( ١)
الإعلام علم واسع تقدم فيه الدراسات وتخصص الجامعات، له إمكانيات عالية ليخرج الإعلامي إلى ساحة العمل وهو يمتلك العديد من الأدوات، وأهمها : الثقافة وبعد النظر وقدرته على اختيار الخبر وصياغته.
وقوة الإعلام تبدأ من صياغة الخبر، وتنتهي بإدارة التفاعل حوله.
وبالإعلام تنتصر الجيوش، وتسود الدول، وتنتشر العقائد والأفكار.
( ٢)
نعتقد جميعاً أن القنوات الإعلامية الكبيرة هي مدرسة يحرص عليها كل إعلامي ومهتم.
و لديها من الإعلاميين والخبرات مايكفي لاختيار الخبر، وصياغته بشكل مؤثر، وإدارته بما يخدم رؤية القناة ورسالتها.
ومن الغريب أن نعتقد أن خبراً تافهاً يأخذ المحرر في صياغته عن خبر أهم، وإن كان خاطئاً في توقيته ووجهته، سيكون له وقع كبير وسيغير هذا الخبر قناعات ومواقف ومعتقدات جمهور القناة.
الهبوط في النظرة الإعلامية، إلى زوايا مظلمة في الخبر، لايعكس حرفية وقوة في الرسالة والوسيلة.
والخطأ الذي قد يقع فيه محرر الخبر لاشك يضر بصورة تلك الوسيلة الإعلامية، ويقلل من قوة طرحها.
وكل وسيلة معنية بإدارة الجودة، إذا أرادت أن تنافس القنوات الأخرى. فمن السهل أن تخسر جمهورك ومن الصعب أن تقنعهم بالعودة لمتابعتك.
(٣)
عندما تُصاغ الأخبار يؤخذ في عين الاعتبار أهمية الخبر وتأثيره وجمهوره، وتأتي صياغة الخبر خطوة ثانية لزيادة حدته وقوة تأثيره.
وعندما نرى قناة كبيرة تجنّد خبرة محرريها وطاقمها الكبير لتطرح خبراً مقتضباً عن تفاهة دون ما هو أكبر خطاً وفداحة ! فهنا لنا أن نتساءل أين تقع أهمية الخبر؟ وأين سيصل مدى تأثيره؟ وانعكاس ذلك كله على صورة تلك القناة وحرفيتها وقوة رسالتها الإعلامية.
في أي صورة خبرية هناك الكثير من التفاصيل، مما يمكن صياغة خبر عليه، وتأتي خبرة المحرر وقوة طرحه الإعلامي ليصيغ خبره وخبرته، وفي النهاية صياغة الخبر تبرز مهنية أو فشل محرره، الإعلام بحر كبير يمكن أن تغرق فيه أي سفينه مهما كبر حجمها. ويمكن أن ينجو منه قارب صغير.
بقلم : عبدالعزيز بن رازن.
كاتب ومحلل سياسي.