لا شكّ أن الإنترنت صار جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية من خلال استخدامه في التعليم والترفيه والبحث عن الوظائف أوالمعلومات، لذا قد صار ضرورةً ملحة، وقد أصبح بإمكاننا اليوم أن نقول أن من لا يستخدم الإنترنت الآن يعتبر أميّاً بعد أن كان الأميّ هو من لا يقرأ أو يكتب.
كما للإنترنت إيجابياتٌ جمّة إلا أن سلبياته كثيرة ووجوده في حياتنا قد أفرز مصطلحاتٍ ومفردات جديدة، ومن هذه المصطلحات "التصفح العشوائي" وكما يرد في لغته الأساسية "wilfing ", حيث يعتبر التصفح العشوائي على الإنترنت مشكلةً حقيقّة، إذ يصفُ حالة مستخدم الإنترنت عندما يقضي وقتاً طويلاً من الزمن على حاسوبه أو جهازه الخلوي دون هدف أو غايةٍ محددة.
أظهرت إحدى الدراسات الأخيرة أن مستخدمي الكمبيوتر يضيّعون تقريباً يومين في الشهر على الإنترنت، حيث أكّد جميع المشاركين في هذه الدراسة أنهم يتشتتون أثناء تواجدهم على الإنترنت معظم الوقت، وينسون الهدف الحقيقي لاستخدامه بعد دقائق، خاصّةً أولئك الذين يعملون أو يدرسون على الإنترنت.
أظهرت الدارسة أيضاً مدى خطر الإنترنت على العلاقات الاجتماعية خصوصاً عند المراهقين الذين يقضون ساعاتٍ متواصلة أمام شاشات الحاسوب، مما يؤثر بشكل سلبي على تواصلهم مع أفراد أسرتهم أو حتى الأقران، وبالتالي يصبحون أكثر عرضةً للجدالات والخلافات مع العائلة أو الأصدقاء، وهذا ما يخلق جواً من التوتر والقلق.
من ناحية أخرى، هناك بعض المراهقين الذين يعون أهمية الوقت، فلا يصرفون وقتاً طويلاً على الإنترنت بل يخصصون له وقتاً بعد الانتهاء من الدراسة. على الرغم من أن الإنترنت جعل العالم أفضل، لكننا لا ننكر أننا يجب أن نكون أكثر وعياً للآثار السلبية له على الناس عموماً والمراهقين والأطفال خصوصاً. لذا من المفترض ضبط حدود الوقت لاستخدام الإنترنت أو حتى لعب ألعاب الفيديو أو عند التصفح من أجل الحصول على المعلومات، لأن تنظيم الوقت يجعل الإنسان أكثر نجاحاً في الحياة.