ضيفنا في هذه المقالة تتوق له النفوس ، وتنتظره وكلها شوق وحنين ، ضيفٌ يغيّر مسار حياتنا ، يجعلنا أكثر قرباً من الله ، إنّه شهر القرآن شهر رمضان ، شهرٌ يقودنا إلى التقوى كيف لا وهو يربينا على حفظ الجوارح ، يربّينا على الإخلاص بحيث لا نأكل ولا نشرب حتى لو كنا في مكان تغيب عنه الأنظار ، وهذه الحكمة من الصيام يجعلنا نعيش مع التقوى . قال تعالى ؛( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) سورة البقرة.
فمرحباً بشهر الخيرات شهر البركات ، فالمؤمن يشتاق لهذا الشهر لما فيه من الأعمال الصالحة ، ففيه الإمساك عن الأكل والشرب والجماع في نهاره عبادة وطاعة لله ، وفيه الإكثار من قراءة القرآن بل إنّ بعض السلف كانوا يتركون القراءة من الكتب ، ويعكفون على قراءة كتاب الله ويكثرون، لأنّ هذا الشهر شهر القرآن .
قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة البقرة .
وفيه إفطار صائم .
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجره شيء) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وفيه صلاة التراويح وقيام الليل عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: ( مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) متَّفق عليه..
وفيه ليلة خير من ألف شهر قال تعالى :(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
وغيرها من الأعمال الصالحة، فاجعلوها نُصب أعينكم ، بأنّ هذا الشهر فرصة ذهبية لكل مؤمن ، فعلينا أنْ نُبادر قبل أنْ نُغادر .
قال أحمد شوقي :
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لهُ
إنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وثواني
فارفع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذكرها
فالذكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
أسأل الله أن يوفقنا إلى صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً إنّه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام أجمل ختام.