نجد العذية وعاليتها العذبة .. ما ادراك ما نجد ؟! ما أدراك ما عالية نجد ؟!الطبيعة العذية ، وجهابذة الرجال النقية .
تقع في منتصف الجزيرة العربية . متنوعة التضاريس ، مختلفة الجغرافيا ، متعددة الطرق ، منبسطة الطبيعة ، شاسعة المساحة ، واسعة المنكبين ، متعددة القبائل والحاضرة ، والعوائل المحترمة ذات ذكر غير خامل . أغلب جبالها جيرية . يتوسطها الدرع العربي معروف بندرة المياه وانبساط أرضه ، ومخزون ثرواته المعدنية . معادن متعددة ومتجمدة ومتنوعة ومختلفة . غائص بأحشاءه معادن نفيسة . مما أورده الواقدي " نجد الأرض المرتفعة الفاصلة بين اليمن وتهامة ، وبين العراق والشام ، فاليمن وتهامة أعلاها ، والعراق والشام أسفلها ، وأولها من ناحية الحجاز ذات عرق " وذات عرق ميقات أهل العراق وما وراءه . نجد ونعوته المكان والإنسان . تسمو بشرف المسمى الإنسان والمكان ، ومنها نجد العذية ، ونجد مدارج الخيل ، ونجد جسام العيس ، ونجد الحسام ، ومضارب القوة ، ونجد موطن الريم ، ونجد حسن الطرفين ( البادية والحاضرة ) ، ونجد العزيمة ، وقوة الشكيمة . تنعت بالعذية في طبيعتها وأجواءها ومنتجاتها ، ونقى هواءها ، وصفاء البشرة ، وتكوينها الاجتماعي ، ونجد العذبة في قيمها وأخلاقها، وعلو الهمة ، وسمو التفاني ، وتعد في قلب الجزيرة العربية التي تقع في وسطها مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعوديةالعظماء العاصمة الزمنية أو السياسية ، ومقر الجنادرية الثقافة والأدب ، والرياضة والفروسية ، والفكر ، والفنون المحلية ، والعرضات الشعبية ، وبها محافظات منطقة الرياض الذكية ، ومنها محافظة الدوادمي الجميلة الزكية . تقع وسط عالية نجد غادة نجد وعاليتها ، ودرة المحافظات ، ودبي السعودية ، ومعدن القبائل الأصيلة ، وعمق التاريخ ، والزمان السحيق من عصور ضاربة القدم ، ودواءً الآدمي . محافظة فيما سبق واحة من الواحات الزراعية البسيطة متناثرة على جانبي واديه ، وشعابه . تتباعد ، وتتقاطع ، وتتقارب فيمابينها ، وتلتحم إيضاً ، وتتراص صفاً واحد مشكلة واحة وحقول زراعية خلابة .
أخترقها الطريق العام مكةالمكرمة/ الرياض قبل عشرات السنين ، وأول طريق يربط العاصمة الروحية بالعاصمة السياسية " مكة المكرمة بالرياض الفاخرة " ، واعطاءها ميزة عنّ سائر نظيراتها من المحافظات . استراتيجية إقتصاديات الطرق ووفوراتها ، ودفع بعجلة حركة خدمات المسافرين من محطات وقود المركبات وورش ومراكز صيانتها ، ومطاعم ومشارب ، ومحلات التموين والمواد الغذائية ، والمقاهي وغيرها . خلق فرص عمل ، وانتعاش المعيشة المحلية ، واقتصادياتها ، والمكاسب التجارية ، ومعراج التنمية بشطريها تنمية المكان ، وبناء الإنسان نحو افاق رغد العيش والاستقرار والأمن بمؤازرة الدولة ، والبذل السخي من قبل الدولة اعزها المولى بالنصر والتمكين ما وسعها المسعى ، والتغيرات الاجتماعية السريعة في ظل الدعم الحكومي بالدعم والمؤازرة المستمرة من قبل الحكومة الرشيدة بزغت المحافظة في كل مجال من المجالات المختلفة ، وتوافق حاضرة وبادية المحافظة في تغليب المصلحة العامة فيما ينفع المكان والإنسان ، واستقطاب الكثير من والبوادي بالسكن فيها ، ومن رجال الأعمال ، وأصحاب الصنعة والحرف حتى أصبحت محافظة الدوادمي نموذج فريد متميز عن سائر المحافظات ، وفرضت وجودها حساً ومعنوياً . تزاحم امهات المدن الرئيسية بالعمران ، والحركة العمرانية ، والكثافة السكانية ، وتتوسع يوماً بعد يوم متبحولة بالمباني ، والكتل السكانية ، والمناشط التجارية ، والأسواق المركزية على أديمها .
معالم نجد وحدودها كمايلي :
من الشرق الدهناء ، ومن الغرب ميقات ذات عرق وركبة ( شرق وادي العقيق بالطائف ) المعروف بشفاء نجد أو المحازة ، وقال الواقدي: أولها من ناحية الحجاز ذات عرق ، قال السكري: حد نجد ذات عرق من ناحية الحجاز تدور الجبال معها ، وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة حجاز كله . من الشمال سواد العراق ( عرنون الرافدين ) ومشارف الشام ، ومن الجنوب أطراف جبال عسير والربع الخالي .
نجد عموماً عبارة عن هضبة في قلب الجزيرة العربية . الأنظار تتجه نحو نجد والحجاز قديماً وحديثاً ، وقبل وبعد الإسلام . جاورها شمالاً أرض الكنانة والشام ، وبغداد ببغددتها حضارة وثقافة الرافدين ، وكلها ارض وجهي عملة واحدة الأدب والصراع الاجتماعي ، ففي الحجاز عكاظ معلم من معالم الثقافة والأدب ، وفي نجد اليمامة معلم من معالم التاريخ والأنساب واشاوس الرجال ، وفي العراق المربد الشعر وأدابه ، وفي الشام الصالونات تاجها وعمودها الشعر ونظمه .
لا حدس قد لايكون لدى البعض علمٌ أن نجد مهد حضارة ، وعلم وأدب ، وموطن لكثير من العلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين ، وموثقي الأنساب قديماً وحديثاً منها خرج قواد الجهاد والفتوحات ، ومخمدي فتن الخلافتين الأموية والعباسية .
نجد موطن ممالك قديمة ، وقبائل عريقة ككنده وتنوخ ، وطسم وجديس ، وبني حنيفه ، وبني تميم وهوازن ، وغطفان وطيء ، وبنو عامر وغيرهم .
انجبت فحول الشعراء لا شك في ذلك تحقيقاً ، ومنهم جميع شعراء المعلقات ورموزها.
قال ياقوت الحموي : لم يذكر الشعراء موضعاً أكثر مما ذكروا نجدا ، ولم يتشوقوا لأرض كما تشوقوا لأرض نجد .
فامريء القيس عاش بين الدخول جنوب عالية نجد وضرية شمال عالية نجد .
وطرفة بن العبد البكري في يبرين
وحكيم الشعراء زهير بن ابي سلمى من ضرية قرب الدوادمي .
ولبيد بن ربيعة العامري من جنوب عالية نجد عرق سبيع ، والحارث بن عباد فارس حرب البسوس وسفير المصالحة بين تغلب وبكر من الضبيعه في الخرج .
وعنتره بن شداد العبسي من عيون الجواء .
وعمر بن كلثوم من السر .
والحارث بن حلزه اليشكري من ملهم ( وادي العرض ).
وصناجة العرب أعشى قيس من منفوحه .
والنابغة الذبياني من وادي العقيق ( وج ) .
والشاعر الجاهلي علقمة الفحل من ثرمداء ( الوشم ).
وعبيد بن الأبرص الأسدي من النبهانية .
والمتلمس الضبعي من القرينه بالقرب من حريملاء .
واثيثيه هي منازل جرير ، ودفنت زوجته في جلاجل .
والفرزدق من دومة الجندل .
وابن دمينه عبدالله الأكلبي من تثليث ، وهو الذي قال أشهر قصيدة في نجد ومنها :
ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجدا على وجد
رعى الله من نجد أناس أحبهم
فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودي .
والحطيئة من الزلفي ثم بنبان بجوار الزبرقان بن بدر ثم الوسيع بجانب بنو أنف الناقه .
والشاعر الراعي النميري من ضرماء
وذو الرمة عاش بالدهناء
ومالك بن الريب بين القصيم واليمامه .
ويحيى بن طالب من البره ، ومازالت آثار قصره بها ، وذكر في قصائده قرقرى ( وادي البطين ) .
هذه نجد من لا يعرف نجد خرجت جهابذة رجال التاريخ وعلماء الشرع والفرع ، ورجال القانون والكانون ، ورجال الأعمال والإعلام ، خرجت رجال علم وفن من شتى الحقول وفحول الشعراء .
دام عزك ياوطن ودامت قيادته الرشيدة للدين والوطن بالنصر والتمكين .
بقلم/ خالد بن حسن الرويس