ويحتفي العالم بأم اللغات لغتنا العربية المقدسة في اليوم ١٨ من شهر ديسمبر من كل عام .
وحري بنا نحن أبناؤها العرب والمسلمون أن نستذكر أهمية لغتنا فهي هويتنا التي شرفت وشرفنا بنزول القرآن الكريم بها فاكتسبت العالمية فما من مسلم اعجمي اهتدى إلا كان عليه أن يتلو كتاب الله الكريم بهافيستعرب بها وهي لغة كاملة ولغة الحضارة والإنسانية.
ومن حقائق العربية أنها لغة أهل الجنة كما أفتى بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله
وتصنف انها ساميّة لدى بعض علماء اللغات وهوالنسب الذي تتشارك فيه مع (العبرية)لغة يهود ومع(السريانية)التي كُتب بها الإنجيل لدى النصارى ومع (الأمهرية) ومع(السواحلية والحبشية)في شرق إفريقيا ولكن كل هذه اللغات وغيرها ماتت أو في طريقها للزوال وبقيت العربية وستظل قوية منتشرة وإن كانت تحتل المرتبة الرابعة بين لغات العصر الحديث . و من أهم سماتها العلاقة الحميمية بين الصوت والمعنى في كلماتها وهي علاقة طبيعية وعفوية على العكس من اللغات الأخرى!
و العربية الفصحى هي صاحبة أضخم معجم لمفرداتها إذ قدّرها الخليل بن أحمد الفراهيدي ب(12 مليون و350 ألف مفردة مستعملة ومهملة) بينما اللغة الإنجليزية الباقية على سبيل المثال في معجم أكسفورد ب(850 ألف مفردة) والفرنسية حُصرت مفرداتها ب(400 ألف) وتتميز العربية عن غيرها بالإبانة والوضوح بينما الإنجليزية والفرنسية يشوبهما عدم الوضوح ودقة المعاني في الكثيرمن مفرداتها..! والعربية تتميزبأصواتها ال(31) صوتاً التي تخرج من أبعد مدرج لها بالجوف بينما الإنجليزية قُدِّرت أصواتها ب(من 46 -48 صوتاً لكن مدرجها الصوتي قصيرلايتجاوز 5 سم..!!
والفرنسبة قدرت أصواتهاب(44 صوتاً ومدرجها لايتجاوز 4سم)..!!
لذلك تتميزالعربية بالوضوح عن غيرها ..!!
و ثراء ميزانها الصرفي ولا تقارن بغيرها !
و مقارنة مع الإنجليزية :
فلا توجد كلمة واحدة في الإنجليزية تُنطق كما تكتب ومثال ذلك كلمة(is)تكتب هكذا وتنطق (إز)
وكذلك تصريف الأفعال: ومنها(go) وتصريفها(went) ثم (gon)
بينما تصريف العربية للفعل الماضي (ذهب) على سبيل المثال نقول (يذهب)في المضارع وفي الأمر(اذهب).!
وحتى الأمم المتحدة وجدت إشكالية في كتابة القرارات الصادرة عنها عند ترجمتها للعربية وذلك لعدم وضوح مترادفات اللغة الإنجليزية ولذلك لجأوا إلى صنع لغة جديدة سموها(الإسبرانتو)لتدارك عدم الوضوح في اللغتين الإنجليزية والفرنسية. ولإدراك الغربيين لتميز مفاهيم العربية أقدم الأمريكي (بونيفيل) إلى اختراع الكتابة الصوتية تقليداً للعربية عام 1932م ولكن الإسبرانتو ماتت والكتابة الصوتية لحقت بها..!!
ومما يلاحظ أن إبراز خصائص وسمات ومزايا اللغة العربية والرفع من شان هذه اللغة قد جاء على يدي بعض المسلمين (العجم ) كسيبويه وابن جني إذا استثنينا العربي الخليل بن أحمدالفراهيدي ...!!!
وغني عن البيان أن لغتنا العربية خلّدت بيانا ووضوحا بكتاب الله الكريم المعجزة النبوية الكريمة مثل قوله تعالى :(علمه البيان) الرحمن آية٤
و(بلسان عربي مبين)الشعراء آية ١٩٥
لذلك كله فلنحرص على لغتنا في التحدث والكتابة والتعامل مع غيرنا ففي ذلك عزة لنا والا تطغى عوامل التمدن الحديث والعولمة فتذوب شخصيتنا العربية المسلمة في ثقافات وافدة ففي لغتنا المرونة للتعامل مع المستجدات الحضارية ومن العيب إعوجاج لساننا عن استقامته.
وصدق حافظ إبراهيم (شاعر النيل) حين قال ممتدحا لغتنا العربية:
وَسِعْـتُ كِتَـابَ الله لَفْظَـاً وغَايَـةً.. وَمَـا ضِقْـتُ عَــنْ آى بــهِ وَعِـظِـاتِ
فكيـفَ أَضِيـقُ اليـومَ عَـنْ وَصْـفِ.. آلَـةٍ وتنسيـقِ أَسْـمَـاءٍ لمُخْتَـرَعَـاتِ
أنا البحرُ فى أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ.. فَهَلْ سَأَلُـوا الغَـوَّاصَ عَـنْ صَدَفَاتـى؟.