استقبلت بعظيم امتنان مبتهجا بإهدائي ديوان الشاعر الشاب الأستاذ عبده إبراهيم بلغيث القوزي..وكنت أترقب صدوره بكثير من التفاؤل(ط/ ١٤٤١/ ٢٠١٩م) رغبة في احتلال هذا الديوان المكانة التي يستحقها على بيدر الشعر العربي الفصيح.!
جاء اسم الديوان اسما شاعريا(من طرف خفي) _عنوان إحدى قصائد الديوان_ . يتطابق مع دماثة خلق الشاعر المعروفة لدينا .على الرغم من بوحه الصريح الصادح بمشاعره في مجمل نصوص قصائد الديون .!
وفي سيرة الشاعر الذاتية التي جاءت خاتمة الديوان ..غاب تاريخ ميلادالشاعر (وهو الثلاثيني عمرا الذي شهدت له والتفت عليه المحافل).وكانت مؤهلاته بالمراكز المتقدمة التي حازها الشاعر في المسابقات الشعرية على مستوى الأندية الأدبية والجهات الثقافية العديدة التي شارك فيها فهي التي كانت جواز مرور لقناعة مؤسسة روائع إبداعية للنشر والتوزيع بالتعاون مع إدارة ملتقى الإبداع الأدبي بمنطقة جازان اللتان تبنتا الديوان وتولتا طباعته مشكورة .
# وحوى الديوان ثلاثين قصيدة مضبوطة بالشكل على بحور الخليل تنوعت مواضيعها المختارة بعناية ملحوظة
#ومن نص خص به صفوة الخلق عليه الصلاة والسلام قال فيه:
ياصفوة الخلق ياخير الأنام، ويا
أجل من فوق هذي الأرض قدعبروا
صلى عليك إله الكون ماديم
تعانقت ،وهمى من جوفها مطر.
# وتغنى الشاعر بوطنه الكبير المملكة العربية السعودية.وللمدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) وبمحافظته القنفدة وبمدينته القوز مسقط راسه ومقر سكناه وجدة وجازان اللتان هام بهما .وفي ذلك قال:
للوطن:
وطني أحبك من سمائك للثرى
وهواك سافر في العروق وأبحرا
ياموطن الحرمين دمت منارة
تهفو لقبلتك المدائن والقرى.
ولمكة والمدينة:
حائي ل(مكة)،(للمدينة) بائي
فهما ربيعي في الهوى وشتائي
منذ استجال الحب بين جوانحي
وبخاطري(أحد)و(غار حراء).
ولمحافظته القنفدة :
إن كان حسن الغواني شاب من كبر
(فالقنفدا)حسنهاالوهاج لم يشب
لو رتبت أجمل الشطآن في بلدي
تبوأ(القنع) أعلاها من الرتب.
ومن نص آخر:
يامن تساءلت عن تاريخ (قنفدتي)
بسمل وقم قارئا في أقدم الكتب
طافت عليها عصور وهي شامخة
وعصر (آل السعود) عصرها الذهبي.
ولمدينته القوز:
بعينيك لي بحر وشط وساحل
وأودية خضر وبيد قواحل
إليك رحاب القوز معزوفة النوى
يمازجها من ديمة الشوق وابل .
ولجدة عروس البحر الأحمر :
طافت عليك قرون الدهر راكضة
وانت فياضة بالحسن والحور
فالكون عنك روى تاريخه ذكرا
وقبر (حواء) أمسى أعظم الذكر.
ولجازان الشعر والفل :
جازان آراء الغرام أتت
الآن لي تتساب في رأيي
قلبي لحسنك بات ممتثلا
وجوارحي للأمر والنهي.!
# واعتزازا بلغته العربية الفصحى تحدث بلسانها
فقال:
حزت البلاغة والفصاحة كلها
وكم ارتوى من أنهري ظمآن
هذي ينابيع الضياء تدفقت
مني ،ونبع جلالتي(القرآن).!
# ورثى الشاعر أمه بنص يفتت نياط القلب ومنه:
تولت فشق الحزن من بعدها صدري
وفاض الأسى دمعا أحر من الجمر
وأما ثلاثيني تولى ربيعها
فصرت كأني في الثمانين من عمري.!
#كما رثى شيخ النحاة العرب البروف عوض حمدالقوزي أستاذ النحو والصرف بجامعة الملك سعود الذي وافته المنية إثر حادث سيرمروع .
فقال:
حمى تهامة ،هل زلزلت زلزالا
أم حمّلتك المنايا اليوم أثقالا
قدمات شيخ نحاة العصرأجمعهم
لذا لبست من الأحزان سربالا.
نصب التماثيل_شرعا_لو أجيز لنا
كنا نصبنا لع في (القوز)تمثالا.
# وبرا بوالده قال الشاعر:،
أبتي ،ومن رفع السماء بلا عمد
الروح أنت وما أنا إلا جسد
للناس ماصنعت يميني طيبا
إلا وقيل : الشبل من ذلك الأسد.!
# الديوان مليء بالصور الشعرية باذخة الجمال دلقها الشاعر الشاب بلغة شاعرية مموسقة بعيدة عن التكلف والتقعر مما يبشر ببزوغ شاعر تخطب وده المنابر .