يبدو أن عملية طوفان الأقصى التي مضى على اندلاعها أكثر من ستة أسابيع . ما زالت تحفل بالمفاجآت (الدروس والعبر) . فعلى صعيد الحرب الإعلامية (الرأي العام العالمي) فقد كسبت المقاومة المعركة (السوشيال ميديا) , ووسائل الإعلام العالمية التقليدية التي يهيمن عليها اللوبي الصهيوني لم يعد لها أي تأثير يذكر , بل لا أبالغ إذا قلت بأنها قد فقدت مصداقيتها لدى الشعوب الغربية بل وأصبحت منبوذة , حتى أن مسمى طوفان الأقصى بات يطغى على المسمى الإسرائيلي السيوف الحديدية والتي تحولت في الميدان إلى سيوف خشبية (مجزرة الدبابات) . أما في الميدان يا حميدان فإن المقاومة الآن بدأت تملي شروطها على العدو (الهدنة المؤقتة) . أما محاولات إسرائيل والقادة الغربيين تصنيف المقاومة كمنظمات إرهابية في مجلس الأمن الدولي فقد باءت بالفشل , من خلال الفيتو الروسي والصيني (المزدوج) . لقد ألقت عملية طوفان الأقصى الضوء على القضية الفلسطينية بعد أن حاولت إسرائيل إنهائها والقضاء على حل الدولتين , وكل ذلك كان يتم بتواطؤ غربي عنصري مقيت . بل أن العالم اكتشف بعد عملية طوفان الأقصى عن مخططات غربية للتهجير , وشق قناة إبن غوريون التي يجب أن بقطاع غزة ، وغاز قطاع عزة وشرق المتوسط و الشرق الأوسط الكبير , ودولة إسرائيل الكبرى التي تشمل كل دول الجوار وحتى أجزاء من تركيا . مما جعل دول كبرى وإقليمية مثل الصين وروسيا وتركيا وإيران تدحل على خط الأزمة (تقاطع المصالح) . عملية طوفان الأقصى أثبتت أن الحل لم يعد في يد أمريكا (الغرب) فقط , بل أن الدول الكبرى الأخرى سوف يكون لها دور كبير , القادة في العالم العربي والإسلامي لم يعودوا يثقون في نزاهة القادة الغربيين , بل لا أبالغ إذا قلت بأنهم قد وصلوا إلى قناعة بأن هؤلاء القادة لا يعدو عن كونهم : أن شر الدواب عند الله الذين كفروا , وأن حل الدولتين الذي باتوا يطرحونه الآن مجرد (حبوب مسكنة) , حتى تتمكن إسرائيل من ابتلاع كامل فلسطين , لق أثبتت عملية طوفان الأقصى أن أن اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر مجرد فالصو (أكذوبة العصر) , وأن إسرائيل بالفعل أوهن من بيت العنكبوت , وأن المتغطي بإسرائيل عريان على الآخر (ملط) . ايضا كشفت الحرب عن هشاشة المجتمع الإسرائيلي . أيضا كشفت الحرب عن ضعف السلطة الفلسطينية وانتهاء صلاحيتها ، بل لا أبالغ إذا قلت بأن بعض المدن الفلسطينية قد أصبحت خارجة عن السيطرة , والسلطة بحاجة إلى قيادة (وطنية) شابة تستطيع حماية المواطنين من هجمات قطعان المستوطنين والجيش الإسراىيلي . أيضا أثبتت الحرب أن التنظيمات المسلحة هي أفضل من يقاوم الدول الكبرى كما هو الحال في غزة ولبنات وسوريا والعراق واليمن حيث تعاني أمريكا الكثير منهم . تصنيع السلاح محليا أصبح خيارا لا بديل عنه , والاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء , بل والأهم من ذلك كله إيجاد مصادر للطاقة البديلة وبالذات في المنازل (الألواح الشمسية , الرياح .. ) . والسيارات الكهربائية ’ ولا بد من وجود أبار ارتوازية في الأحياء السكنية تعمل كبديل في الحروب . وأيضا دور الملاجىء والأنفاق في الدفاع عن المدن وتقليل الخسائر المدنية(الصمود) . الشعوب الإسلامية والعربية أصبحت بعد عملية الطوفان أكثر وعيا بالدور الإيراني التخريبي في المنطقة . والدور الكبير الذي تلعبه أدواتها في المنطقة في خدمة مصالح الفرس والغرب ( التخادم) , طبعا كل ذلك يتم تحت شعار تحرير القدس الذي لا بد أن يمر من العراق وسوريا والأردن ولبنان واليمن والسعودية عدا فلسطين . في حروب التحرير لا ينظر إلى الخسائر بعين الاعتبار (الحرية الحمراء) . روسيا في الحرب العالمية الثانية خسرت ما يقرب من (17) مليون شخص , الجزائر خسرت ما يقرب من عشرة ملايين , فيتنام خسرت ما يقرب من خمسة ملايين . ايضا الحرب كشفت عن تعاظم الدور الصيني , في كل حرب هناك أطراف مستفيدة وأيضا متضررة من استمرارها مثل أيران وروسيا والصين وتركيا ، سواء كان ذلك من اجل إنهاك الغرب وبالذات أمريكا ، أول من أجل تحقيق المنافع . احتلال قطاع غزة أو وضع حكومة بديلة أو التهجير القسري أصبح في الــ (مشمش) ممكن أبدا , بل لا أحد يجرؤ من فوق الطاولة على التصريح بذلك . لأن القضية الفلسطينة لم تعد شأن إسلامي أو عربي بل أصبحت شان دولي , وأن أي تغيير في الخارطة الفلسطينية قد أصبح يضر بأمنها القومي (قانون التدافع) . الدور العربي في حل الصراعات بدأ يتراجع أو يتفزم لصالح أطراف أخرى دولية . فمن يملك القوة يمتلك القانون (نادي الأقوياء) . أخيرا - النتن ياهو - سوف ينتقل بعد انتهاء الحرب من الوزارة إلى السجن .
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
- بعد 60 يوماً لانتهائها.. “المرور”: غرامة التأخير عن تجديد الرخصة 100 ريال للسنة
- واحة بريدة .. تظفر بالبورد الألماني
- تقرير تقني يحذّر.. لا تحمّل صور أشعتك الطبية إلى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي
- فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة “الموظف الصغير” احتفالاً بيوم الطفل العالمي
- تلوث الهواء.. وراء الإصابة بأمراض التوحد ؟
- تجنب الانشغال بالتصوير.. 8 نصائح عند الطواف حول الكعبة تبرزها “الحج والعمرة”
- “حساب المواطن”: مستند عقد الإيجار لإثبات الاستقلالية لا بد أن يكون “ساري المفعول” وباسم المتقدم بالطلب
- السائل النخاعي.. هل يصبح علاج «الشقيقة» ؟
- الزميل محمد السبيعي يباشر العمل على كتابه الثاني رموز و تراث من رنية”
23/11/2023 11:59 ص
فوزي محمد الأحمدي
0
1044151
(0)(2)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3577338/