يقص عليٌ أحدهم ذات ليلة ، ويقول أفنيت نفسي في خدمة زوجتي وعائلتي وتنازلت عن بعض حقوقي رغبةٓ في إظهار حُبي لها (أي زوجته ) وتقديري لكل ماتقوم به من خدمات وأثني عليها أمام حتى أهلها وأخواتها واقبل يدها ورأسها كلما سنحت لي الفرصة كتعبير منه لها ، وما يدور في خلجات صدره من حب وتقدير وكانت الأمور إلى حدٍ ما جيدة معه ومع والده ووالدته ،، ويسترسل قائلاً منذ سنوات شعرت بتغيرها بعض الشيئ ، ثم تطور الحال إلى جراءاتها أكثر ، ومع الوقت تتعامل معه بالندية ويأتيني شعوراً بعدم إحترامها له في كثيرٍ من المواقف وعند التحدث من باب مداعبته لها في الود والحب تقول بوضوح لايهمني أحد ولا أكترث لأحد ،، وتتضح مثل هذه التصرفات من خلال المناقشات أحياناً وأصبحت دائماً تستفزه وتتعامل معه بالأمر والنهي واذا حاول أن يوضح وجهة نظره أو دفاعه عن بعض ما يعتقد بصحته ، تضيق بها الأفاق ويبقى هو فترة من الزمن تحت الضغط نفسي الرهيب بسبب صمتها الدائم معه ورغم تواجدنا سوياً وتجاهلها له ،، وحديثها وضحكاتها مع من يتصل بها من اهلها أو صويحباتها ،، وإذا لبيّت لها مطالبها رغم كُلفتها أو صعوبتها تجد معالم الإرتياح على وجهها ولا ترضى إلا بعد فترة من الزمن .
حيث لايهمها إلا تلبية مطالبها ولو كان ذلك على حساب حالته الصحيه أو الماليه أو المعنوية ، ويكمل حديثه بتعجبه أنها غير مقتنعه به أيضاً أو بما يقوله ويسهل عليها التأثير من الآخرين حتى ولو كانوا سُفهاء مادام الموضوع يخصه كمعلومة أو رأي يصدر منه ، المهم أنه وصل به الحال أنه أستقر في قلبه أنه بالنسبة لها لاشيئ ووجوده وعدمه واحد ورضاه وسخطه لا يعني لها شيئاً وتحاول أن تُحمله كل كُلفه و لا تريد لأحد خدمته حتى أبنائه فهي كثيرة الدفاع عنهم حتى أخطائهم هو من يتحملها وإلا ليس رجُلاً في نظرها والحقيقة إنه على حسب تعبيره بأنه يعيش الآن على هامش الحياة بالنسبة لها ويعظ أصابع الندم بصبره عليها كل تلك السنين العجاف ،، وتمنياته على الأقل أن قام بالتعدد ليعيش ولو جزء من حياته مع زوجة أخرى تخفف عنه حدة وطئتها .
فقلت له بدون أي تحفظات " ويش اللي مصبرك عليها " قال عِشقي لها ولا أُريد تدمير بيتي وفيها بعض المواصفات التي قد لا أجدها في أخريات في هذا الزمن ،، ثم قال لي أريد رأيك ولو كنت مكاني ماذا تفعل ،، قلت على الفور لوكنت مكانك لكنت نسيتها ، قال كيف ذلك قلت طلقتها بالثلاث هي ومواصفاتها ،، وأعتقد أنه فعل ، وأستغفر الله تعالى.