يومًا ما سوف نودِّع هذه الحياة الوداع الأخير وسوف ندع كلُّ الأشياء خلفنا أحبابنا ، ممتلكتنا ، كلُّ شيّ سوف يذهب إلى غيرنا حتَّى أصغر الأشياء سوف يتمُّ تقسيمها للآخرين ، سوف نودِّع هذه الدُّنيا في كلِّ ما فيها من جمال ومن ألم سوف ندع الأولاد والأهل والأموال ، سوف نكون ذكرى لأحبابنا ، يومًا ما سوف تنتهي حكايات الهمِّ والنَّكد ، سوف ندعها خلفنا راحلين بلا عودة ، سوف نذهب إلى ربِّنا الرَّحيم الكريم المنَّان ، سوف نلتقي بملائكته سوف نختبر الاختبار العظيم وسوف يكون النَّجاح لا نجاح الدُّنيا ، المكافئة جنَّة عرضها السَّموات والأرض .
سوف نحلق في سماء الفرح ونلتقي بالأحباب سوف نرى الرَّسول ﷺوالصَّحابة والصَّالحين هناك سيذهب الهمُّ وتعاد المظالم سوف يأخذ كلّ ذي حقًّا حقَّه وسوف تذهب الأمراض والأحزان ، سوف نكون أغنياء لا فقر ولا جوع ولا مرض ولا عجز ، هناك حياة أبديَّة لا فراق ولا جزع ، سوف نعيش للأبد وننسى الموت والوجع ، هناك سوف تكون المكافئة لأقلَّ منزله منَّا عشر أضعاف من أعظم ملوك الدُّنيا ، هناك لا فراق ولا بكاء هناك اللِّقاء الأبديَّ هناك الطُّمأنينة ، هناك سوف ينتهي الحسد والبغضاء والمنافسة الخبيثة ، هناك عدل وإنصاف لا ظلم ولا جور ، هناك تظهر الحقائق وتكشف الخوافي ، هناك لا مكان للكذَّاب والمنافق والنَّمَّام وأكل أموال النَّاس بالباطل ، هناك تتحقَّق الأحلام وترتفع الأوهام ، هناك نذهب للأسواق ونعود أجمل من ما كنَّا ، هناك يكون الرَّجل منَّا بأجمل صورة والمرأة كذلك ، هناك تنتهي الضُّغوطات والمعاناة ،
هناك يعود المسنُّ إلى عمر الشَّباب والزُّهور . هناك نلتقي بالأحباب الَّذي رحلوا عنَّا في الدُّنيا وما أجمل أن يكون اللِّقاء بعد فراق سنين طويلة ويكون اللِّقاء في الجنَّة ولا فراق بعده لك أن تستشعر ذلك الموقف عندما ترى من تحبُّ متيقِّنًا أنَّه لن يغيب عنك مرَّة أخرى .
هناك نرى الأنبياء ونرى يوسف عليه السَّلام ونتمعَّن بجماله . هناك نرى نوح عليه السَّلام الَّذي دعا قومة تسع مائة وخمسون عامًا . هناك الرَّاحة والسَّكينة والطُّمأنينة هناك سوف ينتهي كلُّ شيّ حزين وكلِّ ألم وكلِّ حنين . هناك الرَّاحة الأبديَّة
( هناك نرى اللَّه عزَّ وجلَّ في كلِّ جمعة ، نراه مثل ما نرى البدر لا يحجب عن رؤيته شيءً ، الرَّبُّ الَّذي وسعة رحمته كلَّ شيء ، اللَّه الَّذي نعصيه ونتوب ويقبلنا على زلَّتنا ، الرَّبُّ الَّذي أكرمنا ونحن لم نعبده حقَّ عبادته ، اللَّه الَّذي رغم تقصيرنا إلَّا نعمةً في كلِّ يوم تتجدَّد وتمتدُّ ، اللَّه العظيم الَّذي وسَّعت عظمته كلَّ شيّ ، اللَّه الَّذي أنزل علينا رحمة واحدة وأبقى عنده تسع وتسعون رحمةً لذلك الموقف واللَّه لو لم يكن في الجنَّة إلَّا رؤيته لا كفَّتنا )
أسأل اللَّه أن يجعلني وإيَّاكم ووالدينا منهم ..