لكل شخص منا هدف في الحياة، ويسعى خلفه ويريد أن يبلغ مبلغه من أموال او جاه او تكوين أسرة ناجحة وفعالة في المجتمع، وهذا من أبسط حقوقه، ولكن البعض عند الفشل في المحاولة يدخل في غياهب الأيام، وتفتح أبواب اليأس والإحباط على مصراعيها لذلك أعلم أن بعضنا يمر بأيام صعبة وظروف قاسية، ويشعر أن النجاح والوصول إلى أحلامه قد قفل بابه، والكثير من يسعى خلف أمور حياته، ولكن دون نتيجة، ويشعر أن الأبواب كلها أغلقت، وبعدها يأتيه الملل والإحباط، ومن الممكن أن يدخل في دوامة الاكتئاب والشعور أن الحياة أصبحت قاسية أكثر من ما يجب وتبدأ النفس بالمحاسبة والشعور بالفشل وتأنيب الضمير على فرص انتهى زمانه، بل البعض يضطر أن يستسلم ويدع المحاولة؛ لأن شعور الفشل أصبح يقيناً، وأن الحياة حكمت عليه بذلك وهذا والله هو عين اليأس، أيضا الوعي المهم في هذه الدنيا أنها دنيا جُبلت على الكبد والنقص، وليست جنة الخلد، ومهما حاولت أن تجعلها كاملة لن تستطيع، وأن لو تمعنت قليلاً في حياتك لو وجدت كثيراً من الخير والنعم التي لو ذهبت لم تستطع حتى قراءة هذا المقال.
وكذلك استشعار كلمة (الخيرة) ولربما ما أغلق أمامك بابه لو حصلت عليه لكانت حياتك أكثر تعاسة من ما أنت عليه الآن، ولا وددت لو أنك بقيت على سابق أيامك لا نعلم أين الخيرة.
لنتمعن قليلاً بسيرة المصطفى ﷺ، في بداية بعثته كيف كان محارباً من كل الأماكن وحتى من أقرب الناس إليه، وكيف كانت خسارته عاش يتيماً، ونعت بالكذب وسحر وماتت زوجته وعمه، حتى إنه سمي بعام الحزن، واضطر أن يهاجر من بلده ومسقط رأسه، وكان طريق هجرته محاطاً بالمخاطر والمخاوف، ثم ماذا؟ عاد منتصراً وفاتحاً لمكة المكرمة، ونشر الإسلام في كل أصقاع الأرض، حتى بلغنا كاملاً مكملاً، وهذا نتيجة الصبر والكفاح.
وكنت مرة في مراسلة مع الدكتور عبدالله الغذامي، وقال لي كلمة بقت بوصلة لي في حياتي قال الدكتور (لا تستعجل النجاح ودع النجاح يأتيك حسب مواعيده لا حسب استعجالك له)، وهذا بالفعل مشكلتنا أحيانا نريد أن نصل إلى ما نريد بسرعة، وهذا مستحيل في هذي الدنيا والكل وصل إلى مقصودة بعد صبر وكفاح لفترة طويلة ولنا في سير الأنبياء أكبر دليل لذلك يجب أن نصبر ونثابر حتى نصل.
وكذلك بعد الصبر دائماً هناك بشرى وفرج، وهذا وعد رباني والوفاء سوف يأتيك من رب العالمين كاملاً مكملاً بدون نقص ولا حساب وكذلك وعد الله الصابرين كل خير (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، أي لا حساب للوفاء لا مكيال ولا ميزان.
أيضا يجب أن تتذكر أنك مأجور في كفاحك وعملك وصبرك في هذي الدنيا على الابتلاء والسعي خلف مطالب الدنيا وأن هناك حياة أبدية كاملة مكملة في الآخرة لا نقص ولا كدر ولا نكد (لهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (35) جعلنا الله وإياكم منهم.