبعدما كانت مساحته ما قبل الإسلام وحتى خلافة أبا بكر الصديق رضي الله عنه تقدر بنحو1490م2، فقد وصلت هذه التوسعة في عهود تالية لذلك إلى 27850م2 وبعد توحيد المملكة زادت هذه التوسعة لكي تستوعب 90662حاجاً عام 1345هـ، وما يزيد على 232900حاجاً عام 1374هـ بالإضافة لبناء ثلاثة طوابق في الأقبية، والدور الأرضي، والطابق الأول، وطابقين في المسعى وتوسعة المطاف والسطوح وإحداث ساحات جديدة تحيط بالمسجد الحرام بُلطت جميعها برخام مُقاوم للحرارة وتم فرشها وأنارتها، وفي عام 1315هـ تم توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول وفي عام 1418هـ أقيم جسر من جهة المروة، لتسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى سطح المسجد، وفي مطلع عام 1432هـ دُشنت أكبر توسعة تاريخية للمسجد الحرام تستوعب مليون وثمانمائة وخمسون ألف مصلي مفروشة بالسجاد الفاخر، ووفرت مبردات لماء زمزم، ومصاحف مُترجمة بعدة لغات، ومصاحف برايل لفاقدي البصر، وعربات لكبار السن للطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، وإنشاء مآذن جديدة وأنظمة لمكبرات الصوت داخلياً وخارجياً وإضاءة وتكييف ومنظومة متكاملة لطواف المشاة، وفي عام 1436هـ دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله خمسة مشاريع ممثلة في المبنى الرئيسي، والساحات، وأنفاق المشاة، ومحطة الخدمات المركزية، والطريق الدائري، وخدمات أخرى لوجستية عالية الجودة للقادمين للمملكة من كافة أصقاع الأرض المعمورة عبر منافذها البرية والبحرية والجوية تمثلت في توفير عربات وحافلات وتشغيل قطار الحرمين الشريفين لنقلهم مع أمتعهم في أجواء مريحة، لمكة المكرمة مُستخدمة التقنيات الحديثة لتسهيل هذه المهام بالإضافة لرصد الملاحظات على شبكة الطرق المؤدية للمشاعر بواسطة طائرات الدرون والإسراع في معالجتها لضمان سلامة الحجاج من أي أذى قد يحصل لهم لا سمح الله، فضلاً عن تبريد الطرق باستخدام طلاء أبيض مُصنع محلياً لهدف خفض درجة الحرارة، وغيرها بما يتعلق بالتأمين الصحي والعلاج الفوري لجمبع الحجاج وبالمجان من خلال مستشفيات متخصصة ومنتشرة على امتداد رقعة المشاعر، بالاضافة لمشروع طريق مكة ودوره الإيجابي في خدمة وإجراء ما يلزم للحجاج القادمين من عدة دول وحتى وصولهم المملكة عبر11مطار بالتنسيق مع دولهم ومن ثم نقلهم في حافلات خاصة إلى أماكن اقامتهم بمكة المكرمة لتأدية فريضة الحج ، ناهيكم عن تدريب أكثر من 120ألف من العاملين، بالمشاعر، وبلغات مختلفة ومشاركة أكثر من10آلاف متطوع ومتطوعة، لتسهيل الخدمات المقدمة للحجاج عبر بوابة إلكترونية تفوق120خدمة رقمية والرفع كفاءة السلالم الكهربائية المتحركة واستحداث 11مبنى، يستوعب 37 ألف حاج، وتجهيز محطات تبريد لتنقية وتلطيف الهواء لكي ينعم الحجاج بالراحة والسكينة هذا عدا تشغيل قطار المشاعر والذي تصل طاقته الاستيعابية 72 ألف راكب في الساعة، لنقل ما يزيد عن350 ألف حاج بين المشاعر، ومراقبة عامة للوضع الصحي لعموم الحجاج لتفادي أنتشار أي وباء يضر بالآخرين، وغيرها فيما يتعلق برمي الجمرات ذهاباً واياباً لتدارك الازدحام ، فجهود المملكة عظيمة وحثيثة ورائدة وليس لها مثيل على مستوى العالم بخصوص الحج للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للحجاج والمتوقع أن تصل أعدادهم للملايين في غصون السنوات القليلة القادمة عوضاً عما تقوم به وبصورة مستمرة من تطوير للبنية التحتية، وتوفير الكوادر الوطنية المدربة، والرفع من جاهزية المرافق الخدمية، وحفظ الأمن وكشف كل ما يعكر صفو الحجاج من تعثر أو عبث أو نشأت خلافات شخصية من خلال تشغيل ثمانية آلاف كاميرة مراقبة موزعة في مختلف الأمكنة بالمشاعر لتحقيق.هذا الهدف، وهو ما يشهد لها بذلك الحجاج من شتى أنحاء العالم، بالإضافة للصحفيين والمراسلين للتلفزة والقنوات الفضائية من خلال وقوفهم ونقلهم الحي والمباشر لوقائع ما يُقدم للحجاج من خدمات جلية تذكر، فتذكر، ومع هذا كله، هناك ممن في قلوبهم مرض يتجاهل هذه الجهود العظيمة وهم على علم بذلك، أو يستغلون هذه المناسبة الاسلامية لإثارة الفتن والنعرات الطائفية ونشر العقائد الهدامة والأفكار البالية، فضلاً عن مآرب أخرى سياسية مدفوعة من قبل منظمات مُعادية للإسلام والمسلمين، ظانين بهذا الخور الفكري القابع في ذاكرتهم ووجدانياتهم وتلبسهم بالشيطان الرجيم وأعوانه من البشر الحمقى يبعث على التقليل من شأن هذه البلاد أو يُقوض من دورها الخلاق في خدمة الإسلام والمسلمين، بينما هي على النقيض من ذلك، وستظل كذلك بحول الله وقوته راسخة الجذور وشامخة البنيان ومرفوعة الرأس في ظل قيادتها الحكيمة، ذلك لأن من يُعظم شعائر الله ويحرص على تفعيلها ببن الحجاج كحكومة هذه البلاد السنية من خلال هذه الفريضة، لهو من تقوى القلوب بنص القرآن الكريم ولذلك لا يهمها مرجفون ولا أبواق مأجورة ولا مُخططات إجرامية طالما هي على هذا النحو من الإرادة والعزم والصمود اللامتناهي.، قال الشاعر( وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ ) داعين الله أن يحفظ بلادنا وقيادتنا الرشيدة من كل سوء ومكروه وأن يُكلل جهود جميع المسئولين والعاملين فيها بالنجاح والتوفيق فيما يُناط بهم من عمل لخدمة هذا الوطن في مُختلف المجالات وأن يتقبل من الحجاج حجهم ويعيدهم لأوطانهم سالمين غانمين.
بقلم / عبد الفتاح أحمد الريس.
هكذا تجلّت سعوديتنا في خدمة ضيوف الرحمن


- 15/06/2024
- 601
شاركها
-
“السماوي”.. يواصل سلسلة الانتصاراتمنذ أسبوع واحد
-
«المرور»: 3 إجراءات للدخول الآمن إلى الطريق الرئيسيمنذ 45 دقيقة
-
ترامب: قطر ساعدتنا كثيرا في ملف إيرانمنذ ساعة واحدة
-
صالحه حمد ان خلف السبيعي
اردالاتصال علي هذا الرقم ٠٥٠٠١٣٧٥٥٨...
-
خالد غازي
مقال ماتع وعميق كعادة الدكتور زيد الرماني يربط ببراعة بين ال...
-
صالحه حمد ان
ارد الاتصال ب الهاتف...
-
عبدالله الشهراني
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا فراس أذكرك جيّداً طالب أدباً وعلم...
أخبار المجتمع
-
“ابن عسيم”.. يعود معافى بعد عملية ناجحةمنذ أسبوعين