تعيش المملكة العربية السعودية، هذه الأيام، لحظات مهمة في تاريخها الناصع العريق إذ تحتفي بضيوف الرحمن الذين توافدوا إليها من كل حدب وصوب لأداء فريضة الحج وإكمال الركن الخامس للدين الإسلامي الحنيف.
العالم كله يشهد الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها المملكة، قيادةً وشعباً، في تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة هذه الجهود التي تأتي تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أكد على أن الهدف هو: «إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة وعكس الصورة المشرفة للسعودية في خدمة الحرمين الشريفين».
رؤية المملكة 2030، التي أطلقها عرابها سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، هدفت إلى تعزيز مكانة المملكة الدينية والتاريخية الهامة والقيمة التنافسية المتفردة للمملكة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون مقراً لبيته الحرام ومهدًا لرسالة الإسلام، فقدمت الرؤية المباركة استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة، لتمكين أكبر عدد من المسلمين لتأدية مناسك الحج والعمرة، واستيعاب الأعداد المتزايدة سنويًا، واستهداف 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030م؛ وتسخير كافة الطاقات والإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن وتلبية احتياجاتهم وتحقيق كل تطلعاتهم، ومضاعفة الجهود لتبقى المملكة رمزًا لكرم الضيافة وحسن الوفادة..
لقد أنجزت المملكة أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ الإسلامي، وتم تطوير المشاعر المقدسة، وأصبحت شبكة قطار المشاعر المقدسة واقعًا معاشًا، وطُورت مشاريع إسكان وخيم الحجيج، وتوسعة وإنشاء مطارات ضخمة لاستقبال ضيوف الرحمن، إضافة إلى طوير مراكز خدمات الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتقديم الخدمات والتسهيلات، إضافة إلى لجان المراقبة والمتابعة الميدانية لحماية أمن وسلامة الحجاج في كافة تنقلاتهم متمثلة في العديد من الأجهزة الأمنية والتعليمية والصحية.
تعمل المملكة بجد لضمان أمن وسلامة الحجاج في كافة تنقلاتهم.
تعمل العديد من الأجهزة الأمنية والتعليمية والصحية على مراقبة الأمور والمتابعة الميدانية.
استفادة المملكة من توظيف التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتسهيل وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج، من بين هذه التقنيات منصة الحج والعمرة والزيارة، وتطبيق نسك وتطبيق مبرور، وتقنية الواقع المعزز والخرائط التفاعلية، كل هذه الابتكارات تهدف إلى توفير تجربة حج مريحة ومطمئنة للحجاج، مما يتيح لهم التركيز على العبادة والتقرب إلى الله
بهذه الجهود، تظل المملكة العربية السعودية رمزًا لكرم الضيافة، وتؤكد على التزامها الدائم بخدمة ضيوف الرحمن.
إنها تعكس الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية، وتسعى لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار في المستقبل. إنها تمثل نموذجًا للتطور والتقدم، وتعكس الالتزام القوي بتحقيق الرفاهية والأمان لجميع المقيمين.
والتحية والتقدير لكل أبطالنا الذين يعملون بلا كلل في خدمة ضيوف الرحمن في ميادين الحج.
ونسأل الله العلي القدير لجميع الحجاج حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً ونتمنى لهم عودة سعيدة وآمنة إلى ديارهم، محملين بذكريات تجربة روحية غنية ومعاني إنسانية عميقة.