إن كان ما يشدّنا إلى متابعة مباريات كرة القدم هو تواجد النجوم الذين ينثرون إبداعاتهم فوق المستطيل الأخضر فإنَّ خلف المايكرفون أيضاً وفي (كابينة التعليق) تحديدًا نجومًا أخرى لا يقلّون أهميةً عنهم ووالله إنَّ بعضاً منهم وبفضل ما وهبهم الله من صوتٍ مميز وقدرةٍ على الارتجال في الإلقاء وانتقاء المفردة المناسبة يضيفون إلى الحدثِ تشويقاً ومتعةً وجمالًا يسرقون به الأضواء من نجوم الملاعب ، فإن كان أولئك يسحرون أعيننا وهم يداعبون الكرة بأقدامهم فإنَّ هؤلاء يطربون آذاننا بجمال وصفهم وتعليقهم على ما نشاهده ، يضيفون جمال الكلمة إلى جمال الصورة فيخرجون لنا لوحاتٍ جميلةً أشبهُ بتلك التي ترسمها ريشة (ڤان جوخ وبابلو بيكاسو) ، من هؤلاء - وهم قِلّة - ذلك الشاب المبدع (عامر الخوذيري) .!
إن كنتَ من أولئك الذين يحكمون على الأمور من ظاهرها فإنَّ هذا الشاب الذي يبدو هادئاً ساكناً سوف يخلف كلَّ ظنونك ، (عامرٌ) هذا يعرف قبل غيره أنَّ لكلِّ مقامٍ مقال ولكلِّ حالٍ حال فبمجرّد دخوله إلى كابينة التعليق حتى يتحول ذلك الهدوء إلى مهرجانٍ صاخبٍ مشوِّق يرقص طرباً على وقع كلمات هذا المبدع .!
عامر الخوذيري وفي كلِّ لقاءٍ يعلّق عليه يؤكِّد لنا حقيقةً يجهلها الكثير من المعلقين وهي أنَّ التعليق الرياضي موهبةٌ ربّانية قبل أن يكون صَنعة ، شأنه في ذلك شأن الشعر والغناء والكتابة إذ لا يمكن أبداً أن تصبح شاعراً أو كاتباً لمجرد أن دعاكَ (أحدُ أقاربك) أو (معارفك) لكي تكتب في الصحيفة التي (يملكها) .!؟
لم أكن يومًا أنحاز إلى أحدٍ أيّاً كان ، وحدُها (ذائقتي) التي (أجلّها وأحترمها) كثيرًا هي التي تقودني ، سلّمتُها (قلمي) وأخذت منها عهداً ألاّ تكتبَ به إلاّ ما تؤمن به ، وهاهي الآن تكتبُ بهذا القلم عن (عامر الخوذيري) لأنها آمنت به معلّقاً رائعاً سيشق طريقه بإذن الله إلى قمّة التعليق الرياضي التي لم يبقَ على رأسها سوى قِلّة قليلة ممن يستحقون البقاء .!
أخيراً ، إذا أردتَ أن تبحث عن (لمسة الإبداع) فتعال معي لنشاهد سويًا تلك (الخلطة السرية) التي يضيفها (عامر الخوذيري) في (مطبخِه) إلى كل تلك (الوجبات الشهية) التي يقدمها لمشاهديه على قنوات (بي إن سبورتس) .!!