في عصر تطور التكنولوجيا السريع، قد يثير هذا التقدم تخوفًا لدى البعض، من تأثيره على حياته بشكل سلبي. ومع ذلك، يبدو أن الخوف الحقيقي يكمن في عدم القدرة على فهم الى أي حدود يؤثر هذا التقدم التكنولوجي. من الضروري أن نلقي نظرة داخلية على أنفسنا ونركز على قدراتنا وإمكانياتنا الإنسانية الحقيقية لنعرف أننا نحن المؤثرين. ويمكن لهذا التقدم والتحول في التكنولوجيا، أن يختصر الكثير من الجهود، مما يتيح لنا التفرغ للتقدم بخطوات زمنية، نحو خلق افاق فكرية ومعرفية عميقة، واكتشاف قدرات إنسانية جديدة في مساحات الحياة الواسعة.
يمكن للأطفال أحيانًا أن يبالغوا في تضخيم الصعوبات التي تواجههم، ويشعرون بالخوف والتوتر حيالها، حتى لو كانت بسيطة. بينما يمكن للبالغين - الذين لديهم خبرة أو منظور أوسع - أن يقدروا الوضع بشكل أفضل ويجعلون الأطفال يدركوا أن هذه المشاكل ليست كبيرة ويمكن التعامل معها بسهولة، ويتطلب الوضع فقط معرفة ووعي وتشارك الموضوع مع غيرهم. إذ أن غيرهم قد يملكون مجموعة واسعة من الحلول الممكنة لتلك المشكلة، وبالتالي لا يشعرون بالقلق الزائد بشأنها. لذا، بالفعل، يمكن أن يكون هناك تحول في تفكير البالغين ليشبه تفكير الأطفال في بعض الأحيان، حيث يمكن أن يضعوا أمورًا صغيرة في غير مكانها الصحيح، مما يفقدهم حفاظهم على تقديرهم للأمور الكبيرة والمهمة. في الواقع، يمكن أنه عندما يشكل الإنسان مفهومًا عن شيء ما، يشكل هذا المفهوم تحديًا حقيقيًا أو عائقًا له في حياته.
تعليم المهارات المادية بمفردها يمثل تحديًا حقيقيًا، إذ يجب علينا أن ندرك أن المعرفة ليست مقتصرة على الجوانب الفنية والمادية فقط. فهناك أيضًا جوانبٌ روحية وأخلاقية للمعرفة يجب مراعاتها. عندما يتم تجاهل هذه الجوانب ، يمكن أن يكون لذلك تأثيرٌ سلبي على قدرة الفرد على استخدام المعرفة بشكل إيجابي ومسؤول.
ينبغي علينا أن ندرك أهمية تحقيق التوازن بين جوانب المعرفة فإذا أغفلنا أحدهما على حساب الآخر، فسنكون قد ارتكبنا خطأً كبيرًا. إن الجمع بين الجوانب الروحية والمادية من المعرفة يساعد في تطوير شخصيات متوازنة ومسؤولة، مما يمكنهم من تحقيق النجاح بشكل شامل في مختلف جوانب الحياة.
اعلمه الرماية كل يومًا... فلم أشتد ساعده رماني .
يستخدم عندما يخون المتعلم، لكن الحقيقة أنه خطأ المعلم وليس المتعلم حيث علّمه جانب المعرفة المادي ولم يعلمه الجانب الروحي بالإضافة إلى وضوح توقف المعلم عن تطوير معرفته والا لما استطاع المتعلم القيام بفعلته
هذا التحول الضخم في ميدان التكنولوجيا يُظهر بوضوح تطور القدرات الإنسانية، إذ يأتي ليخدم جميع فئات المجتمع في حياتهم اليومية. ليس من الضروري أن نكون متمرسين جميعًا في مجال التقنية الرقمية، فهناك خبراء متخصصون يتولون تلك المهمة بمهارة وإتقان. المهم أن نحتفظ بغنائنا الوجودي وثرائنا البشري، ونحافظ على إنسانيتنا الفكرية والمعرفية وارواحنا النبيلة، ونستفيد من هذه التحولات السريعة والمستمرة لنقل حياتنا إلى مستوى أفضل.
إن التوازن بين التقنية والمعاني الإنسانية يشكل أساساً أساسياً لتقدم المجتمع واستدامته. يجب أن نعترف بأن التكنولوجيا ليست هدفًا في حد ذاته، بل أداة لتحقيق أهداف الإنسانية. ينبغي لنا أن نضع الإنسان ومصلحته في صدارة اهتماماتنا وأن نضمن أن التقنية تخدم الجميع بطريقة عادلة ومستدامة.
لذا، فإن تحقيق التوازن بين التقنية وطموح مخترعيها يتطلب التفكير العميق والتحليل الدقيق، ويتطلب التعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. إنها مسؤولية جماعية نتحملها جميعًا لضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة تعزز الإنسانية وتسهم في بناء عالم أفضل للجميع.