ألصق بعض مؤرخي التاريخ الحديث والمعاصر من الغربيين ومن تتلمذ على أيديهم من العرب مشارقة ومغاربة تهمة غزو الجيوش الخارجة من مصر ونسبتها لمصر الإقليم تجاه بلاد الشام وجزيرة العرب وغيرها
وخصوصا قبل قيام الجمهورية عام ١٩٥٢م وتغيير النظام الملكي.!!
والملاحظ أن هذه التهمة غير الصحيحة انحسرت في فترة استيلاء محمدعلي باشا الألباني وانفراده بالحكم في مصر بدعوى انتخابه من العلماء والأهالي تابعا للدولة العثمانية عام ١٨٠٥م بدلا من خورشيدباشا ثم استقلاله عن الدولة العثمانية على حد معرفة كاتب السطور..!!
وقاريء التاريخ الحديث لايخفى عليه كل الأسروالممالك ( الملكية ) التي حكمت مصر بعد ضعف الدولة العباسيةوتواري سلطة الخلافة العباسية .وهذه هي الأسر الحاكمة في مصر منذ القرن التاسع الميلادي وحتى مطلع القرن السادس عشر الميلادي على التوالي
• الطولونيون (868-905م)
• الإخشيديون (935-969م)
• الفاطميون (969-1171م)
• الأيوبيون 1171-1250م
• المماليك 1261-1517م
فكانت كتب التاريخ تنسب غزوات هذه الدول المتعاقبة(غير المصرية) وحروبها ضد جيوش الدول الغازية لمصر والأقطار التي تتبع لها وإلى هذه الأسرالحاكمة دون ذكر لنسبتها إلى مصر ..!
إلى أن جاء حكم محمدعلي باشاالألباني لمصر وخلفاؤه من بعده التي سماها (مصر الحديثة) فبرز إصطلاح الحملات المصرية على جزيرة العرب وبلاد الشام وغيرهما تاريخيا من قبل مؤرخي المرحلة.!
مع أن محمدعلي باشا كان واليا ومن خلفه للدولة العثمانية ولم يقم بحروبه وخصوصا ضد الدولتين السعودية الأولى والثانية في أقاليم الحجاز ونجد وعسير وحربه في المورة واليونان .إلا بأمر من السلطان العثماني حتى وإن كان ذلك قد وافق هدفا توسعيا لدى محمدعلي باشا ومن خلفه ..!
والسؤال المتبادر لكل متابع .هل كان محمدعلي باشا وأسرته(العلوية) التي حكمت مصر مصريون. ؟!
فالجواب بداهة لا !
ومن يعرف تاريخ محمدعلي باشا يعلم انه لايتحدث العربية واستعان باللغة التركية في حكمه لمصر وكذلك أبناؤه إبراهيم وطوسون ..!
ومن يعرف كيف كانت نهاية هذه الأسرة وجلاء آخر ملوكها عن مصر في عام ١٩٥٢م يعني كماأشرنا آنفا.
وقد سبق أن أشرت لذلك إبان عملي التربوي للجهات ذات العلاقة بالمناهج المدرسية في مادة التاريخ في وزارة المعارف وتم بحمد الله الأخذ بما أشرنا إليه عام ١٤٠٥ للهجرة.
و مصر على طول تاريخها القديم والوسيط كانت عرضة لسيطرة الحكم بواسطة الجيوش الأجنبية الغازية والمستعمرة عدا فتحها الإسلامي وانضمامها لدولة الخلافة الراشدة والدولة الأموية والدولة العباسية كقطر عربي إسلامي..!
والمستغرب أن يقع بعض مترجمي الكتابات التاريخية الأجنبية المختصين في التاريخ تبني تلك التهمة غير الصحيحة ونشر ذلك في مؤلفات عربية سيارة ..!
وإن عارض بعضهم وجهة نظري هذه فما قولهم عن الجيوش البريطانية الجرارة التي خرجت من مصر بقيادة الجنرال اللنبي وغيره لاحتلال فلسطين والقدس الشريف وطرد العثمانيين منها عام ١٩١٨م ؟!
فهل يمكن أن نقول عن هذه الجيوش جيوشا مصرية لأن مصر كانت تخضع للاستعمار البريطاني (١٨٨٢___١٩٥٤م).؟!
لذلك أرجو ممن يعنيهم الأمر إعادة النظر فيما كتبوه ونشروه والعودة عن الخطأ ديدن العقلاء.