تكملة المقال السابق خرجنا من النطاق الإداري أقصى الغرب منطقة الرياض ، وأقصى الجنوب الشرقي منطقة المدينة المنورة غرب عالية نجد . متدرجون بين نطاق منطقتي الرياض ، والمدينة المنورة . ما أجملها من أديم ارضهما والطبيعة والقرى والمراكز والنواحي ، واصفوا مشاهداتنا عنها ، واكتمال المرافق والخدمات بهما . أكثر ما أسعدنا ، وما رأيناه بالعين المجردة ، وما سمعناه ، وما وقفنا عليه من آثار ، ومعالم ، ومنجزات تنموية أثناء الجولة على الطبيعة ، وغيرها ، ومشاهدة سمو الإنجاز السعودي في التنمية بتلك المراكز والقرى تنمية المكان ، وبناء الإنسان نحو يوم أفضل من أمسه ، وغداً أفضل من سابقه . تشكر الدولة على بذلها السخي في جوانب التنمية ، ونواحي التنوع في المرافق الخدمية . تنوع ونقلة نوعية التنمية بطرفيها الإنسان والمكان من أجل جودة الحياة ، والشكر موصول لأمانتي الرياض والمدينة المنورة ممثلة في بلديات تلك النواحي ، والمراكز جهود تذكر ، فتشكر ، ونكرر الشكر لأهالي نطاق الزيارة أو الجولة بتلك النواحي ، والقرى أفراداً وأعيان ووجهاءه مجتمعين ، ومنفردين لهم منا بالغ الشكر والتقدير على حسن الاستقبال والضيافة ، والإرشاد بالمعلومات القيمة عن كل ما يفيد أعضاء الرحلة .
انطلقنا فجر صبيحة يوم الثلاثاء نحو النطاق الإداري لمنطقة مكة المكرمة . دخلنا نطاق مكة المكرمة عبر طريق صحراوي ( بر ) متوجهين لأقرب ناحية لأم الدوم مورد ماء قديم ومحطة قوافل الحج القديمة التّي تأتي من بلدان المشرق ، وما وراء الخليج العربي ، وشاهدنا أثناء سيرنا قرى شاحبة . تفتقد التنمية ، وأبسط خدمات البلدية البسيطة تابعة أمانة مننطقة مكةالمكرمة . تسأل البعض بين أعضاء الرحلة من أين تبداء التنمية من القرية أو المدينة أخبرتهم عن دورة خارجية أخذتها بسويسرا عن التنمية المحلية ، ومايطرحه اساتذة علم التنمية ، ومحاضري التنمية المحلية من أين تبداء التنمية ؟ يجمع علماء التنمية . تبداء من الأطراف القرية ، وأطراف الدولة الحدودية ، وتعرف قوة الدولة ، وضعفها من خلال القرى ، والشيء بالشيء يذكر حينما ترأس الملك الصالح التقي النقي / خالد بن عبدالعزيز أول جلسة لمجلس الوزراء بعد مبايعته ملكاً للبلاد ، وجه ان تكون خطط التنمية متوازنه . يكون الداخل المملكة من جميع الجهات الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب لا يفرق بين المديشنة والقرية من حيث العمران شكلاً وتصميماً واحد ، ولا يفرق بينها ، وبين العاصمة السياسية " الرياض " عمرانياً ، فالعدل أساس الحكم ، والأنصاف ميزان العدل ، وإيضاً المساواة ، وتوزيع الموارد والميزانية وفق خطط مدروسة ومعتمدة تصل لمستحقيها باستحقاق واحد ، وان تركز الدولة بمواردها المتاحة على محاربة الجهل ، ومكافحة الأمية ، ومحاربة المرض ، ومكافحة الملوثات العقلية ، ومحاربة الفقر ، ومكافحة غسيل الأموال ، والحرص على ماوسعها المسعى تجفيف منابع الفساد بكافة أنواعه وصوره ، وطرقه وأشكاله .
بداءنا نبصر مع الأفق من بعيد أطراف مباني عمران أم الدوم تلمع بياض قصورها من الأفق البعيد . وصلنا أم الدوم من الجهة الشمالية الشرقية عن طريق البر " صحراوي " تبدو اطلال عمرانها . يتضح شيئاً فشيئاً من الأفق البعيد أول ما قابلنا حينما اقتربنا انتشار حضائر الإبل ، والماشية ، وشاهدنا على أطرافها الصفايح والزنك والصنادق المتهالكة تحيط بمدينة المركز . نوع من التشوه البصري .
أم الدوم مركز اداري فئة ( أ ) أقل من ناحية وأعلى من محافظة في تصورنا ، ومشاهداتنا على الطبيعة ، ويتطلع الأهالي أن تكون محافظة ( ب ). مدينة متكاملة العمران ، والمحلات التجارية ، والقصور والمباني متداخلة في بعضها ، والشوارع ضيقة ومتقاطعة ، معدومة السفلتت بين الاحياء سوى البعض ، الموجود متهالك ومتقشر ، وكثير الحفر ، والمطبات ، ولا أعمدة إنارة داخل كتلة الاحياء السكنية سوى النزر القليل أعمدة جرباء على شارع تكتنفه المحلات التجارية غيّر مؤهلة ، ولا منظمة البعض متقدم والاخر متأخر اصدق مايقال متعرجة . خدمات البلدية شحيحة ومتخلفه جداً . لا يوجد مخططات سكنية بها اهلة بالمساكن . أردنا مدخل رئيسي ندخل معه لم نجد سوى طريق مفرد ، ومما ذكر انه يربطها بالطريق السريع ( الطائف/ الرياض ) طريق مفرد المسار ، بطول ٤٥كم ، وتقع عليه حوادث كثيرة ، وأثناء السير وقع حادث في الطريق الذي نسلكه بين مركبتين صغيرة تاكسي أبيض اللون نوع كراون أو كرلاء ، وونيت نيسان غمارتين أبيض اللون حول الحادث تجمعات بشرية ، والأصوات في ارتفاع ، ولم نجد دورية ، ولا مرور عندهم . أخذنا نسير بالمركبة بشكل دائري بأطراف مدينة المركز من الجهات الأربعة نريد طريق رئيسي أو مدخل واسع ، واخذنا طريق معبد غير مرصف ولا أعمدة إنارة سوى النزر القليل ، وليست بالجيدة .
أم الدوم مدينة مبانيها حسنة متعددة الأدوار ، وبها العمائر المتطاولة ، ويتبن أن أهلها صخروا جهودهم ، وإمكاناتهم بجعلها مدينة تصاعد ماحولها ، ويظهر لا يوجد بلدية ، وفي ظل وجد بلدية ستظهر وجه مدينة المركز ، وجمالها بتميز بمعنى الكلمة ، ولكن لم تمد بالخدمات المنظوره ، وغير المنظوره . تركت تصارع نفسها بنفسها دون تنظيم ، وتهذيب بخلاف أخواتها المجاورة بمنطقتي الرياض والمدينة المنورة من الشمال والشمال الشرقيّ ، وأم الدوم في أرض مستوية دمثة رملية يتطرقها عروق رملية من الغرب والشمال ، وأثناء التوقف لصلاة الظهر شاهدنا شخصاً في الخمسين من العمر ، ومع هذا الخمسيني جرى حديث لا نريد أن نذكر جله إنما طرفاً منه . سألناه عن فندق أو شقق مفروشة من أجل الراحة . ضحك مستدير وجه للخلف مما استوقفتنا ضحكته ، وتعجبنا مستغربين منها ، فقال: أنتم في أم الدوم لا دوم بعد أم الدوم ، ومما يقال " جد الدوم في أم الدوم " فوجه الخمسيني سؤال لرفاق الرحلة بقوله: لجنة أؤ كشاته ، فقلنا : ما الفرق ؟ قال : إن كنتم لجنة . أقصدوا وأنصوا قصر الشيخ تجدون الكرامة ، وإن كنتم كشاته . الله يحيكم عند الجبر - الأفراد - بعد الصلاة عندي على السمن ، والسمين ، وقهوة برية ، وأشار إلى منزّله بالإشارة الحسية . دخلنا سوياً المسجد ، فالمسجد شعبي ، وبعد انتهاء الصلاة أشار لاحد أبناءه ، فقال:ودهم الاستراحة ، وجدنا استراحة جميلة ، وفيها عامل يقوم بأعداد حساء القهوة والشاي ، ولم نلبث قليلاً حتى أتى المضيف ، ويحمل فواكه متنوعة ، فقال: غداءكم طاح وجهز ، وأكثر من التراحيب ، وطلبنا بعض معلومات عن أم الدوم ، فقال: أم الدوم . تقع غرب السعودية بمنطقة مكة المكرمة ، وشرق الطائف . تبعد عن الطائف ٢٠٠ كيلاً . كانت مورد ماء لقبيلة الذيبة من روق عتيبة الهيلا . نشأت عليها قرية أم الدوم ، وتنامى فيها العمران ، والمحلات التجارية ، وتسمت بأم الدرم لكثرة شجر الدوم بها . وكانت في عزلة ، وفي عهد الدولة السعودية الثالثة الحالية زالت عزلتها ، وتم ايصالها بالطريق السريع مكةالمكرمة/ الرياض بطريق معبد ، وايصال الكهرباء، ، وأبراج الاتصالات . إحدث بها مركز إداري ، وصنف مركزها الإداري فئة ( أ ) ويبلغ تعداد سكانها فوق ٢٦٠٠٠ نسمة . تنعت أم الدوم لا دوم بعد أم الدوم . تعدّ إحدى محطات قوافل الحج فيما مضى قبل الطرق المعبدة ، وأفصح الشيخ/ عبيد بن نور الذيابي شيخ قبيلة العليثات من الذيبة من روق مرجحة الموازين ، والذيبة تنعت بحواتم عتيبة الهيلا . مفصحاً بمايلي:
- أم الدوم مصنفه من هيئة الإحصاء مدينة .
- وتقع على ممر دولي يربط الحدود الجنوبية بالشمالية حسب خطاب وزارة النقل .
- والدوائر الحكومية التي تحتاجها أم الدوم مايلي:
١ - رفع المركز إلى محافظة ( ب ) ،
٢ - إيجاد مركز الهلال الأحمر .
٣ - رفع مكتب البلدية إلى بلدية .
٤ - وحدة مرور لمعالجة الحوادث المرورية واستخراج رخص القيادة واستمارات المركبات وتجديدها .
٥ - وحدة مكافحة المخدرات من أجل محاربة السموم ، والملوثات العقلية ٠
٦ - مكتب زراعي والصادر به أمر سامي كريم .
٧- رفع الحس الأمني.
٨- حديقة كمتنفس لسكان احياء مدينة المركز للمواطن والمقيم باعتبار الحديقة الرئة التي تتنفس مدينة المركز من خلالها .
٩- شباب احياء مدينة المركز والمراكز والقرى المجاورة يريدوا ممارسة الرياضة . انشأ ملعب من قبل البلدية ، وممشى للمواطنين، وساحات يتشمس فيها كبار السن .
١٠- مركز التنمية الاجتماعية يخدم مدينة المركز ، والمراكز المجاورة لها .
وأستطرق المضيف القول: أم الدوم يحيط بها عشرة مراكز إدارية كالسوارة التي تحيط بالمعصم . الماء يجلب لها بصهاريج أهلية ناقلة من أودية الدويحي وظليم ووادي ابومروة جنوب ظلم مياها عذبة وماء التحلية يجلب من الطائف من قبل الموسرين بناقلات ، ومكلف جلبه إلا على الأغنياء ، ولا يوجد شبكة مياه ولا صرف صحي داخل مدينة المركز أم الدوم والحديث مازال للمضيف ، وقال: ينقص بعض الخدمات ، ولكن الحكومة ما تقصر تبذل الغالي والنفيس للمواطن إينما كان ، ولا حدس نحن في حال أحسن مماسبق ، ولاشك أبن ادم عجول ، ويطمع أن يزيد من الخير ، ووجود البعض من المرافق الخدمية خير وبركة من العدم ، وليس للإنسان إلا ماسعى ، الرزق مرهون بالنشور والمشي ، والسعي ، والمثل الشعبي يقول الرزق بأطراف العجاج . عجاج الماشية حين تسير وغبار المسحاة للفلاح حينما يضرب بها أرضه الزراعية ، ومحراثه الزراعية ، ومن العجاج وأطرافه وغبار حرث الحيازات الزراعية يكون الرزق للبادية والحاضرة بعد التوكل على الله يتحقق الرزق الكافي بالقدر المعلوم من الله . إنما المطلوب القناعة . الكليات بعيده على الأبناء . الطآئف أكثر من مائتين كيلاً وعفيف ثلاثمائة كيلاً . يشق ويجمع بين عسرين مشقة السفر ، وتجشم الانتقال خلاف مخاطر الطريق وعوارضه ، وتعطل وسيلة النقل - المركبة - وغيرها . يضطروا بعد الحصول على الثانوية العامة ألالتحاق بالوظائف بالقطاعين العام والخاص . انتهى كلام المضيف . تجولنا بعد العصر على المدينة واحياءها بعض المقابر غير مسورة ، والقبور مرتفعة بسيط عن سطح الأرض ، وموضوع عليها نصايب أثنين احداهما عند رأس القبر والأخرى عند القدمين . لا يوجد لوحات أو لافتات ارشادية على القبور ، المنازل القديمة متهالكة ومهملة ومتروكة للتلف والضياع وهي مخلفات الانساني الفاني وربما يأتي يوم تحتاجها السياحة والاثار. عدم وجود المسطحات الخضراء . انتشار التشوه البصري . لا يوجد ساحة شعبية للحتفالات والمناسبة الرسمية والاجتماعية ، ولا مركز حضاري . نرجو من أمانة منطقة مكةالمكرمة مد هذه الناحية أم الدوم بالتنمية المكانية من أجل جودة الحياة في هذا الجزء من الوطن الغالي .
بينما لم نشاهد دورية أمنية بهذا القطاع لا على المداخل أو غيرها بخلاف القطاعين التابع أمانتي الرياض والمدينةالمنورة مداخل القرى ، والنواحي تجد الدورية الأمنية وتفتيش وطلب أبراز الهوية الوطنية ، وهذا ما يشعر بالطمأنينة للمسافر والمواطن . وفق الله الدولة ، بالنصر والتمكين .
للمقال تكملة في العدد القادم .
دام عزك ياوطن ودامت رموزه وقيادته المظفرة والمباركة .
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
- بعد 60 يوماً لانتهائها.. “المرور”: غرامة التأخير عن تجديد الرخصة 100 ريال للسنة
- واحة بريدة .. تظفر بالبورد الألماني
- تقرير تقني يحذّر.. لا تحمّل صور أشعتك الطبية إلى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي
- فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة “الموظف الصغير” احتفالاً بيوم الطفل العالمي
- تلوث الهواء.. وراء الإصابة بأمراض التوحد ؟
خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة -74-
11/12/2023 12:32 م
خالد بن حسن الرويس
0
1228876
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3579958/