# تحت تأثير أضواء التلميع وتخديرها .وهبة صعود مسرح الشهرة لكل شغوف بها
قفز إلى فضاء المشهد الواسع الجائع لكل جديد سمينه القليل وغثه الكثير ومن هؤلاء بعض المنتفعين من اتساع قاعدة السياحة المحلية في هذه المرحلة التطويرية لبلادنا أعزها الله.
فقد ظهرت طائفة من مدعي حب التراث المادي والفكري واتخذوا من انفراط عقد الرقابة الاجتماعية وغيابها وسيلة لولوج بوابة المعرفة التراثية .لا عن علم ودراسة أو خبرة موروثة وممارسة مشهودة أو هواية حقيقية .بل عن مقاصد آنية لا تدعمها مؤهلات علمية مقنعة إذ سرعان ماتذيب لمعانها المؤقت حرارة الحقيقة..!
ويتمثل ذلك في بعض أدلاء ومرشدي زوار المتاحف الشخصية والعامة و منظمي المناسبات الفرائحية.
فعندما تتوق لرؤية متحف ما قصدته لتزيد دائرة معارفك الشخصية عن محتويات المتحف أو تحضر مناسبة دعيت لها ومتطلع لرؤية مايسرك تصدمك ضحالة أسلوب ولغة وفكر من وقف أمامك شارحا بلغة ركيكة ومصطلحات باهتة لاتمت للموضوع الذي سألت عنه بصلة إلا من بعض عبارات حفظها عن ظهر قلب ويرددها صاحبهاغير محيط بمعانيها.!
قلت لأحدهم ذات مناسبة من ذلك وأنا أشير إلى أحد الأزياء التهامية المشهورة في بلادنا الحبيبة في مكان ليس لأئقا به ألا وهو (اللحاف)ذي الألوان الجذابة وهو زي كان الآباء والأجداد يعدونه كمالة زينة الرجل وأناقته وهيبته في المناسبات الدينية والاجتماعية والرسمية يوضع على الرأس والكتف وهو يعادل لبس البشت المعروف على آيامنا هذه .ويطلق على بعض أنواعه(اللحاف الدريهمي )نسبة إلى جهة تصديره لكافة المناطق التهامية من مديرية الدريهمي بالقطر اليمني الشقيق.!
وكان سبب سؤالي وضع هذا اللحاف كسفرة وضعت عليه بعض الأطباق الشعبية الجنوبية للمتذوقين او وضع كمفرش على بعض الأسرة الشعبية التراثية. مما آثار حفيظتي مستغربا كيف انتهى الأمر بأصحاب هذه المتاحف أو المناسبات الفرائحية التقليل من مكانة هذا الزي الشعبي والذي لا تخلو منه معظم بيوت التهاميين حتى إنهم يكرمون موتاهم بوضعه غطاء لجنازة كل متوف عند الصلاة عليهم ثم دفنهم .!
فهل يتنبه منظمو تلك المناسبات وأصحاب المتاحف إلى تكليف من لديه إلمام ومعرفة تامة بكل مايعرض لجمهور ورواد هذه المتاحف والمناسبات الفرائحية تنسيقا وتعريفا أرجو ذلك ..؟!!