كشفت منظمة الصحة العالمية عن وفاة خمسة أشخاص في العالم كل دقيقة بسبب أخطاء طبية في المعالجة , حقا إنها حرب عالمية لا تستثني أحدا ولكن مسكوت عنها . في المملكة العربية السعودية هناك (21) خطأ طبي يوميا , تأتي الرياض في المقدمة بنسبة 26% , والإحساء هي الأقل بنسبة 5% (الوطن) . وتصل نسبة الأخطاء الطبية أثناء العمليات الجراحية إلى ما يقرب من 50% !! . طبعا الكثافة السكانية في كل منطقة تلعب دورا كبيرا في تحديد نسبة الأخطاء . غالبا ما يتم تحميل العنصر البشري (الأطباء , الممرضين , الفنيين..إلخ) مسؤولية ذلك , ويتناسى الجميع البنية التحتية في القطاع الصحي ودورها في وقوع الأخطاء الطبية , بالضبط مثل الحوادث المرورية حيث يتم تحميل العنصر البشري المسؤولية كاملة , ولا أحد يتطرق إلى دور الطرق واللوحات الإرشادية والتحويلات … غير المطابقة للمواصفات والمقاييس العالمية أي دور في التسبب بالحوادث ؟! . تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الأخطاء الطبية , فمن ناحية العنصر البشري أعتقد أن عدم الكفاءة والإهمال تأتي في مقدمة الأسباب , والتي بدورها تؤدي إلى التشخيص الخاطىء , وبقية الأسباب مجرد تفاصيل , على وزن عدم الخبرة , عدم الإلمام بالتقنية الحديثة (الأجهزة الطبية) ، ولا ننسى دور مخرجات التعليم (الجامعات) في تخريج الأطباء والفنيين غير المؤهلين ، وأيضا عدم وجود إدارة حازمة (المساءلة) يلعب دورا كبيرا في ذلك . أما الأسباب الأخرى التي تلعب دورا كبيرا في مضاعفة الأخطاء الطبية ولا يتطرق إليها أحد ايضا , فتتمثل في المنظومة الصحية المتهالكة , مثل عدم مطابقة المستشفيات للمعايير التخطيطية والتصميمية العالمية مثل الموقع والمساحة ، وعدد الأسرة وبقية التجهيزات . الافتقار إلى البعد الإنساني مثل الإضاءة , العزل الصوتي , التهوية , الألوان ، المساحات الخضراء .. إلخ . تظل الإحصائيات المتعلقة بالأخطاء الطبية سواء كان ذلك على مستوى العالم أو على مستوى أي دولة , مجرد رجم بالغيب ولا تعكس الواقع . كم عدد المرضى الذين قضوا نحبهم نتيجة التشخيص الخاطىء , واستمر علاجهم بناء على هذا التشخيص أشهر أو سنوات دون أن يعلم بهم أحد . وكم من مريض تعرض إلى نوبة قلبية ومات في المستشفى قبل أن يتم الكشف عليه , أو نتيجة استخدام دواء غير مناسب أو بديل غير فعال ، أو نتيجة خطأ طبي تم التستر عليه ؟! . هل يتم إدراج هؤلاء ضمن ضحايا الأخطاء الطبية , بل أن الكثير من الأخطاء الطبية التي تؤدي إلى الوفاة يكتب في التقرير أن سبب الوفاة كان نتيجة هبوط في الدورة الدموية (قضاء وقدر) . التقى الكاتب الإنجليزي الشهير برنارد شو بصديق له , والذي أخبره بأنه تحول من دراسة الفن إلى دراسة الطب , فعلق برنارد شو على ذلك قائلا : الأخطاء الفنية تبدو واضحة للعيان , لكن الأخطاء الطبية يسترها التراب ؟! . في حال تكرار الأخطاء الطبية من أي طبيب أو ممرض أو فني , لا بد من سحب الرخصة الطبية منهم وتحويلهم إلى العمل الإداري مع حرمانهم من المزايا الطبية ، والسؤال هو كم عدد العناصر الطبية التي يتم تحويلها سنويا إلى الأعمال الإدارية ؟! , الحسد بين الأطباء حيث يرفض الكثير من الأطباء الكبار تزويد زملائهم بالخبرات التي اكتسبوها (كتم العلم) . الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية التي يحصل عليها الأطباء من أجل استمرار الرخصة الطبية غالبا تكون ما تكون الفائدة منها محدودة . لا بد من عمل دورات تدريبية عن الأخطاء الطبية في كل تخصص وبشكل دوري من أجل تلافيها . أيضا الازدحام من المراجعين يشكل ضغط على الطبيب وبالتالي عدم التركيز (الأخطاء) . سواء كان ذلك عند العلاج أو عند أخذ المواعيد الطويلة , والتي بدورها تتسبب في مضاعفة المرض أو حتى الوفاة , نقص التجهيزات الطبية أو قدمها أو حتى كثرة أعطالها في المستشفيات , ونقص الأدوية لها دور كبير في مضاعفة الأخطاء الطبية , ايضا مهنة الطبيب أصبحت من أجل المكانة الاجتماعية (الوجاهة) والمزايا المادية , والمعدل هو المعيار الرئيسي في القبول . بينما من المفترض أن يخضع طالب الطب إلى اختبارات مكثفة يشارك فيها إخصائيين في علم النفس والاجتماع وغيرهم لمعرفة (الحالة النفسية , الجسدية , اللباقة , المظهر , مهارة التواصل ..) , بعيدا عن السؤال التقليدي الذي يوجه لكل طالب متقدم إلى كلية الطب , وأصبح كل طالب يعرف الإجابة النموذجية عليه وهو : لماذا تود دراسة الطب , وهل كانت فكرة عابرة ام رغبة حقيقية ؟! . أخيرا لا بد من إخضاع كل الطلاب المتقدمين إلى كليات الطب إلى جهاز كشف الكذب لمعرفة صدق أقوالهم ومدى جديتهم . للأسف فإن جهاز كشف الكذب في العالم يكاد أن يكون حصرا على الأجهزة الأمنية لمعرفة المجرمين أو من أجل اختيار القيادات العليا .
- محافظ رنية يلتقي مدير عام صحة الطائف لمناقشة تحسين الخدمات الصحية
- “العناية بشؤون الحرمين”: هذه هي مواعيد دخول الروضة الشريفة بالمسجد النبوي “للرجال والنساء”
- بلدية رنية تواصل أعمال إزالة الرمال الزاحفة على طريق الحفائر
- «الموارد البشرية» تمنح 60 يوماً إضافية لتصحيح أوضاع العمالة المهنيّة المتغيبة
- ولي العهد: المملكة تستعد لاستضافة المنتدى العالمي للمياه لعام 2027
- ماكرون: ملف المياه مرتبط بقضايا التصحر ولا يمكن معالجتها بجهود فردية
- بعد تصريح القيادي الحوثي حول جثة شقيقه.. “التحالف”: غير دقيق ويفتقر للمصداقية ونتعامل مع الملف بشكل إنساني دون تسييس
- صدور موافقة خادم الحرمين على منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة لـ72 مواطنًا ومواطنة
- هيئة الأمر بالمعروف في محافظة رماح تفعّل برامج وحملات الرئاسة العامة التوعوية والوقائية في عدد من الأماكن العامة
- أدوات متطورة لمتابعة المعدل.. تدشين خدمة الامتثال بالتأمين الصحي للمنشآت
- فعل متهور وخطر وغرامة..”المرور” تحذر من الانشغال عن القيادة بأى أجهزة محمولة
- بحضور ماكرون.. الرياض تحتضن القمة السنوية “7” لرؤساء مجموعة العمل الدولية لصناديق الثروة السيادية
- وزارة الصحة تحصل على شهادة المواءمة الذهبية
- “التأمين” تُطلق عدداً من الحلول الرقمية لتعزيز خدمات تأمين المركبات
- الصيدلي الطميحي يحقق إنجازًا أكاديميًا بمرتبة الشرف في الصحة العامة
09/10/2023 12:19 م
فوزي محمد الأحمدي
0
548851
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3571110/